جلدُكَ يتمدَّد؟ الانكماشُ عندنا..
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
في بعضِ الفتراتِ الزمنيَّةِ مثل فترةِ الحمل ونموّ الأطفال يتمدَّدُ الجلد أكثرَ من الطبيعيّ، ممَّا قد يؤدي إلى تمزُّقٍ في الألياف المَرِنة التي تعملُ على ربطِ خلايا الجلد بعضِها ببعضٍ بمرونةٍ وقوَّة، فينتج عن هذا التمدد ندباتٍ على شكلِ خيوطٍ رفيعة وطويلة؛ ورديةٍ أو حمراءَ أو أرجوانيةِ اللون تُدعَى علاماتِ التمدُّد.
دعونا نتفقُ في البدايةِ أنَّه من المستحيلِ أن تحدثَ الندبات في أماكنَ مثل الوجهِ أو اليدَين أو القدمين، وما عدا ذلك فيمكنُ أن تظهرَ في أيِّ مكانٍ آخرَ من الجسم. وغالباً ما تظهرُ في المناطقِ المُخزِّنةِ للدهونِ مثل البطن والوَرِكَين والفخِذَين والثديَين والأرداف، ويمكن ملاحظةُ هذهِ الندباتِ في منطقة أسفلِ الظهر أو في باطن الذراع أيضًا. ومنِ المثيرِ للاهتمام أنَّ للعاملِ الوراثي دورًا في ظهور مثل تلك الندبات؛ فمثلاً إذا عانَت الأمُّ من تلك التمدُّدات في منطقة الفخذين في فترة الحمل فمنَ المرجَّحِ أن يُصابَ الأبناءُ بمثل تلك التمددات في المنطقة ذاتِها التي أصابت أمَّهم.
الأشخاصُ المعرَّضون لِيُصابوا بهذهِ النَّدبات:
تقول التقديرات بأن قرابةَ 50% إلى 90% من النساءِ مُعرَّضاتٍ للإصابة بتلك الندبات، لكنَّ هذا لا ينفي إمكانيةَ تعرُّضِ الرجال للمشكلةِ ذاتِها وإن كانَ بِنَسبٍ أقلَّ. وإنَّ ظهورَها شائعٌ لدى الفتيات المراهقات وخاصَّةً في مناطقِ الثديَين والفخِذَين والوَرِكَين والأرداف، وأمَّا عندَ الفتيان فقد تظهرُ في منطقتَي أسفلِ الظهر والوَرِكين؛ وذلك بسببِ النموّ السريع.
ويبقى السؤال، هل تزول هذه الندبات؟
للأسف؛ إنَّ أمثالَ هذه الندبات غالباً لا تزول؛ فشأنُها شأنُ أيّةِ علاماتٍ أُخرى؛ تبقى تلك الندباتُ دائمةً، ولكن يمكنُ أن تتلاشى بمرور الوقتِ وتصبحَ بلونٍ أفتَح من اللونِ الطبيعي للبشرة، فإذا ما شعرتَ يومًا ما بقلقٍ تجاهَها يجبُ أن تتذكَّرَ أنَّ أكثرَ من نصف المراهقين لديهم ما يشابهُها.
الأسبابُ الرئيسةُ لظهورِ علاماتِ التمدُّد:
1. اكتسابُ الوزنِ:
تظهرُ النَّدباتُ إذا كان الفرد صغيرًا في السنّ وبِنيةُ جسمِه تتغيرُّ سريعًا، فكلَّما زادَت سرعةُ اكتسابِ الوزن؛ وزادتِ الكتلةُ المُكتسَبة؛ سبَّبَ ذلك ندباتٍ أوضحَ، وإضافةً إلى ذلك؛ فزيادةُ الحمولةِ على العضلات على نحوٍ متسارعٍ – مثلما يفعلُ المهتمُّون ببناءِ الأجسام أحيانًا – يجعلُ من ظهورِ علاماتِ التمدُّد أمرًا محتمَلًا.
2. الحَمل:
من أكثرِ الأسبابِ الشائعةِ لظهورِ علاماتِ التمدُّدِ هو فترةُ الحمل وما بعدَها، فجسمُ الأمّ يتمدُّدُ كلَّما نَما طفلُها، ولكنَّ هذا ليسَ السببَ الوحيدَ لعلامات التمدد؛ إذ إنَّ التغييرَ في هرموناتِ هذه الفترة يشكِّلُ سببًا آخرَ يمكنُ أن يجعلَ جلدَ الأمِّ الحاملِ أكثرَ تمزُّقًا.
3. بعض الأدوية:
يمكنُ أن تُسبَّب بعضُ الأدويةِ زيادةً في الوزن أو تورُّمًا أو انتفاخًا أو تغييراتٍ فيزيائية تؤدّي إلى تمدُّدِ الجلد وظهور علامات التمدد أيضًا، وإضافةً إلى ذلك؛ تؤدّي الهرمونات دورًا في ظهور النّدبات؛ مثلَ أدوية تنظيم الحمل أو الستيروئيدات القشرية المستخدمة في حالات الالتهابات. فيجبُ الانتباهُ إليها فورَ ظهورِها ومراجعةُ الطبيبِ المختصّ لمتابعةِ ذلك العرَض معه.
4. المسبباتُ الصحيّة:
ومنِ الأسبابِ المؤدّيةِ لظهورِ النّدبات هي الأسبابُ الصحيّة التي تؤدّي إلى اكتساب الوزن أو النموّ المفاجئ أو الأمراضِ الجلدية التي تسبِّبُ تمدُّدًا في الجِلد، فضلًا عن أنَّ بعضَ التغييراتِ العضوية تؤثِّرُ في ظهورِها مثل المشكلاتِ في الغُدَّة الكظريّة؛ كمَرض كوشينغ أو المتلازماتِ النادرةِ مثل متلازمة مارفان ومتلازمة إهليرز دانلوس - تؤثّر هذه المتلازماتُ على النَّسيج الضام - فيصبحُ الجلدُ أكثرَ عرضةً لعلاماتِ التمدُّد.
كيف يمكننا الوقايةُ من تلك النّدبات؟
تحدّثنا آنِفًا أنَّ للعاملِ الوراثيّ دورًا مهمًّا في ظهورِ تلك الندبات، ولكن؛ ليسَ بالضرورةِ ظهورُ تلك الأعراض لدى الأبناءِ إذا كانَ أحدُ الوالدَين يعاني منها، فمن أفضلِ طرائقِ الوقاية بقاءُ الجسم على وزن ثابت، وقد يساعِدُ شربُ كميةٍ كبيرةٍ من الماءِ في تفادي الخطر عند حدوث تمدُّدٍ في الجلد أيضًا، وإضافةً إلى ذلك؛ يمكن للأطعمةِ التي من خصائصها المحافظة على بشرة صحيًة أن تقلِّلَ فُرَصَ حدوثِ مشكلاتٍ في الجلد؛ مثل الأغذيةِ الغنيَّةِ بالزّنك كالمُكَّسراتِ والسمك، أو الأغذيةِ المحتوية على فيتاميناتِ A ، C & D كالحمضياتِ والحليب والبطاطا الحلوة.
العلاج:
في حالِ ظهورِ علاماتِ التمدُّد فإنَّ مختصيّ الجلدية هم الخيارُ الأول والأفضل لإيجادِ الحلولِ المناسبةِ، فمختصُّ الأمراضِ الجلديّة يمكن أن يعطيكَ أفضلَ العلاجات المناسبة لنوعِ جلدك مع تقديم النصائح المناسبة لتقليل فرص الإصابة بنَدباتٍ أخرى، ولا تنسَ إخبارَه عن كل الأدوية التي تتناولها متضمّنةً المكمّلات الغذائية كالفيتامينات، أو إعلامَه عمّا إذا كنتَ تعاني من أيّ أمراض.
1. الريتينول:
يمكن أن يقدِّمَ المختصون أدويةً للتخفيف من تلك العلاماتِ مثل دواء ريتينول Retinol المُشتقّ من فيتامين A والذي يقلّلُ تلك الندبات على نحوٍ ملحوظ، وذلك بتجديدِ الخلايا وجعلِ فترةِ حياةِ الخليَّةِ أقصرَ وأسرع. ابدأ باستخدامِه حالما تظهرُ هذه الندباتُ مباشرةً، ثم استخدمهُ بانتظامٍ، وفيما يخصُّ نوعَ الريتينول الذي يجب استخدامُه فهو (التريتيتوئين) ولا يُصرَفُ إلَّا بوصفة طبية.
2. العلاج بالليزر:
أثبتتِ الجمعيةُ الأميركيةُ المختصةُ بالجراحةِ الجلدية أنَّ العلاجَ بالليزر أو العلاجَ الضوئي عامَّةً يمكن له أن يجعلَ التمدُّداتِ الحاصلةِ أقلَّ وضوحاً؛ إذ يُسلَّطُ الضوءُ المُستخدَمُ في العلاج على مكانِ الجلد المتضرر فيساعدُ على اختفاءِ علاماتِ التمدُّدِ، وقد أشارَ الباحثون في هذا المجال إلى أنَّ نجاعةَ هذا العلاج أكبرُ لِلونِ البشرةِ المتوسط، ولكنّنا لا نستطيعُ إنكار ارتفاعَ كلفةِ العلاج الضوئي وحاجتَه فترةً زمنيةً طويلةً قد تصل إلى عشرينَ جلسةً حتَّى تصبحَ النتائجُ واضحة. فإذا كنتَ ممَّن اختاروا هذا الطريق في العلاج فعليك أن تختارَ طبيبَ جلديةٍ مُتمكِّنًا يعرفُ التعاملُ مع اللون الخاص ببشرتك جيَّدًا.
3. حلولٌ أُخرى:
وفيما يخصُّ الحلولَ السريعةَ؛ فإنَّه يوجد عدةُ أنواع من البخَّاخاتِ والمحاليلِ التي تعملُ على تعتيمِ لون الندبات، وخاصَّةً إذا ما كانت ذاتَ لونٍ فاتح أو بيضاءَ اللون، ممَّا يعطي مظهرًا يوحِّدُ لونَ البشرة مع باقي الجسم؛ إذ ينبغي لكَ تجربةُ أكثر من مُنتجٍ حتَّى تحصل على نتيجةٍ ترضيكَ وتتناسبُ مع لون بشرتك.
ما يجبُ عليكَ تجنُّبه:
1.التقشير:
لا بدَّ من التنبيه إلى ما تروّج إليه بعضُ الإعلاناتِ عن أنَّ تقشيرَ البشرةِ يمكن له أن يجعلَ علاماتِ التمدُّدِ أقلَّ وضوحاً، ففي الحقيقةِ؛ فإنَّ التقشيرَ بوسائله المختلفة يجعلُ البشرةَ تبدو أنعمَ، ولكن ليسَ هناك أيُّ دليل يُثبِتُ قدرتَه على إخفاءِ الندبات أو علاجها، بل خلافًا لذلك؛ أوضحَ بعضُ المختصين أنَّ لعملياتِ التقشير أثرًا سلبيًّا على الندبات، لذا فقد تزيدُ الوضعَ سوءًا.
2. المحاليل والكريمات:
تدَّعي بعضُ المنتجاتِ التجميلية التي تُصرَفُ دونَ وصفةٍ طبية قدرتَها على إخفاءِ علامات التمدد أيضًا، ولكن يوجدُ هناك بعضُ الشك في قدرتِها على إصلاحِ الأليافِ المرنة التي سبَّبتِ المشكلة. وأوضحَ الخبراءُ أنَّه إلى الآن لم تثبُتْ فعاليَّةُ استخدامِ الزيت أو زبدة الكاكاو في منعِ التمددات في أثناءِ فترة الحمل على الرغم من أنَّها تستطيعُ تقليلَ شعورِ الحكة؛ وهي بذلك تعطي شعورًا أكبرَ بالراحة
في النهاية؛ ينبغي لكلّ فردٍ منّا متابعةُ تفحُّصِ بشرته باستمرارٍ للتنبُّؤ بأيّة مشكلاتٍ قد تحدثُ آنَ وجودِها.. ولأنَّ جسدَك لديه من التقنياتِ ما يُمكِّنه من إبقائكَ سليمًا طيلةَ حياتِك؛ فحافِظْ عليه.
المصادر:
هنا