علاقة صحة الأم والجنين بكمية السائل في الرحم - الجزء الثاني -
الطب >>>> مقالات طبية
نعم يمكن أن تزداد؛ وتسمّى الحالة عندئذٍ بفرطِ السّائلِ الأمينيوسيّ، ولكنّها أقلُّ مشاهدةً من نقصِه، حتّى إنّها تُعَدُّ حالةً نادرةً، وقد تحصلُ باكراً في الأسبوعِ السّادس عشر من الحملِ، ولكن تكون في معظمِ الحالاتِ متأخرةً أكثرَ من ذلك، وهناكَ حالاتٌ خفيفةٌ منها قد لا تعني شيئاً أي إنَّها غير مَرضيّة، وهنا سنخصُّ بالكلامِ الحالاتِ الشديدةِ.
قد تشكو الحامل من أعراضِ ضغطِ الرحمِ على الأعضاءِ المجاورةِ مثلَ صعوبةِ التنفّسِ، والحرقة، والإمساكِ، وقلّة البول، والوذمات في الأقسامِ السفليّةِ من الجسمِ والأعضاءِ التناسليةِ.
أمّا الطبيب فقد يشكُّ بالأمرِ إذا كانَ الرحمُ أكبر ممّا يجبُ أن يكونَ بمقدار أسبوعينِ أو أكثرَ، أو واجهَ صعوبةً في الإحساسِ بالجنين أو إيجادِ ضرباتِ قلبهِ عندَ الفحصِ.
ما الأسباب التي تؤدّي لهذا الفرط في السائل؟
1-العيوب الجنينيّة التي تعيق الجنين من بلع السائل مثل انعدام الجمجم.
2-عيوب القلب الجنينيّة واضطرابات النّظم.
3-الأمراض الوالديّة مثل السكريّ الحمليّ.
4-تناذر النقل الجنيني: نشاهده في حالةِ التوءمِ المتطابقِ حيثُ يحصلُ أحدهما على كميةٍ زائدةٍ من الدمِ على حسابِ الآخر، مما يؤدي إلى زيادةِ التبوِّل وبالتالي زيادةٍ في السائلِ لدى الآخذ ونقص السائل لدى المعطي؛
فقر الدمّ الانحلالي بسبب تخالف زمرة RH بين الأمّ والجنين.
ماذا يمكن أن يحدثَ؟
-وفاة الجنين ضمن الرحم.
-المخاض والولادة الباكرة والزيادة في معدل وفيات حديثيّ الولادة.
-انفكاك المشيمة الباكر والنزوف بعد الولادة.
-انسدال حبل السرّة وتقدّمه على مجيْء الجنين.
-المجيء المعيب، وهي وضعيّات غير مناسبة للولادة الطبيعيّة يمكن أن يتخذها الجنين ضمن الرحم.
وكيف يتمُّ التشخيصُ والعلاج؟
يشخّصُ الطبيب الحالة باستخدامِ التصويرِ بالأمواجِ فوق الصوتيّةِ، وتقنيّةِ الدوبلر، واختباراتٍ أخرى لتقييم حالةِ قلب الجنين والسّكر الوالديّ وغيرها.
ويكون العلاج بحسبِ شدّةِ الحالةِ أيضاً، ويعتمدُ أساساً على الرّاحةِ في الّسريرِ وعلاجِ السّببِ عن طريقِ الأدويةِ أحياناً، ويمكنُ بزلُ السائلِ في بعض الحالات؛ أي رشفه باستخدامِ الإبرةِ وهو إجراءٌ يحملُ بعضَ الخطورةِ، وفي حالاتٍ أخرى يُحرَّضُ المخاضِ حتّى لو كان قبلَ تمامِ الحملِ.
نصيحةُ الباحثون السّوريّون: زيارةُ الطبيبِ الدوريّة أمرٌ مهمٌّ جداً خلالَ الحملِ وعليك ألّا تستخفّي بالأمر أبداً، وهذا يعني زيارةً شهريّةً حتّى الأسبوعِ 28 من الحملِ، ثم زيارةً كلَّ أسبوعين حتّى الأسبوعِ 36، وأخيراً زيارةً كلَّ أسبوعٍ حتّى الأسبوعِ 40، وذلك لتكوني مطمئنّةً دائماً على صحّةِ طفلِكِ، ولتدبيرِ الاضطراباتِ الّتي من الممكنِ أن تطرَأَ بأسرعِ ما يمكنِ لئلّا تتركَ عواقبَ وخيمةً.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا