عذراء الصخور
الفنون البصرية >>>> أيقونات فنية خالدة
في محاولةٍ لتحديدِ صفاتِ نمطِ عصر النهضة الجديدِ، هناك نسختان من لوحة عذراء الصخور لليوناردو دافنشي "عذراء الصخور"؛ إحداها في متحف اللوفر في باريس والأخرى في المعرض الدولي في لندن، وقد رُسِمَت نسخةُ متحفِ اللوفرِ أولاً. المصادر: 1 - هنا 2 - هنا 3 - هنا
في نيسان عام 1483، كُلِّفَ ليوناردو برسمِ "لوحة عذراء الصخور" كجزءٍ من المذبح في كنيسة سان فرانسيسكو غراندي في ميلانو.
في لوحاتٍ مثل "ليبي" و "جيوتو" تُصوَّرُ مريم محاطةً بهالَةٍ كملكةٍ في السماء، بينما نراها في لوحتنا هذه جالسةً على الأرض ممَّا يوحي بالتواضع الذي تتَّصفُ به السيدة العذراء.
تظهرُ لنا ذراع مريم الممتدَّة حول القديس الرضيع يوحنا المعمدان الذي يبادر بصلاةٍ للمسيح؛ والذي يباركُ بدوره القدِّيس يوحنا، بينما تتحرك يد مريم اليسرى فوق رأس ابنِها باهتياجٍ بالقربِ من الملاك الذي يشيرُ بيده نحو الطفل.
يتجلَّى هذا المشهد المَهيب في جوٍّ صوفيٍّ مُحاطٍ بالأنهارِ الهائمةِ دون أيَّةِ وُجهةٍ وتشكيلاتِ الصخورِ الغريبةِ التي تذكِّر المُشاهِدَ بجبال دولوميت شمال شرق إيطاليا، بينما تتقدَّمُ اللوحةََ نباتاتٌ زهورٌ مرسومة بعنايةٍ ودقةٍ فائقتَين.
استخدم دافنشي في هذه اللوحة أسلوباً يدعى سفوماتو -ويعني الداكن-؛ وهو أسلوبُ التظليلِ الخفيفِ بغرضِ إنتاجِ انتقالاتٍ سلسةٍ بين تدرجات الألوان على اختلافها دون أن يكون هذا التغيُّر واضحاً.
ومن أجل الحصول على صورةٍ أكثر تصديقاً، تُخفى التدرُّجات الخالية من الخطوط والحدود بين الأجزاء المضيئة والمظلمة، وقد استخدم دافنشي هذه التقنية لإضفاء لمسةٍ من الوهم وبُعدِ المنال على الوجه الإنساني المرسوم بالإضافة لإغناء التأثيرات العامة، وهي التقنيةُ نفسُها المستخدمةُ في إنجاز لوحة الموناليزا.
أُنجِزت اللوحةُ على الخشب باستخدامِ الألوانِ الزيتية.
أبعاد اللوحة: 189.5 × 120 cm