أداةٌ لقياس الأطوال تساعد المكفوفين
الهندسة والآليات >>>> منوعات هندسية
لحلِّ تلكَ المشكلةِ قامَ طالبا الدّكتوراه في الهندسةِ الميكانيكيّةِ Pranay Jain"" وَ "Anshul Singhal" من معهد ماساتشوستس التِّقنيِّ MIT بابتكارِ أداةٍ لقياسِ الأطوالِ تُساعدُ المكفوفينَ وضعيفي البصرِ من طُلّابِ المرحلةِ الثّانويّةِ على قياسِ أطوالِ جميعِ الأشكالِ الهندسيّةِ وبالتّالي إجراءِ الحساباتِ الأخرى كالمساحاتِ والحجومِ، وتعتمدُ الأداةُ على طريقةِ بريل "Braille" الّتي أوجدَها العالِمُ الفرنسيُّ لويس بريل بهدفِ مساعدةِ المكفوفين على القراءة عن طريقِ تحويلِ الحروفِ إلى رموزٍ بارزةٍ فيتمكَّنون بذلك من القراءة من خلال حاسةِ اللّمس بمجّردِ تمريرِ أصابعهم على تلكَ الحروفِ.
آليّةُ قياسِ الأطوالِ باستخدامِ الأداةِ موَضَّحةٌ في الفيديو التّالي.
تتوافر هذهِ المقاييسُ مدرجّةً بالإنش (16 تدريجة لكل 1 إنش) وأقصى طولٍ تستطيعُ قياسَه هو 12 إنش، كما أنَّ جودَتَها أكبرُ بأربعِ مرّاتٍ من الأدواتِ المعروفةِ وتتراوحُ تكلفةُ الواحدةِ منها بين 18 وَ 29.95 دولارًا، وتجب الإشارةُ إلى أنَّه لا يوجدُ حتّى الآنَ نماذج من هذه المقاييسِ مُدرَّجَةً بالسنتيميتر.
هذه التّجربةُ ليست الأولى من نوعِها بالنّسبةِ لـ "Jain" وّ "Singhal" فقد عَمِلا أثناء دراستِهما الجامعيّةِ في المعهدِ الهنديِّ للتّكنولوجيا في دلهي على مشروعٍٍ يُدعى "Refreshable Braille Display"، ومن خلال خبرتِهما اكتشفا أنَّ لألوان الأجهزةِ المستخدَمَةِ من قِبل الطُّلّابِ المكفوفين وضعيفي البصرِ أثرٌ كبيرٌ عليهم وإن كانوا حقيقةً لا يستطيعونَ رؤيةَ الألوانِ، تمامًا كما يعنيه اللَّونانِ الأزرقِ أو الورديِّ لطفلٍ بعمر الثّالثةَ عشر، لذلك اختير اللَّونُ الأصفرُ لأوّلِ مجموعةٍ صُنِعَت من هذه المقاييس.
Image: https://news.mit.edu/
تعتمدُ القدَمَةُ ذاتُ الورنيّةِ هذه على آليّةٍ ميكانيكيّةٍ، وقد يتساءلُ الكثيرونَ لماذا لا يتمُّ تصنيعُ مقاييسَ رقميّةٍ ناطقةٍ لها القدرةُ على مساعدةِ المكفوفينَ بطريقةٍ أسهلَ وأسرعَ وهذا بالفعل ما يصبو إليه بعضُ الطُّلَّابِ الّذين يعانون من مشاكلَ في الرُّؤية، ولكن يأتي الجوابُ على هذا السُّؤالِ بأنَّهُ دائمًا ما تكونُ الحلولُ الميكانيكيّةُ أفضلَ بكثيرٍ فهي لا تتأثَّرُ بالأخطاءِ الكهربائيّةِ فضلًا عن أنَّها رخيصةُ التَّكلفةِ مقارنةً بغيرِها.
قد لا يُضاهي هذا الاختراعُ الأجهزةَ عاليةَ التّقنيّةِ ولكن إن كنتَ مُهندسًا حديثَ التَّخرُّجِ ستُقدّرُ حتمًا هذا الاختراعَ البسيطَ والعمليَّ، كما يقومُ حاليًّا العاملونَ بالهندسةِ الميكانيكيّةِ بتطويرِ مقاييسَ أحدثَ تُدعى "Tactile Protractor" أي المنقَلَةُ اللّمسيّةُ.
بمثلِ هذهِ الاختراعاتِ سيتمكَّنُ الأشخاصُ ذوو الحالاتِ الخاصّةِ من العملِ بشكلٍ متساوٍ مع غيرِهم وإن اختلفت الطّريقةُ .
فيديو:
المصدر:
هنا