واجهة خرسانية تتنفس!
العمارة والتشييد >>>> مواد البناء
إن زيادة فعالية وقدرات مواد وتقنيات البناء بأفكار مبتكرة تفرضه المتطلبات التصميمية في المستقبل، فقد ذهب المعماريون بموضوع الاستدامة لما هو أبعد من كونه مجرد اتجاه ليغدو جزءا لا يتجرأ من العملية التصميمية، حيث تم ابتكار حلول وأفكار مستدامة كما في "مجموعة الإنشاء التكنولوجية " بجامعة (Politècnica de Catalunya – BarcelonaTech (UPC) ) التي طورت نوعا من البيتون ذو خصائص معينة تسمح بنمو العديد من الكائنات البيولوجية ليصبح سطحا حيا !
فيما سبق كنا نشاهد حلول كالحدائق والغطاء النباتي العمودي، ولكن فيما يخص الخرسانة الحية بالمقارنه مع النظم الأخرى فإن الأولى تشكل جزءا لا يتجرأ من الهيكل. ووفقا لمقال نشر في صحيفة (Science Daily) فإن هذا النظام يتكون من ثلاث طبقات في أعلى العناصر الانشائية والتي تعمل معا لخلق ظروف ملائمة توفر المزايا البيئية والحرارية والجمالية المستدامة للمباني.
في الواقع فإن الطبقة التي تعمل على حث نمو النباتات هي البيتون! الذي وبقاعدته المصقولة يعزز من نمو أنواع من الطحالب والأشنيات، حيث أن هذا البيتون المعدّل يختلف بالـ PH عن البيتون العادي الذي يبلغ بالاسمنت البورتلاندي 12 أو 13 بينما ينخفض للـ 9 في " الاسمنت الحيوي ".
ولكن هذا الفارق لا يشكل الظروف المثالية التي يسعى إليها الباحثون في (UPC) فهم يعملون على تطوير طبقة من الخرسانة البيولوجية باستخدام الفوسفات والمغنيزيوم، الأمر الذي من شأنه أن يقلّل مستويات الـ PH أكثر في معالجتهم لهذا النوع من الخرسانة.
يزدهر نمو الطحالب في مستويات الـ PH التي تصل إلى مستوى 5 (والتي يمكن ألا تلائم نمو معظم النباتات الأخرى) وباختلاف مستويات الـ PH تختلف الأنواع التي ستستعمر هذه الواجهات، وعلى هذا يعمل الباحثون على التحكم بالأنواع النباتية والحيوية التي سيزدهر نموها - سواء من الطحالب أوالأشنيات - على الخرسانات الحية عن طريق التحكم بهذه المستويات !
تتألف أجزاء هذا النوع المطوّر من البيتون من ثلاث طبقات على السطح الإنشائي، تشكل الطبقة الأولى طبقة عازلة للماء تحمي العناصر الإنشائية من تسرب المياه وتأتي الطبقة الثانية من الخرسانة الحيوية لتتوضع فوقها، وبخصائصها المبتكرة تسمح هذه الطبقة بامتصاص الماء من الأمطار وتحتفظ بها و تختزنها بما تتمتع به من ميزات مجهرية تساعدها في ذلك، وفي الطبقة النهائية غلاف متقطع يحسّن من كمية المياه التي يتم سحبها لداخل الطبقة البيولوجية التي بين الغلاف و الطبقة العازلة دون المساس بالهيكل الانشائي.
تتعدّد الفوائد البيئية للمباني التي ستعتمد هذا النظام في الانشاء، فبالإضافة لامتصاص النبات لغاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو وطرح غاز الأوكسجين، ستزيد الحلول المبتكرة فيما يخص العزل الحراري للمباني وتنظيم درجات الحرارة الداخلية عبر امتصاصها في أوقات الحرارة الزائدة وعزلها و منعها من الضياع في ظروف الحرارة الباردة.
حظيت هذه المواد الجديدة و المطورة ببراءة اختراع ولكن فيما يقوله الباحثون أنها لا تزال في طور التجريب ويسعون لمزيد من التطوير ليتنسى لهم التحكم في أنواع الكائنات البيولوجية التي ستستعمر هذه الواجهات سواء لأهداف تزيينية جمالية أولخصائصها البيئية، إضافة لما سيحدث هذا التنوع في المواد من تباين في الأشكال و الألوان و الملمس التي ستحظى بها المباني الجديدة أوالتي سيتم تجديدها بالـ " الخرسانة البيولوجية "
هلا بعد ما شفنا كيف حول الباحثون البيتون من مادة ميتة غير مريحة للعين لمادة بتزدهر فيها أنواع من النباتات الحية وبتدخل الراحة للناظر بتعتقد ممكن أي وظيفة للمبنى يساعدها هالشي وللا وظائف محددة بس، ورح نوصل لدرجة نقدر نتحكم بالألوان والأشكال والملمس للواجهات بحيث نخلق أعمال فنية بالمبنى الواحد نفسه أومجموعة مباني بعمل متكامل..شاركنا رأيك
المصدر: هنا
حقوق الصورة: © cowbite