داميان تشازل .. موهبة إخراج شابة يدفعها شغف الموسيقا
الفنون البصرية >>>> عالم السينما والتلفاز
ولد تشازل في 19 كانون الثاني من العام 1985 في رود آيلند، الولايات المتحدة، والدته كاتبةٌ أميركية ووالده عالم حاسوبٍ فرنسي، وهو موسيقي ومخرج وكاتب سيناريو درس في جامعة هارفرد في مجال الدراسات البصريّة والبيئية. كان يعزف موسيقا الجاز على الطبول في فرقةِ المدرسة ومن ثمّ ركز في دراسته الجامعية على مشاريعِ الأفلام والإخراج. كانت بدايته في العام 2009 في الفيلم الموسيقيّ "غاي ومادلين على كرسيّ الحديقة" Guy and Madeline on a Park Bench الذي كان مشروعُ تخرُّجِه من الجامعة. نالَ تشازل بعد عدة سنوات تقديراً كبيراً على فلمه ويبلاش الذي يحكي قصة عازف "جاز" على آلة الطبول مع معلمه التعسّفي، وحصد الفلم عدة ترشيحات للأوسكار، وفي العام 2016 ترك تشازل علامةً قوية بفلمه لالا لاند. وهو فلم موسيقي حديث نال سبعَ جوائز غولدن غلوب بما فيها أفضل مخرجٍ سينمائي، ترشح الفلمُ أيضاً لـ14 جائزة أوسكار من بينها أفضل مخرج.
صعوده مع ويبلاش
يعتمدُ تشازل عادةً في أفلامِه على حبكةٍ روائيّةٍ تدورُ حولَ موسيقا الجاز بشكلٍ رئيسيّ، فكان فلمه "غاي ومادلين على كرسي الحديقة" عملاً موسيقياً صوِّرَ بالأبيض والأسود ويحكي قصةً عاطفيةً بين عازف بوق وامرأتان، ومن ثمّ جاء ويبلاش أيضاً ليصوِّرَ قصةَ شابٍّ يعزفُ الجازَ على الطبولِ باحترافيةٍ عاليةٍ واصطدامه مع مدرّسه في الجامعة، ورغم بساطة الحبكة في الفلم إلا أنها تستطيع أن تشدَّ انتباهَ المشاهدِ منذ اللحظةِ الأولى لعدّةِ عوامل، منها الإخراج المتميزّ للقصة، وعلاقةُ العازفِ بمدرِّسِهِ وسعيِه الحثيث لإتقان مقطوعةِ ويبلاش الأمرُ الذي يعكسُ شغفَ تشازل نفسه بموسيقا الجاز، إضافةً لبراعة التمثيل التي قدَّمها كلٌّ من مايلز تيلير وجي كي سيمنز، اللذان لعبا دورَ العازفِ والمدرس بالترتيب، وقد حاز سيمنز على جائزةِ أوسكار لدوره كأفضل ممثل مساعد. كما حاز الفلم على ثلاث جوائزَ أوسكار.
نجاحُه مع لالا لاند
لم تتوقف نجاحات تشازل عند "ويبلاش"، إذ جاءَ فلم "لالا لاند" حاملاً إنجازاتٍ أكبرَ وجائزة أوسكار للمخرج الشابّ. أمضى تشازل عدة أعوام في التحضيرِ للفلم، إذ بدأ بكتابة السيناريو منذ ستة أعوام، كما خططَ طويلاً ليأخذَ كلاً من إيما ستون ورايان غوزلينغ دوري البطولة، إذ رأى فيهما ثنائياً ناجحاً أثبتَ انسجامَه ونجاحه عبر السنوات، ولم يكن أحدٌ يتوقع النجاحَ الكبير الذي حقَّقه الفلم في شبّاكِ التذاكر، ويقدِّمُ الفلم تقديراً لموسيقي هوليوود القدماء ولأعمالِ المخرج الفرنسي جاك ديمي.
تؤدي الممثلة إيما ستون في فلم لالا لاند دورَ ممثلةٍ تجتهدُ وتقاسِي لتحقِّقَ طموحَها في مجالِ التمثيل، وتلتقي أثناءَ ذلك بعازفِ بيانو يؤدي دورَه رايان غوزلينغ، وهو عازفُ جاز يكرسُ حياتَه لتسليطِ الضوءِ على أهمية ونقاءِ هذا النوعِ الموسيقي، تنشأُ بينهما علاقةُ حبٍّ يدفعها شغفهما بتحقيقِ أحلامهما الفنية المختلفة، ويصوِّرُها الفلم بطريقةٍ كوميدية وغنائيةٍ ساحرة، لكن ما تلبث أن تصطدم بما كان سببَ نشوئها منذُ البداية، إذ يتبيّن أنّ أحلامهما لا تجمعهما بقدرِ ما تفرّقُ بينهما.
هنا
نظرت شركات الأفلام لفلم تشازل على أنّهُ مخاطرة كبيرة، لكنه ما لبثَ أن أثبتَ نجاحَه بحصدِهِ لشعبيّةٍ كبيرةٍ ولما يزيدُ عن 340 مليون دولار في شباك التذاكرِ العالمي في آخر شباط 2017، (من الجدير بالذكر أنّ الفلم حصدَ إيراداتٍ أكبرَ خارجَ الولايات المتّحدة من داخلها)، وتفوقّ فلم لالا لاند على معظمِ الأفلام ضمن مجموعته وفاز بسبع جوائز غولدن غلوب في كانون الثاني 2017، بما فيها جائزةُ أفضلِ مخرج، وجائزة أفضل فلم ضمن مجموعة الأفلام الكوميدية\ الموسيقية. كما ترشّحَ لـ14 جائزة أوسكار معادلاً الرقم القياسي كأكثرِ فلم حائزٍ على ترشيحات أوسكار مع "التايتانك" 1997 و"كل شيء عن إيف" 1950، وهو ما يعدُّ إنجازاً كبيراً حققه تشازل بفلمٍ موسيقيٍّ كوميديّ، وهي فئةٌ نادراً ما تتلقَّى هذا العددَ من الترشيحِ وهذا الكمّ من الاهتمام.
المصادر:
هنا
هنا