هل نظام الأندرويد حر؟
المعلوماتية >>>> عام
تركّز البرمجة الحرة على حرية الأفراد وهي أربع حريات: (1) حرية استعمال البرنامج، (2) حرية تعديل شيفرته المصدرية، (3،4) حرية نشر نسخ من البرنامج سواء كانت معدلة أو لا.
أما البرمجة مفتوحة المصدر فهي تركز على نوعية الشيفرة أكثر من حرية الأفراد وليس من الضروري احترام القواعد الأربع للبرمجة الحرة.
لتعرف المزيد عن البرمجة الحرة والبرمجة مفتوحة المصدر تابع مقالنا (هنا).
نظام الأندرويد هو نظامُ تشغيلٍ خاصٍّ بالهواتف المحمولة وأنواعٍ أُخرى من الأجهزة، ويتألّف من نواة النظام (kernel)، وبعض المكتبات البرمجية، ومنصة جافا، وبعض التطبيقات. بصرف النظر عن نواة النظام، فإنّ معظم التطبيقات الموجودة على نسختي الأندرويد الأولى والثانية طُوِّرت من قبل شركة غوغل ووُضِعت تحت ترخيص أباتشي (Apache 2.0) الذي يصنّفها كبرامجَ حرةٍ لكن دون حقوقٍ متروكة (copyleft license) (هنا) أي دون المزايا الكاملة للبرامج الحرة.
يَعتبر ريتشارد ستالمان صاحبُ مشروع GNU ومؤسّسُ مبدأ البرمجة الحرة أنه ليس من العدل تسمية لينوكس بهذا الاسم لأنه في الحقيقة نتاج مشروعين هما نواة النظام (لينوكس) ونظام التشغيل المسمى GNU، فالأصح تسميته بـ GNU/Linux، لذلك لدعم مبدأ البرمجة الحرة، تُشجع مؤسسة البرمجيات الحرة استعمالَ هذه التسمية بدل لينوكس.
يختلف الأندرويد عن نظام GNU/Linux بشكلٍ كبير، فالشيء المشترك الوحيد بينهما هو نواة لينوكس. وكما سبقتِ الإشارة بأنّ لينوكس ليس هو نفسه نظام GNU/Linux، وإنما لينوكس لا يمثل سوى نواة النظام.
نسخة لينوكس المستخدمة على أنظمة الأندرويد ليست حرةً مئة بالمئة، فهي تحوي دوائرَ برمجيةً مبنيّةً (firmware) ومكتباتٍ احتكارية، مع أن الشيفرة المصدرية تُعتبر حرَّةً لكنها غيرُ كافيةٍ لتشغيل الأجهزة.
يرى ريتشارد ستالمان أنّ الجمع بين نواة لينوكس وتطبيقاتٍ أُخرى تحت رخصة Apache 2.0 يُعدُّ خرقاً لقانون الملكية، لأنّ الرخصة الحالية لنواة لينوكس (GPL 2.0) بعكس النسخة الثالثة (GPL 3.0) غيرُ متوافقةٍ مع رخصة Apache 2.0 تحديداً، ويُمكن حلُّ هذه المعضلة بجعل رخصة النواة تحت الإصدار الثالث، أي GPL 3.0. (هنا)
لنتعرف على نظام الأندرويد من زاوية البرامج الحرة:
1- التطبيقات:
على الرغم من أن شركة غوغل تضع الشيفرة المصدرية لنظام الأندرويد تحت رخصةٍ حرةٍ إلا أنَّ هذا لا يعني أنّ النظام بحدِّ ذاته حر، والسبب هو أنه يحوي تطبيقاتٍ احتكاريةً تتعامل مع خدماتٍ كاليوتيوب وغوغل للخرائط، وهذا مخالفٌ لمبادئ البرمجة الحرة بحسب ريتشارد ستالمان. كما يرى أنّ استبدال غوغل العديدَ من التطبيقات الحرة بتطبيقاتٍ أُخرى احتكاريةٍ مثل إجبار المستخدمين عام 2013 على تحميل تطبيق غوغل بلس (+Google) لمشاهدة الصور؛ يُعيق الهدف الرئيسي لمبدأ البرمجة الحرة. (هنا)
معظم أجهزة الأندرويد الآن مُجهّزةٌ بالبرنامج Google Play أو متجر غوغل الذي كان يُعرف سابقاً بـ Android Market، إذ يقوم المستخدم من خلال تسجيل حسابٍ له على غوغل بتحميل وتنصيب مختلف التطبيقات (التي تكون أغلبها احتكارية).
تُشجّع مؤسسة البرمجيات الحرة من يُقَدِّرون أهمية هذه البرامج ولا يرغبون في استعمال البرامج الاحتكارية التي يوفرها متجر غوغل، على استخدام نظام f-droid (هنا) وهو النسخة الحرة المناظرة لنظام الأندرويد.
2- المكتبات:
يعتمد الأندرويد على أدواتٍ تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على مكتباتٍ برمجيةٍ تكون احتكارية، ولأنَّ معظم مطوِّري هذه المكتبات قد لا يختارون جعلها حرة، فلا يُمكن لأحدٍ معرفة ما الذي تقوم به هذه المكتبات تحديداً.
اكتشف أحد المستخدمين عام 2011 أنّ العديد من برامج الأندرويد تقوم بإرسال البيانات الشخصية لشركة موتورولا (هنا)، كما تَبيَّنَ أنّ بعض الشركات كانت تضعُ برامجَ جوسسةٍ في منتجاتها مثل تطبيق Carrier IQ. (هنا)
توجد نُسخٌ أُخرى لنظام الأندرويد تحوي مكتباتٍ حرةً وغيرَ احتكارية، مثل نظام Replicant. (هنا)
3- شيفرةٌ مصدريةٌ حرة لا تعني برنامجاً حراً:
بعض أجهزة الأندرويد مصممةٌ بحيث لا يستطيع مستخدموها تنصيب برامجهم المعدلة، إذ يُفرض عليهم استعمالُ النسخ المعتمدة من طرف شركاتٍ معينة، وفي هذه الحالة لا تُصنّف مثل هذه البرامج على أنها حرة حتى لو توفرت شيفرتها المصدرية تحت رخصةٍ حرة.
4- الدوائر البرمجية المبنية (firmwares) وبرامج التعريف (drivers):
معظم هذه البرامج الضرورية تكون احتكارية، وهي برامج التعريف والدوائر البرمجية المبنية الضرورية لتشغيل أجزاءٍ مهمة في الجهاز مثل الراديو وشبكة الـ Wi-fi والـ microphone والـ Bluetooth ونظام تحديد المواقع GPS والغرافيكس والكاميرا وغيرِها... وعلى الرغم من إمكانية الاستغناء عن بعضها، إلا أن أغلبَها يظل مهماً لعمل الهاتف كالسماعات أو شبكة الهاتف. عددٌ قليل فقط من هذه البرامج يُوزَّع ضمن رُخَصٍ حُرة في بعض النماذج القليلة.
بحسب مؤسس مبدأ البرمجيات الحرة، يمكن أن تتحولَ برامجُ تعريف الشبكة على الأندرويد إلى أداة تنصت؛ في بعض الحالات تستطيعُ التحكمَ في المايكروفون، وفي حالاتٍ أُخرى يُمكن لها أن تتحكم في الكمبيوتر الموصولِ بالهاتف من خلال المساحة المشتركة، والقيامُ بتغييراتٍ في الجهاز دونَ علم مستخدم الجهاز. الهدف من البرامج الحرة هو أن نكون قادرين على التحكم في البرامج التي نستعملها في أي وقتٍ وليس العكس، يقول ستالمان.
الخلاصة:
- الأندرويد ليس نظاماً حراً.
- نواة لينوكس ليست حرةً أيضاً لأنها تحوي مكتباتٍ وبرامجَ أخرى احتكارية.
- على الرغم من أن الشفرة المصدرية للنظام تحتَ ترخيصٍ حر، إلا أنَّ هذا ليس كافياً لتشغيل النظام.
-----------------------------------
المصادر:
هنا
هنا