حرارةُ الأزهار سرُّ بقائها!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
إذ دُرس عن طريقِ التصويرِ الحراريّ 118 نوعاً من الأزهار، وأظهرَ 65 نوعاً منها (أي ما يقارب 55%) - من ضمنِها نباتاتٌ شائعةُ الاستخدامِ في تنسيقِ الحدائق - أنماطاً حراريّةً مُعقَّدةً في بتلاتِها، إذ سجَّلت هذه الأنماطُ درجاتِ حرارةٍ متوسّطةً أعلى بـ 4 -5 درجة سليزيوس من درجةِ حرارة باقي أجزاء الزهرة، مع العلم أنّ بتلاتِ بعضِ الأنواع سجَّلت درجاتِ حرارةٍ أعلى بـ 11 درجةٍ من باقي أجزائها.
أجرى العلماءُ بعد ذلك عدداً من التجاربِ باستخدام أزهارٍ مصطنعةٍ تحاكي الأنماطَ الحراريّة للأزهار الطبيعيّة، فكانت النتيجةُ أنّ النحلَ استطاعَ توظيفَ هذه الأنماطِ الحراريّة بالاختيارِ بين الأزهارِ الّتي تقدّمُ كميّةً أكبرَ من الرحيق.
وسجَّلتِ الدراسةُ أيضاً أنّ النحلَ الطنّان و نحلَ العسلِ يستخدمانِ كاشفاتٍ حراريّةً ضمنَ مجسّاتهم الاستشعاريّة للتمييزِ بين الأزهار.
وبهذه الطريقةِ تساعدُ الأزهارُ النحلَ في عمليّةِ التغذيةِ من الرحيق، وكذلك توفِّرُ مكاناً مريحاً له أثناء تغذيتِه، إضافةً إلى مساعدةِ هذه الحشرات في الحفاظِ على درجةِ حرارةِ جسمها خاصّةً في الأجواءِ الأكثرَ برودةً وتُجنِّبُها تكاليفَ الاستقلابِ العاليةَ أثناء الطيرانِ الّذي تقومُ به لرفعِ حرارةِ جسمها.
هذه البتلاتُ بأنماطِها الحراريّة تُقدِّمُ فائدةً لكلا الطرفين، فهي تُقدّمُ خدماتٍ للحشراتِ وتستفيدُ منها بدورِها في تكاثُرها وازدهارها، وكلّ ذلك بفضلٍ لغةٍ سريّةٍ لا تستطيعُ الحواسُّ البشريّة إدراكَها.
المصدر:
هنا