رقم قياسي لأطول رحلة في العالم من نصيب سيّارة هيدروجينية
الهندسة والآليات >>>> الطاقة
وقد أصبح الهيدروجين من أكثر أنواع الطاقة الخضراء الواعدة التي يتطلّعُ العالم إليها منذ وقت طويل لكونه لا يتسبب في أيّ انبعاثاتٍ ضارّة. إلا أنّ صعوبات النقل والتخزين لهذا الغاز شديد التّطاير وبطء عمليّة تطوير البنية التحتيّة اللازمة من العوامل التي أدّت إلى تَوقّف التقدم نحو استخدام الهيدروجين في مجال الطاقة حتى وقت قريب. إلا أنّ عام ٢٠١٤ كان عامًا حافلًا بالإنجازات في مجال الطاقة الهيدروجينيّة حيث تمّ استخدام الهيدروجين كوقود في سيارة جديدة من هيونداي.
تابعوا معنا هذا المقال:
ممّا لا شك فيه أنّ السيارات الكهربائيّة ستلعب دورًا كبيرًا في المستقبل على صعيد مركبات النّقل الشخصيّ، لكنّها ليست البديل الوحيد للسيارات التي تعمل على البنزين. إنّ السيارات التي تعمل على خلايا الوقود الهيدروجينيّ هي قيد التطوير حاليًا وقد أظهرت قيادة هذه السيارات في شوارع مدينة لندن ما يمكن أنْ تحمله من إمكانيات ضخمة تنافس فيها الأنواع الأخرى مُستقبلًا.
يُذكر أنّ سيارة هيونداي (Hyundai ix35) العاملة بالوقود الهيدروجيني قد حطّمت الرقمَ القياسيّ لأطول رحلة بدون توقف لمسافة 6,096 ميل أي ما يعادل 9,810 كيلومترًا على الطريق (M25)، وهو الطريق السريع الذي يحيط بالعاصمة البريطانية، على مدى ستة أيام مُتواصلة مع التوقف فقط لزيادة رصيد الوقود.
ولم تكتف السيارة بتحقيق أطول رحلة مستمرة من أي وقت مضى، بل سارت أيضًا 400 ميل ما يعادل 643 كيلومتر على خزان واحد من الهيدروجين وهذه أطول مسافة حققتها أي سيارة كهربائية أو أي سيارة تعمل على أي نوع آخر من الوقود.
وقد تمّ دعم هذه الرحلة من قِبل مشروع توسيع شبكة النّقل الهيدروجينيّة في لندن (LHNE)، وهو جزء من حملة أوسع لترويج فوائد وسائط النقل التي تعمل على الهيدروجين حيث تشمل هذه الفوائد: الكفاءة العالية، التشغيل الصامت والقضاء على عملية إنتاج الغازات المُسبّبة للاحتباس الحراري.
هذه السيارات بالتأكيد صديقة للبيئة، فغاز الهيدروجين بحدّ ذاته يمكن أن يُنتَج من مصادر مُتجددة مثل الماء ثم يُحوّل الى كهرباء لتشغيل المحرك الكهربائيّ عن طريق بطارية ليثيوم-أيون (lithium-ion)، كما أنّ إعادة التزوّد بالوقود لا تأخذ سوى دقائق معدودة.
تقول (Diana Raine) وهي مديرة الأعمال الأوروبيّة لأنظمة الطاقة الهيدروجينيّة في شركة (Air Products) وهي الشركة التي تقود مشروع توسيع شبكة النّقل الهيدروجينيّة في لندن (LHNE): "جُلّ ما نحتاجه الآن لاعتماد المركبات الهيدروجينيّة بشكل أوسع أنْ تقوم الحكومة بالتعاون مع صناعاتنا لتأمين الإطار المناسب لهذه التكنولوجيا لتلقى قُبولًا أكثر من قِبل العامّة ".
وبالعودة إلى رحلة الستة أيام فقد نُفّذت 50 لفّة بسيارة (Hyundai ix35)، وأُجريت من قبل فريق من السائقين كما شملت الرحلة تحويل المسار الى أربع من محطات التزوّد بالوقود الهيدروجيني الموجودة في المملكة المتحدة من أجل التزوّد بالوقود، حيث يوجد حاليًا ستّ من هذه المحطات للتزوّد بالوقود في البلاد وهناك خُطة لإضافة ست محطات أُخرى خلال ال 12 شهرًا المقبلة، ويُعتبر هذا الأمر ضروريًا وخاصة أنّ عدد أكبر من الناس سيأخذون زمام المبادرة وسيستخدمون وسائل النقل التي تعمل بهذا النوع من الوقود.
هذا ويُذكر أنّ سيارة هيونداي كانت فعلًا مُتاحة تجارياً منذ العام 2014، في حين أصدرت شركة تويوتا العام الماضي سيارتها الجديدة (Mirai FCEV)، والتي تعمل باستخدام خلايا الوقود الكهربائيّة، ومن المُتوقع أن تُصْدِر شركة هوندا سيارة كهربائيّة في العام الجاري 2016 بالإضافة إلى قيام شركات مرسيدس وبي إم دبليو وفولكسفاغن وأودي وبعض الشركات المُصنّعة الأخرى بتطوير تصاميم مركبات كهربائية جديدة في المستقبل.
إن رحلة سيارة هيونداي التي حطمت الرقم القياسي كانت جزءاً من أسبوع مخصص للتقنيات الهيدروجينيّة، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بفوائد المَرْكبات الكهربائية، وفي نفس الوقت يقوم أسطول مكون من ثماني حافلات تعمل بالوقود الهيدروجيني بالسير في طريق معروف في لندن وقد قطع أكثر من 700,000 ميل أي ما يعادل 112,6540 كيلومترًا.
معظم الطاقة التي يستخدمها العالم اليوم تأتي من الوقود الأحفوري، فقط 7% منها يأتي من مصادر الطاقة المتجددة، غير أن العالم الآن يحاول زيادة استخدام الطاقات المتجددة فهي نظيفة لا تلوث البيئة، كما أنها لا تنفَذ، لكن مثل هذه الطاقات كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح تواجه مشكلة عدم التواجد الدائم وعدم القدرة على التخزين لفترات طويلة، وهنا يأتي الهيدروجين، ليحلّ تلك المشكلة، فيمكننا أن نخزن تلك الطاقة إلى متى نريد وحيث ما نريد.
فهل يمكن أن نستغني في المستقبل عن الوقود الأُحفوري؟ وهل سنستخدم الهيدروجين كبديل للبنزين في السيارات؟
المصدر: هنا