الأرجوان يفقد موطنه
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
نبات الأخنسيا أو الإكيناسيا Echinacea موطنه الأصلي في أمريكا لكنه يفضل الأجواء الحارة لذلك ينتشر في بلادنا وتختلف تسمياته المحلية (حشيشة القنفذ، القنفذية، الردبكية أو الأرجوان)، ورغم فوائده الطبية إلا أنه يواجه خطر الانقراض.
الأرجوان Echinacea angustifolia واسع الانتشار ومشهور في أمريكا باستخدامه للوقاية والعلاج من نزلات البرد والانفلونزا حيث يباع في العديد من الصيدليات ومراكز الصحة والتغذية.
يـَـظهر هذا النبات الذي ينتمي للعائلة النباتية المركبة من بدايات الصيف حتى أواخره، وقد اعتبر من بين النباتات المعمرة الخمسة الأولى من حيث مبيعاته لإقبال الناس على اقتناءه في حدائقهم، ومع أنه تم اختياره ليكون نبات العام في الـ 2014 إلا أن الاحتفال لم يدم طويلاً.
كنبات مستوطن في براري وسهول أمريكا الشمالية فقد كان ذو وفرة عالية وتنوع كبير فيما مضى، لكن المستوطنين الأوروبيين حولوا البراري لحقول زراعية مقتلعين الأرجوان مع العديد من النباتات المعمرة بواسطة الحراثة. ويقتصر انتشارها الآن على ما بقيَ من براري.
تقوم المؤسسة الوطنية للعلوم بدراسة التركيب الجيني للأرجوان ضيق الأوراق، حيث تجري محاولة اكتشاف الآلية التي تمكن هذا النبات ذو التجمعات المجزأة والمبعثرة من التأقلم مع التغيرات البيئية.
تحولت البراري بفعل المحاصيل المنتظمة في صفوف والخطوط الحديدية والطرقات إلى شرائح صغيرة مقسمة مملوءة بالنباتات والملقحات، من ضمنها الأرجوان مما جعلها تبدو أشبه بجزر صغيرة منه. لذلك وبالإضافة إلى أن لمستخلص النبات فوائد صحية فإن دراسته تساعد أيضاً في فهم درجة صحة النظم البيئية بأكملها، فبرغم أن النشاط الإنساني في البراري ذو عواقب مجهولة على النباتات والحيونات هناك، إلا أن دراسة تجاوب الأرجوان سيحسن من إدارة المناطق الطبيعية.
البراري طويلة الأعشاب تعد من المواطن المهددة حول العالم لكن قبل ما يزيد عن القرن، كانت هذه البراري مملوءةً بالأرجوان والنحل الملقح له. النحل الذي كان قادراً على الطيران لـ 100 ميل معتمداً على توافر الأرجوان لم يعد قادراً بالتاكيد على فعل هذا الآن.
في تجمعات البراري الصغيرة تصبح نباتات الأرجوان في نهاية المطاف ذات صلات وراثية قوية (أبناء عموم وخالات بعضها) نظراً لغياب النحل القادر على الطيران لمسافات كبيرة جالباً حبوب اللقاح من أصناف أخرى في أماكن أبعد. حبوب اللقاح شديدة القرابة قد تــُـرفض من الزهرة المستقبلة ولا يتم بالتالي تلقيح وإنتاج بذور جديدة، أو قد تقبل ويتم التلقيح لكن نبات النسل الناتج سيكون ضعيفاً غير قادرٍ على البقاء. توصل العلماء بالنتيجة إلى نظرية تفسر سبب تقلص تجمعات هذا النبات.
للأسف فليس موضوع حبوب اللقاح المشكلة الوحيدة فهنالك "المن" أيضاً تلك الحشرة التي تشكل كابوساً لأي بستاني. تشتت مواطن الأرجوان يزيد حساسيتها للمن أيضاً، خصوصاً وأنه قد اكتشف وجود نوع من المن متخصص بالأرجوان ضيق الأوراق تحديداً.
أحد مميزات نباتات البراري طويلة الأعشاب أن إزهارها يتحفز بالبرق، كما أن حدوث الحرائق يحفز بذورها، لكن سيطرة الإنسان على الأراضي لزراعتها بالذرة وعدم رغبته بحدوث هذه الحرائق الطبيعية يزيد من معاناة الأرجوان. هذا ما دعا العلماء إلى تشجيع المدراء البيئيين لأمر يدعو للغرابة وهو افتعال الحرائق الصغيرة والمتحكم بها، وإلا فسيصبح الأرجوان ضيق الأوراق والبراري التي يمثلها أمراً منسياً.
المصدر:
هنا