الطّلاب الّذين يتمتّعون أو يفخرون بالرّياضيات ينجزون فيها أفضلُ على المدى الطّويل
الرياضيات >>>> الرياضيات
أجرى الدّراسةَ باحثون من جامعةِ ميونيخ، والجامعةِ الأستراليّةِ الكاثوليكيّةِ، وجامعةِ أكسفورد، وجامعةِ ريدينغ، وجامعةِ كونستانز، وجامعةِ ثورغاو لتعليم المُعلِّمينَ. وتمَّ نشرُ الدِّراسةِ في مجلّةِ تنميةِ الطِّفل Child Development.
يقول راينهارد بيكرون Reinhard Pekrun، أستاذُ علمِ النّفسِ في جامعةِ ميونيخ والجامعةِ الكاثوليكيّةِ الأستراليّةِ، والّذي قادَ البحث: "لقد وجدنا أنَّ العواطفَ أثَّرت على إنجازِ الطُّلّابِ في الرّياضياتِ على مرِّ السّنين،" وأضافَ: "إنَّ الطُّلَّابَ ذوي الذَّكاءِ العالي لديهم درجاتٌ ونتائجُ اختباريّةٌ أفضلَ، ولكن أولئكَ الّذينَ يتمتّعونَ أيضًا بالفخرِ في الرّياضيات حقّقوا حتّى إنجازًا أفضلَ، في حينِ أنّ الطُّلَّابَ الّذينَ عانوا من الغضبِ أو القلقِ أو العارِ أو المللِ أو اليأسِ كان لديهم إنجازٌ أقل".
هذا وقد تمَّ إجراءُ البحث كجزءٍ من مشروعِ تحليلِ التَّعلُّمِ والإنجازِ في الرّياضيات (PALMA). واشتملَ على تقييماتٍ سنويّةٍ للعواطفِ والإنجازاتِ في الرّياضياتِ لِـ 3425 طالبًا ألمانيَّا في الصُّفوفِ من الخامسِ إلى التّاسعِ. ومثَّلَ الطُّلَّابُ التِّعدادَ الطُّلَّابيَّ في بافاريا، والّتي تَضمُّ في المقامِ الأوّل ِالشَّبابَ من أُسَرِ غيرِ المهاجرين، ولكنَّه يمثلُ مجموعةً واسعةً من الخلفيّاتِ الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ بالإضافةِ إلى المواقعِ الحضريّةِ والرّيفيّةِ على حدٍ سواء. وقد تمَّ قياسُ مشاعرِ الطَّلبةِ الّتي تمّ الإبلاغُ عنها ذاتيًّا من خلالِ الاستبياناتِ، وتمَّ تقييمُ تحصيلِهم حسبَ درجاتِ نهايةِ العامِ الدّراسيِّ وحسبَ النّتائجِ في اختبارِ إنجازِ الرّياضيات.
وخلُصَتِ الدِّراسةُ أيضًا إلى أنَّ الإنجازَ أثّرَ على مشاعرِ الطُّلَّابِ على مرِّ الزَّمنِ، حيث ذكرت ستيفاني ليشتنفيلد Stephanie Lichtenfeld، كبيرةُ المحاضرينَ في جامعةِ ميونيخ، والّتي شاركت في تأليفِ الدّراسةِ: "إنَّ الأداءَ النّاجحَ في الرّياضياتِ زادَ من مشاعرِ الطُّلّابِ الإيجابيّةِ وقلَّلَ من مشاعرِهم السّلبيّةِ على مرِّ السّنين"، وأضافت: "في المقابلِ، يُعاني الطُّلَّابُ ذووا الدَّرجاتِ ونتائجِ الاختبارِ السّيّئةِ من انخفاضٍ في المشاعرِ الإيجابيّةِ وزيادةٍ في المشاعرِ السّلبيّةِ، كالقلقِ في الرّياضياتِ والمللِ من الرّياضياتِ. وبالتّالي أصبحَ هؤلاءِ الطُّلّاب أسرى في دوّامةٍ مفرَغَةٍ من المشاعرِ السَّلبيّةِ وضَعْفِ الإنجاز."
واستنتجت الدِّراسةُ أنّ تأثيرَ العواطفِ في الإنجازِ بقيَ ثابتًا حتّى بعدَ أخذِ تأثيراتِ المُتغيّراتِ الأخرى بعين الاعتبار، بما في ذلكَ ذكاءُ وجنسُ الطُّلَّاب، والوضعُ الاجتماعيُّ والاقتصاديُّ للأُسَر. وتتّفقُ النّتائجُ مع الدِّراساتِ السّابقةِ الّتي تُبيِّنُ أنَّ العواطفَ والإنجازَ الأكاديميَّ مرُتبطانِ، ولكنَّها تتجاوزُ ذلكَ من خلالِ تفكيكِ التّأثيراتِ الاتّجاهيّةِ الكامِنَةِ وراءَ هذا الرّابطِ. وعلى وجهِ التّحديدِ، يُشيرُ البحثَ إلى أنّ العواطفَ تُؤثِّرُ على إنجازِ المراهقينَ أكثرَ من تأثيرِ القُدرَةِ المعرفيّةِ العامةِ والإنجازاتِ السّابقةِ، وذلكَ كما لاحظَ المؤلفون.
ويوصي مؤلفو الدِّراسةِ بأن يعملَ اختصاصيّو التّوعيةِ والإداريّونَ وأولياءُ الأمورِ على تعزيزِ المشاعرِ الإيجابيّةِ للطُّلَّابِ وتقليلِ المشاعرِ السّلبيّةِ المُتعلِّقةِ بالموادِ المدرسيّةِ، وذلك مثلًا بمساعدةِ الطُّلَّابِ على اكتسابِ شعورٍ أكبرَ بالسّيطرةِ على أدائهم. ويقترحونَ أنَّ إتاحةَ الفُرَصِ للطُّلَّابِ لتجربةِ النّجاحِ قد يساعدُ على تقليلِ المشاعرِ السَّلبيّةِ وتسهيلِ الرّفاهِ العاطفيِّ لديهم، ما يؤدّي إلى تعزيزِ التّحصيلِ العلميِّ لدى الطُّلَّاب.
يمكنُ للبحثِ المُستقبليِّ حولَ هذا الموضوعِ أن يستكشفَ ما إذا كانَ النَّمطُ الموجودُ هنا يتعلَّقُ بمجموعاتٍ عُمريَّةٍ ومواضيعَ أكاديميّةٍ أخرى.
المصدر:
هنا