اليابان الجزء الأول: أسطورة خلقها وأصول شعبها
التاريخ وعلم الآثار >>>> تعرف إلى حقبة/ حضارة/ شعب
في البداية كان العالم مقسماً بين تاكاماغاهارا “Takamagahara” أي السماء (حرفياً سهول السماء العليا) وأشيهارا نو ناكاتسوكوني “Ashihara-no-nakatsukuni” أي الأرض (حرفياً الأرض الوسطى). كانت السماء مسقط رأس الآلهة التي كانت أغلبها عزباء تحجب أجسادها عن الأنظار. أما الأرض فكانت كبقع زيت تعوم بلا هدف على سطح الماء، ومن هذه البقع ولدت آلهة أخرى على شكل حزم من القصب كانت هي الأخرى في أغلبها عزباء إلا عشرة أزواج ومنهم الإلهان إزانامي “Izanami” وإيزاناجي “Izanagi” (حرفياً اللذان يتبادلا الغواية). وقد أوكل بقية الآلهة إلى هذين الإلهين خلق الأرض بعد أن قدموا لهما رمحاً سماوياً مرصعاً رمياه في المحيط من الجسر الأسطوري العائم الذي يربط السماء بالأرض. وبعد أن حركا الرمح في المحيط ثم رفعاه إلى السماء، تقطّرت من الرمح مئات القطرات التي أعطت الجزر المقدسة المشكلة لليابان. تمضي الأسطورة لتخبرنا كيف تعلم الإلهان إيزانامي وإيزاناجي التزاوج من الضفادع المائية واقترنا فبعد أن طافا حول الدعام السماوي الرهيب في عادةٍ ما زالت تمارس حتى اليوم عند بعض الأقوام في جنوب الصين إذ يقيمون عموداً يدور حوله الرجل عند اختيار زوجةً له. أثمر اقترانهما هذا إنجاب مزيد من الجزر والآلهة مثل آماتيراسو “Amaterasu” التي ولدت من عين إيزاناجي اليسرى ومن خلال حفيدها نشأت السلالة المقدسة لأباطرة اليابان العظمى التي ما زالت تحكم اليابان منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا. - Andressen C.، A short history of Japan From Samurai to Sony، p 20.
هذه الأسطورة كما غيرها من الأساطير اليابانية والطقوس والاحتفالات الدينية والعادات التقليدية مسجلة في كتاب الكوجيكي “Kojiki” (حرفياً وقائع الأشياء القديمة)، وهو كتابٌ مقدس في جزءٍ كبيرٍ منه لدين الشنتو (طريق الآلهة) الدين الرسمي لليابان إلى جانب البوذية.
من الكتب الأخرى المهمة في الميثيولوجيا اليابانية كتاب نيهون شوكي Shoki (حرفياً السجلات اليابانية) الذي يحتوي على قصص أسطورية وحكايا أدبية.
ما معنى اسم اليابان وماهي أصول الشعب الياباني؟
تدعى اليابان نيبون “Nippon” أو أحياناً نيهون “Nihon” وكلاهما يعني منشأ الشمس أو الأرض التي تشرق منها الشمس. وذلك مشتق من كلمة صينية وهي جي - بن التي تعني المعنى نفسه وهكذا يكون اليابانيون قد اعتمدوا في تسمية بلادهم على وصف جيرانهم الصينيين لها إذ تقع اليابان شرق الصين وتعد مكان شروق الشمس بالنسبة إليهم.
أما بالنسبة إلى أصول الشعب الياباني فهناك نظريات عدة، لكن يبدو أن الجنس الياباني هو مزيج من ثلاثة عناصر: الأول بدائي جاء عن طريق الأينو من حوض نهر آمور في العصر الحجري الحديث. والثاني عنصر أصفر مغولي جاء من كوريا أو عبرها حوالى القرن السابع قبل الميلاد. والثالث هو عنصر قادم من المالايو (ماليزيا) وأندونيسيا تسرب إلى البلاد من جزر الجنوب.
المراجع :
- ديورانت ، وول وايريل . قصة الحضارة ، المجلد الثامن (اليابان) . (ترجمة : زكي نجيب محمود) ، دار نابلس ، بيروت :2008 . ص من 7 حتى 11 .
– كوجيكي . (ترجمة : محمد عضيمة) ، دار التلوين ، دمشق : 2005 . ص من 101 حتى 106 .
المصادر :
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا