دراسةٌ جديدة قد تُغيِّر قواعد اللعب مع مرض ألزهايمر!!
الطب >>>> مقالات طبية
يمثّلُ التشخيصُ الصحيح لمرض "ألزهايمر" الخطوةَ الأولى والأهم لأجل ضمان حصول المريض على العلاج المناسب، والرعاية الموائمة والتخطيط المستقبلي الملائم، لكن مع الأسف؛ لا يوجد فحصٌ مُحدَّدٌ قادرٌ على التشخيص، بل يجب إجراء عدَّة فحوصات للذاكرة ومهارات التفكير والتغيُّرات السلوكية، بالإضافة إلى فحوصاتٍ مخبريَّةٍ أخرى لأجل استبعاد أيَّة حالاتٍ يُمكن أن تُسبِّب الأعراض نفسها؛ كنقص فيتامين ب12 واضطرابات الغدَّة الدَّرقيَّة، أمَّا فحوصات تصوير الدماغ فهي تشمل الرنينَ المغناطيسي MRI، والتصويرَ المقطعيَّ المحوسب CT، والتصويرَ المقطعيَّ بإصدار البوزترون PET، والعديدَ من الفحوصات الأخرى، ليتمكَّن الطبيب بعدها من تأكيد الإصابة بالمرض من عدمها.
لا يوجد حتى الآن علاجٌ شافٍ قادرٌ على إيقاف مرض ألزهايمر أو إبطاءِ تطوُّره؛ لكنَّ بعضًا من العلاجات الدوائية وغير الدوائية قد تُساعد مؤقَّتًا في علاج الأعراض التي يُعانيها المريض؛ إذ يعمل العلاجُ الدوائيُّ على استقرار أو تخفيف كلٍّ من الأعراض السلوكية والإدراكية وفقدان الذاكرة، أمَّا الطرائق غير الدوائية فإنِّها تهدف إلى تحسين عادات النوم ومُساعدة المريض في التَّأقلم مع احتياجاته وحياته اليومية بسرعة.
وقد نُشرت دراسةٌ جديدةٌ في أيار(مايو) 2018 في مجلة Neuron، وكانت قد أُجريَت على 600 عيِّنةٍ من أنسجةٍ دماغيةٍ مُختلفةٍ، وأظهرت أنَّه يُمكن أن يكون لفيروس الهيربس -وخصوصًا النوعَين HHV6 وHHV7- دورًا في تطوُّر المرض؛ إذ إنَّ مستوياتِ هذين الفيروسين كانت الضِّعفَ في أدمِغَة المصابين مُقارنةً مع الأصحاء.
ومثل بقيَّة أفراد عائلة الهيربس فإنَّهما يبقيان خاملَين في جسم الإنسان، ويمكن أن ينشطا في مراحلَ لاحقةٍ في الحياة، وقد بيَّنَت دراساتٌ تفصيلية جينية أنَّ فيروس الهيربس يمكن أن يُنشِّطَ أو يُثبِّط جيناتٍ أخرى مُتعلِّقة بألزهايمر في سلسلةٍ مُعقَّدة من التفاعلات. وتفتح هذه النتائج أبوابًا واسعةً أمامَ البحث عن أدويةٍ أنجع تستهدف الجهازَ المناعيَّ أو مضادَّات للفيروسات لدى المرضى.
بهدف اختبار النتائج السابقة؛ حلَّل الباحثون تحليلاتٍ جينيةً إضافيةً على 800 عيِّنةٍ دماغيةٍ أُخرى جُمعَت بواسطة مركز (رش لمرض الألزهايمر Rush Alzheimer's Disease Center وMayo Clinic) شُوهِدَ فيها ارتفاعٌ ملحوظ في مستويات نوعَي الفيروس المذكورَين آنفًا.
أوضَحَ فارجو (مدير البرامج العلمية والتوعية من منظمة الألزهايمر) أنَّ العديد من الدراسات السابقة قد اقترحت علاقةً ما بين المرض والكائنات الدقيقة. وعلى الرَّغم من أنَّ هذه الدراسة هي الأولى التي تُثبت بالبراهين هذه الاقتراحات؛ ولكنَّه أوضَحَ أنَّه لا يزال يلزم كثيرٌ من العمل والمتابعة لأجل فهم طبيعة العلاقة جيدًا.
يُتابع فارجو قائلًا: "نحن ببساطة لا نعلم في هذه المرحلة ما إذا كان ألزهايمر نفسُه يجعل خلايا الدماغ أكثرَ عرضةً للإصابة بهذه الفيروسات، أم أنَّ الإصابة بها هي ما يزيد عاملَ الخطر لألزهايمر، أم أنَّ هناك عوامل أخرى متورِّطة؟ هذا هو التحدي الجديد للباحثين".
المصادر :
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا