ارتباط مورثات الشعر الأحمر بخطر الإصابة بسرطان الجلد
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
الاختلاف بأشكالنا وألواننا وتنوّعنا هو سر جمال الحياة على كوكب الأرض...بس ببعض الحالات ممكن يشكل هالاختلاف خطورة على حياتنا!
============
أصحاب الشعر الأحمر أكثر عرضة للإصابة بالورم الميلانيني!
يتمتّع 1-2% من سكان العالم بشعر أحمر وبشرة فاتحة، وقد تبيّن أن المسؤول عن لون شعرهم وجلدهم هذا هو طفرة في مورّثة الميلانوكورتين-1 (MC1R)melanocortin-1 المسؤولة عن منح هؤلاء الأشخاص النمط الظاهري المميّز للون شعرهم وبشرتهم.
إنّ هذه المورّثة - إضافة إلى دورها في التحكم بلون البشرة والجلد- تعدّ مسؤولة أيضاً عن حماية خلايا الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي نتعرض لها يومياً من الشمس، والتي يمكن أن تؤدّي إلى تخرّب المادة الوراثية للخلايا وتحفيز تطور سرطان الجلد.
وفي محاولة لفهم الآلية الجزيئية للعملية السابقة؛ لاحظ العلماء ارتباط مورّثة MC1R بمورّثة كابحة للأورام تدعى PTEN، يتمثّل دورها في منع تفعيل مسار الإشارة PI3K/AKT الذي يعدّ أحد الطرق المسؤولة عن حدوث السرطان (حيث لوحظ تورّطه في سرطان الثدي والمبيض والرئتين).
يفتقد أصحاب الشعر الأحمر الذي يحملون المورّثة MC1R الطافرة إلى درع الحماية هذا، ويؤدي التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية لديهم إلى تخرّب متزايد في مورّثة PTEN في الخلايا الصباغية، مما يزيد من احتمال إصابتهم بسرطانات الجلد وفي مقدّمتها الورم الميلانيني (الميلانوما)، وهو النمط الأقل شيوعاً ولكن الأكثر فتكاً من بين أنماط سرطانات الجلد.
يتأصّل الميلانوما في 75% من الحالات في خلايا الجلد المنتجة للصباغ والمسمّاة بالخلايا الميلانينية Melanocytes، ويعتقد أنه ينتُج عن عملية متعددة الخطوات لطفرات وراثية (جينيّة) تزيد من تكاثر الخلايا وتمايزها وموتها، كما تزيد من حساسية الفرد الحامل لها للأشعة فوق البنفسجية.
كما بيّنت الدراسات أنّ طفرة MC1R تتزامن مع طفرة أخرى مسبّبة للسرطان تحدث في مورّثة BRAF (التي لوحظ وجودها في 70% من حالات الميلانوما عند البشر)؛ الأمر الذي يؤدي إلى تسريع تطور السرطان وانتشاره.
وبالتالي يمكن القول أنّ أصحاب الشعر الأحمر أكثر حساسية للأذيّة الجلدية المحرَّضة بالأشعة فوق البنفسجية من الأفراد ذوي البشرة الأدكن، وهذا يضاعف احتمال إصابتهم بالميلانوما من 10-100 ضعف!
ولاتزال أبحاث العلماء مستمرة بهدف التوصّل إلى خطة علاجية فعالة؛ حيث وجد أن مشاركة الأدوية التي تستهدف مسار الإشارة PI3K/AKT مع Vemurafemib (وهو دواء يستهدف البروتين الورمي BRAF) يمكن أن يكون مفيداً في معالجة مرضى الميلانوما الذين يحملون طفرات في كلتا المورّثتين (MC1R و BRAF).
في النهاية لا بدّ من تنبيه أصحاب الشعر الأحمر إلى اتّخاذ إجراءات وقائية جيدة، ومحاولة عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة...
المصدر:
هنا
حقوق الصورة للباحثون السوريون بعدسة ساري فيومي