الدفاع السام وخطر الانقراض
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
تتلَّخص النتيجة الرئيسية للدراسة الأخيرة التي أجراها الدكتور كيرن آربكل Kerin Arbuckle، أنَّ الأنواعَ السامة مهددةٌ بالانقراض بنسبة 60% أكثر من الأنواع التي تستخدم آلياتٍ مختلفةً للدفاع؛ إذ تُعدُّ البرمائياتُ من أكثر المجموعاتِ الحيوانية الفقارية المهددة بالانقراض فهي تعاني من تراجع أعداها عالمياً، وارتفاع تحديات البقاء، كما تعاني من التهديدات التي تواجه التنوع الحيوي للبرمائيات ومنها التدمير السريع والاستغلال والتلوث الذي يطال بيئاتها.
تُمكننا هذه الدراسة من الربط بين خصائص الحيوان من جهة، وانقراضٍ حديثٍ له من جهة أخرى، فعلى سبيل المثال: تُعرف بعض المؤثرات أو يُتوقع تأثيرُها على عواملَ متعددةٍ كمعدلات الوفاة، أو قدرة هذه المجموعات على التعافي بعد انخفاض أعدادها، ولهذا يُمكن عدُّها مؤشراتِ تنبؤٍ مختلفةٍ لخطر الانقراض.
يعمل الدكتور (آربكل) على استخدام البرمائيات كنموذج حي يَختبر من خلاله فيما إذا كانت الدفاعاتُ الكيميائية ضدَّ المفترسات مرتبطةً بمعدلات الانقراض الحديثة. وتمك من ذلك من خلال استخدام مفرداتٍ تصف الحالة مثل: "معرّض للخطر (endangered) "أو "غير حصين .(vulnerable) إنَّ نتائجَ هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أنَّه يُمكن أن يكونَ لهذه الدفاعاتِ السامةِ قدرةً كبيرةً على تجنُّب المُفترسات، ولكن يُمكن أن يكونَ ذلك من الأخبار السيئة على المدى الطويل بالنسبة لبعض الأنواع، وتُعدُّ هذه النتيجة مثالاً آخرَ تتجلّى فيه آليةُ عمل التطور الذي يعمل لصالح الفرد وليس لصالح النوع ككل.
وتشير الدراسات إلى أنَّ طريقةَ دفاع الأنواع عن نفسها ربما تكون جزءاً من حلِ اللغزِ حول الأنواع التي تحتاج إلى جهود مضاعفة للحفاظ عليها. وتستند هذه الدراسة على أعمالٍ سابقةٍ وجدت أنَّ البرمائياتِ السامةَ كانت أكثرَ عرضةً للانقراض عبر تاريخها التطوري، وتتمثل الخطوةُ التاليةُ في معرفة الآلية المترتبة على العلاقة القائمة بين الدفاع السام والانقراض. وكان الدكتور آربكل قد اقترح في وقت سابقٍ ثلاثة احتمالاتٍ رئيسيةٍ لتفسير المعدلات العالية للانقراض في البرمائيات السامة وهي:
1. فرضية الكلفة الكيميائية: تشير إلى أنَّ الدفاعَ الكيميائي مكلفٌ كيميائياً للكائن الحي.
2. فرضية البيئات الحدية: وفيها أنَّ الدفاعاتِ الكيميائيةَ تتسبب بتغيُّر البيئة والحد منها؛ إذ تنخفض القدرة الاستيعابية فيها، وتُعدُّ هذه النقطةُ الأكثرَ خطورة.
3. فرضية تاريخ الحياة البطيئة: تترافق الدفاعات الكيميائية بتاريخ حياة بطيء يسيء بدوره إلى انتعاش المجمعات الحيوية بعد حدوث الانخفاضات فيها.
وهنا يتضح الدرس التطوري الأهم، وهو أنَّ القدرةَ العاليةَ للفرد على الدفاع عن نفسه وضمان استمراريته المؤقتة -وإن كانت طويلة نسبياً- لا تضمن بالضرورة استمراريةَ النوع، وقد يكون هذا الدفاع من أهم مؤشرات الانقراض الوشيك.
المصادر:
هنا
هنا
هنا