التعدُّدية الدوائية
الكيمياء والصيدلة >>>> الآثار الجانبية
يُطلَقُ مُصطلَحُ التعدُّدية الدوائية (Polypharmacy) على استخدامِ عدَّةِ أدويةٍ لعلاجِ حالةٍ طبيَّةٍ مُعيَّنة، أو على الاستخدامِ غيرِ المُبرَّرِ طبيًّا لعدد كبير من الأدوية دون الحاجة لها.
ويُلاحَظ وجودُ التعدديةِ الدوائية عند المرضى المُسنِّين والمرضى المُقيمين في المُستشفياتِ بنسبةٍ كبيرةٍ نظرًا لتعدُّدِ الحالات الطبية التي تستلزم معالجتَها عند هؤلاء المرضى، فمثلًا؛ وَجدت بعضُ الدراساتِ الإحصائية أنَّ ثلثَ المُسنّين في الولاياتِ المتحدة وألمانيا وثلثيهم في كندا يتناولون 5 أدوية أو حتَّى أكثر.
فهل تترافقُ التعدُّديةُ الدوائيةُ مع مخاطرَ على المرضى؟
قد يَصحَبُ استخدامُ العديد من الأدويةِ في آنٍ واحدٍ عواقبَ سلبيةً تتلخَّصُ بواحدةٍ أو أكثر من الآتي:
1. زيادةُ الآثارِ الجانبية المحرِّضة بالأدويةِ مع تناقُص النَّشاطِ اليومي:
وجدَت دراسةٌ إحصائيةٌ أنَّ احتماليةَ حدوثِ أثرٍ جانبيّ دوائيّ تزدادُ بنسبةِ 88% عند المرضى الذين يتناولون 5 أدوية أو أكثر مقارنةً بمَن يتناولون أقلَّ من ذلك.
وقد يترافق وصفُ العديد من الادوية مع إطالةِ أمدِ الحياة للمرضى المسنين أو قد يُساهِم في تدهورِ نوعية هذه الحياة، ففي معظم الأحيان يُفضّلُ المسنّون أن يعيشوا حياةً طبيعيةً أقصرَ يمارسون فيها وظائفَهم اليومية ممارسةً اعتياديّة دون مساعدة أحد على أن يعيشوا حياةً أطول تشوبُها النَّكساتُ الصحية الناتجة عن الآثار الجانبية للأدوية المتعددة التي يتناولونها.
2. عدمُ الالتزام بالأدوية بانتظامٍ:
لاحظَتِ المُشاهَدات أنَّ مُعدَّلَ عدمِ الالتزام بتناول الدواء بانتظامٍ يكون عاليًا عند مرضى التعدُّدية الدوائية؛ إذ يمكن أن يتراوح ما بين الـ 43% و100%.
ويعود ذلك إلى أنَّ المُسنّين غالبًا ما ينسون أوقاتَ تناولِ الأدوية عندما يصبحُ عددُها كبيرًا، أو قد يتناولونها في غيرِ الأوقات المُخصَّصة لها، فمثلاً؛ من السهل جدًّا تناولُ مضغوطةٍ واحدةٍ من نوعَين من الأدوية بعد العشاء مقارنةً بتناولِ حبَّةٍ واحدة من 6 أنواع مختلفة من الأدوية في تواقيتَ مختلفة، ثمَّ إنَّه لَمن المعروف أنَّ عدمَ الالتزام بتناول الدواء تناولًا صحيحًا يؤدّي إلى فشلِ الخُطَّةَِ العلاجية أو ازديادِ خُطورةِ الحالة المرضية التي تخضع للعلاج.
3. التداخُل الدوائي:
تُستقلَبُ معظمُ الأدوية كبديًّا، فيزدادُ احتمالُ حدوثِ التداخُلِ الدوائي ازديادًا كبيرًا بتزايُدِ عددِ الأدويةِ التي يتناولُها المريض، فعلى سبيل المثال؛ بلغت نسبةُ حدوثِ التداخُلاتِ الدوائية بسببِ الاستقلابِ الكبدي قرابةَ 80% عندَ المرضى الذين يتناولون 5 أدوية أو أكثر.
4. زيادة كلفة الرّعايةِ الصحية:
كشفَت دراسةٌ مرجعيةٌ أُجريَت على ملفاتِ عددٍ كبيرٍ من المرضى أنَّ التعدديةَ الدوائية قد تُصحَبُ بوصفٍ غيرِ مُبرَّرٍ طبيًّا لأدوية معينة، ممَّا يؤدي إلى زيادة تكاليف العلاج لأسبابٍ غيرِ ضرورية بنسبة 30%. وتترافق هذه الحقيقة مع عبءٍ إضافيٍّ على المريض وأنظمةِ الرعاية الصحية وشركاتِ التأمين.
ما الحلُّ إذاً؟
يقترحُ أحدُ الأطباءِ وهو الدكتور إيان سكوت (Dr. Ian Scott) العملَ على تطويرِ أنظمةٍ طبيةٍ إحصائية قادرة على تخمينِ المرضى الأكثرِ ملاءمةً للتعدديةِ الدوائية بناءً على خطورةِ الحالة الطبية المُعالَجة؛ أي إنَّ هذا النظامَ يُتَّبَعُ فقط عندما تفوقُ الفائدةُ المَرجوَّةُ من التعددية الدوائية المضارَّ المُتوقَّعةَ لها.
وإضافة إلى ذلك؛ اقترحَت دراسةٌ أخرى تفعيلَ دورِ الصيدلاني السريري Clinical Pharmacist بغرضِ تدقيقِ الوصفات الطبية، ومتابعةِ النظام الدوائي للمريض، والكشفِ عن وجود أيِّ الأدوية التي قد تتعارضُ بعضُها مع بعض؛ لاسيَّما عندما توصَفُ من طبيبَين مختلفَين، فقد يصفُ طبيبُ القلبيةِ دواءً يتعارضُ مع دواءٍ آخرَ سبقَ أن وصفهُ طبيبُ العظمية دون علمِ الطبيبِ الثاني بما وصفَه زميلُه الأول.
المصادر:
هنا
هنا