الصداع العنقودي
الطب >>>> مقالات طبية
وهو يصيبُ قرابةَ 1 من كل 500- 1000 شخصٍ، وقد يظهرُ في أيِّ عمرٍ، لكنّه أكثرُ شيوعاً عند الرجالِ والأشخاصِ الذين تتجاوز أعمارُهم العشرين.
يأتي الصداعُ العنقوديُّ على شكلِ سلسلةِ نوباتٍ من الصداعِ، تتّصفُ بأنها قصيرةٌ نسبياً ولكنْ مؤلمةٌ للغاية؛ وتأتي هذه النوباتُ يومياً على مدى عدةِ أسابيعَ أو حتى أشهرٍ، ثم تأخذ بالهجوعِ لفترةٍ طويلةٍ بعدَ ذلك. تأتي هذه النوباتُ في الوقتِ نفسِه من اليومِ، وغالباً ما تحدث ليلاً بعد عدةِ ساعاتٍ من نومِ المريضِ، كما أنها غالباً ما تأتي في الوقتِ نفسِه من العامِ وخاصةً في فصلي الربيعِ والخريف.
ومن الجديرِ بالذِّكرِ أنّ نوباتِ الصداعِ العنقوديِّ تأتي بسرعةٍ وبدون سابقِ إنذارٍ، ومن الأعراضِ المشاهدةِ في أثناءِ الصداع:
-ألمٌ شديدٌ للغايةِ يوصَفُ بأنّه ألمٌ حادٌّ طاعنٌ وحارقٌ، ويتوضّع في العينِ أو حولَها، وقد ينتشر إلى أماكنَ أخرى من الوجهِ أو إلى الرأسِ والعنُقِ والأكتافِ، ويحدث هذا الألمُ في الجهةِ نفسِها من الرأسِ خلال سلسلةِ النوباتِ وفي الوقتِ نفسه؛ فعلى سبيلِ المثالِ يستيقظ بعضُ الأشخاصِ بسببِ الصداعِ بعد عدةِ ساعاتٍ من خلودِهم إلى النومِ لعدةِ أيام.
-عدمُ ارتياح.
-الدَّمَعانُ الشديد (سيلان الدموع بشدّة).
-احمرارُ العينِ في الجهةِ المصابة.
-سيَلانٌ أنفيٌّ في الجهةِ المصابة.
-تعرُّقُ الوجهِ والجبهةِ في الجهةِ المصابة.
-شحوبُ بشرةِ الوجهِ أو احمرارُها.
-انتفاخٌ حولَ العينِ في الجهةِ المصابة.
-إطراقٌ جفني.
تستمر هذه النوباتُ من 15 دقيقةً حتى 3 ساعاتٍ، وقد تحدث بمعدلٍ قدرُه مرةً واحدةً إلى ثماني مراتٍ يومياً.
ما سببُ الصداعِ العُنقوديِّ؟
لا يزالُ سببُ الصداعِ العنقوديِّ مجهولاً حتى الآن، ولكنّ نمطَ الصداعِ العنقوديِّ يُوحي بأنّ خللاً في الساعةِ البَيولوجيةِ في الجسمِ (والموجودةِ في مِنطقةِ الوَطاءِ أو الهيبوثالاموس في الدماغ) يلعب دوراً في حدوثِه.
وعلى عكسِ كلٍّ من الشقيقةِ والصداعِ التوتريِّ، فلا توجَد للصداعِ العنقوديِّ عواملُ مُطلِقَةٌ/ محرِّضةٍ له كبعضِ الأطعمةِ أو التغيُّراتِ الهرمونيةِ أو التوترِ النفسي. لكنْ قد يكونُ لبعضِ الأدويةِ كالنتروغليسيرين (وهو دواءٌ يُستخدمُ في علاجِ الأمراضِ القلبية) دوراً في إطلاقِ نوبةِ الصداعِ العنقودي.
ما هي عواملُ الخطورةِ للإصابةِ بالصداعِ العنقوديِّ؟
-الجنس: يملك الذكورُ فرصةً أكبرَ للإصابةِ بالصداعِ العنقوديِّ من الإناث.
-التدخين: معظمُ مرضى الصداعِ العنقوديِّ هم من المدخنين، ومع ذلك فقد وُجدَ أنّ الإقلاعَ عن التدخينِ ليس له تأثيرٌ في نوباتِ الصداع.
-شرب الكحول: قد يُطلق تناولُ المشروباتِ الكحوليةِ نوبةَ صداعٍ عنقوديٍّ عند المعرَّضين للإصابةِ به.
-القصةُ العائليةُ: فوُجودُ والدٍ أو شقيقٍ مصابٍ بالصداعِ العنقوديِّ يزيد احتماليةَ الإصابةِ به.
كيف يجري تشخيصُ الصداعِ العنقوديِّ؟
للصداعِ العنقوديِّ نمطُ ألمٍ مميَّزٍ، ويعتمد التشخيصُ على القصةِ المَرضيةِ ووصفِ المريضِ لنوباتِ ألمِه ومكانِها وشدةِ الصداعِ والأعراضِ المرافقة.
كذلك يُجري الطبيبُ فحصاً عصبياً، وقد يطلب بعضَ الصورِ للجهازِ العصبيِّ كصورةِ طبقيٍّ محوريٍّ أو صورةِ مٍرنانٍ في حالِ كان الفحصُ العصبيُّ غيرَ طبيعي.
ومن الجديرِ بالذكرِ أنّ صورَ الدماغِ ستكونُ طبيعيةً عند مرضى الصداعِ العنقوديِّ (ولا داعٍ لطلبِها إلا في حالِ الشكِّ في كَونِ الصداعِ غيرَ ناجمٍ عن صداعٍ عنقوديٍّ وإنّما عن مرضٍ عصبيٍّ آخرَ)، إذ يتم تشخيصُه بناءً على قصةِ المريضِ وأعراضِه لوحدِها.
لا يُعتبر الصداعُ العنقوديُّ مرضاً مهدِّداً للحياة، ولكنه يؤثر في نوعيةِ حياةِ المرضى المصابين به، لذا لا بدّ من مراجعةِ الطبيبِ طلباً للمساعدةِ الطبية.
كيف يُعالَج الصداعُ العنقوديُّ؟
لا يوجد دواءٌ شافٍ للصداعِ العنقوديِّ، إذ يهدفُ العلاجُ إلى تخفيفِ حدّةِ الألمِ ومدتِه ومنعِ حدوثِ النوبات، كما أنّ المسكّناتِ البسيطةَ كالباراسيتامول لا تُفيد في هذه الحالة.
ويبقى العلاجُ الأمثلُ هو استنشاقُ تراكيزَ عاليةٍ من الأوكسجين بواسطةِ القناعِ ولمدةِ 20 دقيقةً.
ويمكن أيضاً اللجوءُ إلى دواءٍ يُعرَف باسمِ ‘سوماتوتريبتان‘ و يؤخَذُ إمّا عن طريقِ الحَقنِ أو عبرَ بخّاخٍ أنفيّ.
لحسن الحظِّ تنجحُ هذه العلاجاتُ في تخفيفِ الألمِ في غضونِ 15 - 30 دقيقةً.
قد يلجأ الأطباءُ إلى إعطاءِ علاجٍ وقائيٍّ منعاً لتكرارِ حدوثِ النوباتِ، ومن أبرزِ الأدويةِ المستخدمةِ حاصراتُ أقنيةِ الكالسيوم والستيروئيداتُ القشريةُ وكربوناتُ الليثيوم، وغيرُها.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا