تؤمان بجسد واحد
الطب >>>> مقالات طبية
كتير صعب يعيش شخصين مع بعض بدون مشاكل أو خناقات. طيب إذا جبرنا شخصين يعيشوا بنفس الجسد ممكن يقدروا يتدبّروا أمورون؟ وهل ممكن يكون في شخصين بشخصيتين مختلفتين لكن بجسد واحد؟
قصة رائعة عن التعايش والتكيف اللي ممكن يوصل له الإنسان بوقت نحنا بحاجة ماسّة فيه للتعاون مع بعض حتى نقدر نتخطى المصاعب اللي بتواجهنا .
لم يكن من المتوقع بقاؤهنّ على قيد الحياة إلّا لبضعة أيام فقط، ولكنّ التوأم الملتصق Abigail وBrittany Hensel لم تثبتا فقط أنّ الأطباء على خطأ، بل أدهشتا الأطباء بتطوّرهما من طفلتين محبوبتين لمراهقتين مميزتين وأخيراً شابتين جميلتين…
لم يحاول والداهما Patty و Mike أن يحصلا على توأمين منفصلين؛ خوفاً من أنّ إحداهما أو كلتيهما قد تموت أو ربما تحدث لهما إعاقة شديدة تعرّض حياتهما للخطر، أو قد تُفقدهما المتعة بممارسة الأنشطة التي تحبّانها …
مثل غيرهما من التوائم مزدوجة الرأس بدأتا بالنضج على الرغم من الأمل القليل الذي وضعه الأطباء ببقائهما على قيد الحياة، ومع ذلك كانت كل واحدة منهما تؤلّف شخصية مستقلة عن الأخرى في الطعام والشراب واختيار الملابس والصفات النفسية.
فمثلاً “Abigail” عنيدة ومشاكسة، وتفضّل عصير البرتقال على الفطور، كما تحبّ دائماً أن تكون القائدة.
أمّا “Brittany” فهي مهرّجة العائلة، وتفضّل الحليب فقط.
على الرغم من اختلافهما في ذلك إلا أنهما تعملان في تناسق مذهل: فعند تناول الطعام، يكون لدى كل واحدة منهما وجبتها الخاصة، ولكنهما تتناوبان في وضع اللقمة في فم كل منهما. لقد أدهشتا جميع من حولهما، وخاصة الأطباء، في التنسيق فيما بينهما في ممارسة مختلف النشاطات؛ فمثلا “Abigail” تقوم بالعزف على البيانو باليد اليمنى وترافقها “Brittany” باليد اليسرى.
تستمتع التوأمان بممارسة الرياضة سوية، كركوب الدراجات والسباحة والكرة الطائرة والبولينج .
كانتا الأكثر شعبية بين أصدقائهما في المدرسة الخاصة التي انضمّتا إليها، وفي عيد ميلادهما ال 16 حصلتا على رخصة القيادة.
وإذا أسأت إحداهنّ التصرف فإن والديهما كانا حريصَين على تأنيب الشخص المسؤول عن ذلك فقط.
الأختان Hensel هما توأم مزدوج الرأس dicephalus تندمجان في جذع واحد. عند ولادتهن عام 1990 أخبر الأطباء والديهما، "باتي" وهي ممرّضة و"مايك" الذي يعمل نجاراً و مزارعاً، بأنّهما لن تمضيا تلك الليلة على قيد الحياة، ولكنّ تنبؤاتهم باءت بالفشل.
في سنّ الرضاعة قام الأطباء بإزالة ذراع ثالثة غير مكتملة النموّ من صدرهما.
وفي سن ال 12 قام الأطباء بتصحيح الجنف (انحناء العمود الفقري) وتوسيع تجويف الصدر لمنع حدوث صعوبات في التنفس مستقبلاً .
ذات مرة تحدّثتا عن الانفصال عندما عانت “Abigail”من ذات الرئة مرتين ولازمت الفراش، حيث ضاقت أختها ذرعاً بالبقاء معها في الفراش. ولكن Abigail أجهشت بالبكاء لدى سماعها لذلك، فبدأت “Brittany” بطمأنتها بأنّها على ما يرام وأنهما لن تنفصلا عن بعضهن، ورغم ذلك ستكونان متفائلتين لمواجهة صعوبات الحياة ومتفانيتين في منح السعادة لبعضهما.
عاشتا حياة طبيعيّة هادئة مع عائلتهما، مبتعدتين عن أضواء وسائل الإعلام حتى سن ال 16 حينما وافقتا بالظهور في فيلم TLC الوثائقي.
أذهلت الفتاتان العالم عندما ظهرتا على التلفاز عام 1996 في برنامج أوبرا وينفري، وعلى غلاف مجلة لايف. و ستؤرّخ بطولة بهما على التلفاز بتخرجهما من الجامعة، إلى ما بعد تخرجهما وإيجادهما لعمل، والسفر بعد ذلك مع أصدقائهما إلى أوروبا.
أما عن خيار تكوين عائلة، فحالتهما لن تسبّب لهما عائقاً في الإنجاب بالرغم من أنهما تشتركان في جهاز تناسلي واحد. ومع ذلك لم يجد الأطباء سبباً يمنعهنّ من الإنجاب، وتقول تقارير غير مؤكّدة أنّ Brittany مخطوبة منذ ثلاث سنوات.
لمشاهدة الفيديو
المصدر: هنا
photo credit: XPUSJP