غشاءٌ صناعيٌّ يُخفي التجاعيدَ ويمنعُها
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
قامَ علماءٌ من معهدِ ماساتشوستس ومختبر (Living Proof) ومختبرات أوليفيا بتطوير مادة جديدة يمكنها وبشكل مؤقت حماية وشدّ البشرة، وتخفيف تجاعيدها، وتطويراتها الواعدة قد تُمكّنها من إيصال الأدوية إلى البشرة، ومعالجة أمراض كالأكزيما والصدفية التي تشكل معاناة للملايين من البشر. [1]
يمكنُ وضعُ المادةِ والتي هي عبارة عن بولمير سليكوني على الجلد بشكل غشاء رقيق، وتدريجي مظهرةً الخواص الميكانيكية والمرونة الصحية، يمكن أن نطلق عليها باختصار جلد الشباب.
وجدَ الباحثون عند اختبارها على بعض البشرِ، أن هذه المادة قادرة على إعادة الشكل الجميل للعيون، وتخفيف التجاعيد تحتها، وكذلك التحسين من رطوبة البشرة. هذا النوع من البشرات الثانية يمكن أن يُقدّم حماية طويلة ضد الأشعة الفوق بنفسجية. [1]
يقول (Anderson) وهو أستاذ مشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قسم الهندسة الكيميائية: "هذه المادة عبارة عن طبقة غير مرئية يمكنها أن تشكّل حاجزاً يقدم تحسينات تجميلية، ويمكنه أيضاً إيصال الأدوية إلى المكان الذي يتم معالجته بها، وهذه الخواص الثلاثة هي ما جعلتها فكرة يمكن تطبيقها على الإنسان".
[1].
فيديو: شرح عن هذه المادة وخواصها
تشير (Suzanne Kilmer) طبيبة الجلد في جامعة (Davis) في كاليفورنيا إلى أن الأشخاص المصابين بالأكزيما وغيرها من الحالات الجلدية غالبًا ما يغلفون بشرتهم بالكثير من الضمادات، أو حتى بالبلاستيك الشفاف ليضمنوا ألا يُمسحَ الدواء عنها وتقول: "بدلًا من أن يضطرَ المرضى لارتداء كل تلك الأشياء، سيمكنهم استخدام هذا الغشاء غير المرئي".[2]
تقول (Barbara Gilchrest) طبيبة الجلدية في مشفى ماساتشوستس العام (MGH) في بوسطن والتي كانت عضوًا في الدراسة الجديدة: "إن بشرتنا عرضة لمجموعة واسعة من الأذيات، بدءًا من أشعة الشمس فوق البنفسجية إلى الجروح والخدوش والأمراض، وطبعاً أذية الزمن لها. تكون البشرة الشابة عادةً عالية المرونة، مما يسمحُ بعودتها لوضعها بعد قرصها أو ثنيها، ويعود ذلك جزئيًا إلى شبكة من الشعيرات البروتينية في البشرة، والتي تتصرف كالأربطة المطاطية فتعيد البشرة إلى شكلها الطبيعي. تتحطم هذه الشعيرات مع الزمن، ولا يتم استبدالها في البشرة المسنة بنفس سرعة استبدالها في البشرة الشابة، والنتيجة هي ترهل الجلد وتجاعيد المسنين". [2]
عمل الباحثون لمدة طويلة في فريق مع (Robert Langer) عالم المواد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج لعلاج هذه الحالات الجلدية وغيرها، كان هدفهم ابتكار منتج يستعيد مرونة وشباب الجلد، على أن يكون شفافًا ومرنًا. ابتكروا أول جلد ثانٍ لهم من هلام سيليكون بوليميري، يتمّ تفعيله باستخدام هلام ثاني، وتم تسويقه كوسيلة للتخفيف المؤقت من الانتفاخات تحت العين، لكن المنتج كان مرتفع السعر، وقصير المفعول يدوم لـ 5 ساعات فقط. [2]
عاد الفريق إلى المختبر، واستمروا بالعمل على نفس الهدف، متمسكين بمواد أولية مماثلة: بوليميرات سيليكونية تسمى سيلوكسانات، تستخدم بانتظام في مستحضرات التجميل، وتعتبر آمنة على نطاق واسع. لكنهم قاموا بتغيير العديد من المكونات، غيروا كل شيء من طول السلاسل الجزيئية الفردية، حتى تركيب المجموعات الوظيفية الرابطة المسماة (crosslinkers) التي تربط السلاسل المنفصلة إلى بعضها، بحيث تحول الهلام إلى غشاء بوليميري رقيق. [2]
كما هو الحال مع المواد المكونة للغشاء السابق، يطبق المستخدم الغشاء الجديد على مرحلتين. يدعك هلام السيلوكسان على البشرة، ثم يدعك الهلام الثاني المحتوي على محفز بلاتيني على السطح، مسببًا ارتباط المجموعات ببعضها لتشكيل غشاء متصل. وعند جفاف الغشاء ينكمش بنسبة تصل إلى 10% حسب التركيبة. تم اختبار التركيبة التجميلية على 12 متطوعًا، بتطبيق طبقتي الهلام على الجلد تحت عيونهم، ويعمل على شد البشرة عند تقلص الغشاء، ويخفف من الجيوب تحت العين بنسبة تصل إلى 40% لمدة 24 ساعة، مقارنة مع اختبارات الضبط التي استخدمت الهلام الأول فقط. تمّ تصميم مقياس من 5 درجات يقيس بروز جيوب العين، وقد لوحظ أن الغشاء خفف بروز الجيوب بمقدار درجتين على المقياس. وجدت الاختبارات كذلك أن الغشاء وبعد 24 ساعة قلل خسارة الجلد للماء بمقدار 23% من خلال عمله كحاجز يحمي البشرة الجافة. [2]
على سبيل المقارنة، قلل كل من الفازلين ومرطب تجاري من خسارة الماء لكن فقط لساعتين. على الرغم من ذلك، فإن هذا المستحضر لم يختبر بعد من أجل الأكزيما والصدفية وغيرهما من الأمراض الجلدية المنهكة. [2]
تقول (Barbara Gilchrest) إنها تأمل أن يجلب هذا المستحضر يوماً ما الراحة للمرضى الذين يعانون من تلك الحالات. ببساطة عن طريق تزويد الجلد المتضرر بطبقة واقية أخرى، مما قد يساعد هؤلاء المرضى. لكن الإصدارات المستقبلية منه قد تأتي أيضًا محملة بتصاميم دوائية تتحرر ببطء مع مرور الوقت. [2]
توصل الباحثون في المخبر إلى أكثر من 100 نوع مختلف من هذه البولميرات السيليكونية، والتي تحوي في بنيانها تركيبة كيميائية تُعرف بالسيلكسون، وهي عبارة عن شبكة متناوبة من السيلكون والأوكسجين، يمكن تشكيل هذه البولميرات على شكل شبكات معروفة باسم البولميرات الشبكية، وبعد ذلك قاموا بتجربتها كافة حتى يصلوا إلى التركيب المناسب الذي يكون أقرب ما يمكن إلى مرونة وقوة وشكل بشرة الإنسان.
قام الباحثون بعدة تجارب على المتطوعين من أجل التأكد من فعالية وأمان هذه المواد على بشرة الإنسان، في أحد الدراسات كان هذا البولمير الشبكيّ الذي تم وضعه على الانتفاخات الموجودة تحت العين التي تظهر عند التقدم بالعمر بسبب نمو الوسادة الدهنية تحت جلد الجفن السفلي، قد قام بشدّ الجلد بقوة ثابتة واستمر مفعول هذه القوة لمدة 24 ساعة. وفي دراسة أخرى فقد تم تطبيق البولمير الشبكي على جلد الساعد من أجل اختبار المرونة فوجدوا أن البولمير قادر على العودة إلى شكله الأساسي بسرعة أكبر من الجلد العادي. وكذلك قاموا بتجربة هذه المواد لمعرفة قدرتها على الحفاظ على رطوبة البشرة فبعد ساعتين من وضع هذه المادة من نوع (novel) على البشرة فقد كانت قادرة على الحفاظ على الرطوبة بشكل أكبر من تلك التي تمت معالجتها بمرطب تجاري من النوع الممتاز. [1]
في النهاية نرى مدى روعة هذه المادة وخصوصاً للأشخاص الذين يخافون العمليات الجراحية ويرغبون بحلول سريعة فهي تقدم حلولاً مناسبة للذين يرغبون بالحفاظ على بشرة شابة، ولا ننسى أولئك الذين يريدون علاج بشرتهم من الأكزيما وغيرها من أمراض الجلد.
المصادر:
[1] هنا
[2] هنا