القلب عضلةٌ بحجمِ قبضة اليد، تقع مباشرة خلف وأيسرَ عظم القص، وفوق الحجاب الحاجز، يقوم القلب السّليم بضخ الدم عن طريق الأوردة والشرايين.
في بعض الحالاتِ النّادرة يقع القلب بأكمله خارج القفص الصدري، تحدث هذه الحالات بنسبة 1/126 ألف ولادة أثناء نمو الجنين في رحم الأم، حيث لا يتشكّل القفص الصدري بشكلٍ صحيح بسبب عدم التحام الجدران الأمامية معاً، مما يمنع تطوّرَ القلب في مكانه الصحيح، تسمى هذه الحالة بالقلب المنتبذ Ectopic Cordis.

وقد يكون القلب منتبذاً جزئيّاً أي مغطى بطبقةٍ رقيقةٍ من الجلد ينبض تحتها، أو يكون خارج الصدر دون أيِّ نوعٍ من الحماية فيما يدعى بالانتباذ الكليّ، في كلتا الحالتين، سيكون فاقداً للحماية اللازمة، مما يجعله عرضةً للعوامل الخارجية والإصابة بالأمراض.

يمتلك المواليدُ المصابون غالباّ عيوباً أخرى في بنية القلب، مما يؤدي إلى ظهور اضطراباتٍ مثل صعوبة في التنفس، وانخفاض ضغط الدم بسبب ضعف التدفق الدموي، وانخفاض حموضة الدم، واضطراباتٍ شاردية، كما قد يكون هناك عيوبٌ في أعضاءَ أخرى مثل انشقاق شراع الحنك والشفة، القيلة السحائية، القيلة الدماغية، وتشوهاتٍ في الهيكل العظمي والجهاز الهضمي.
ولربما تتساءل عن سبب حدوث هذا التشوّه، للأسف، حتى يومنا هذا لم يتم تحديد السبب الأكيد ولكن هناك بعض النظريات التي تتضمن:
1-عيوب جينية.
2-تمزق بعض الأغشية المحيطة بالجنين.
3-تعرض الجنين في رحم الأم لبعض الأدوية.

يتاحُ الكشفُ المبكر عن هذا التشوه ابتداءً من الأسبوع العاشر أو الحادي عشر للحمل، وذلك عن طريق التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكوغرافي)، وفي بعض الحالات يُنصح بالإجهاض قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.
تنتهي 90% من هذه الحمول بالإملاص (وليد ميت) ويتوفى 10% في أيامهم الاولى، أما الحالات الناجية فهي الحالات التي يتمّ تدبيرها جراحياً بشكلٍ إسعافيّّ وعادةً ما يكون القلب طبيعياً دون تشوّهاتٍ بنيويّة أخرى سوى كونه خارج الصدر، ولاحقاً تحتاج إلى عنايةٍ بالغة تتضمن استخدام الحواضن وأجهزة التنفس الاصطناعي، ولأن القلب يتطلب حمايةً من العوامل الممرضة، يمكن تغطية القلب بضمادات معقمة وإعطاء الصادات الحيوية، وفي بعض الحالات يقوم الجراحون بإجراء عملٍ جراحيّ لإعادة القلب لمكانه الصحيح وإغلاق القفص الصدري.

وبعد كل ما تقدّم يجب أن نذكر حالةً استثنائيّةً بقي فيها المريض طويلاً على قيد الحياة، فحسب تقرير في عام 2015 وُلِدَ الشاب الهندي أربت جوهيل Arpit Gohil وقلبه خارج قفصه الصدري، وبقي على هذا الحال لمدة 18 عاماً يعيش بشكلٍ طبيعي، ويعمل في مزرعته بكل همةٍ ونشاط.

المصادر:
هنا
هنا