الكربون الأزرق .. صديقُ المناخ!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
لطالما أذهلتنا الطبيعة بقدرتها على حماية نفسها وحمايتنا بوسائل شتّى، تعرّفوا معنا في هذا المقال كيف تحمي البحارُ والبيئاتُ المائية العالمَ من التغيّر المناخيّ.
نحن نعلم أنّ معظمَ النشاطاتِ البشريّة تؤدّي إلى انبعاث غازِ ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة التي تحوي الكربون الجوّيّ، وأنّ هذه الغازات تؤثّر سلباً على مناخِ الأرضِ، لكن ما لا نعلمه تماماً هو أنّ محيطاتِ الأرضِ وبيئاتهِ المائيّة والشاطئيّة تساهم طبيعياً بالحد من تلك الانبعاثات وحماية المناخ.
ولتنجز ذلك؛ تختزن النباتات والأعشاب والمناطق البحريّة -كما الأعشاب البرية والمناطق الأخرى- جزءاً من الكربون الموجود على سطح الكرة الأرضية وفي غلافها الجوّيّ، ويعبّر عن الكربون المُحتَجز بمصطلحِ "الكربونِ الأزرق" والذي يشير إلى الكربون الذي تمتصّه البيئات المائيّة والبحريّة والمحيطات والنباتات الموجودة فيها.
ولاستيعاب مقدار تلك الكمية؛ دعونا نذهب إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية وتحديداً دلتا نهر سان جوكان حيث أدّى جفاف 1800 كيلومتراً مربّعاً من السبخات المحيطة به إلى انطلاق 2 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون الذي كان محتَجزاً في التربة والنباتات، إضافة إلى كمّيّات تتراوح بين 10 - 15 مليون طن تنبعث سنوياً حتّى يومنا هذا، وتعادل تلك الكمية 3% من انبعاثات الولاية من الغازات الدفيئة.
وعموماً يؤدّي دمار السبخات الرطبة سنويّاً إلى انبعاثات تعادل 1-3% من الانبعاثات الصناعيّة عالمياً.
بذلك، فإن حماية البيئات البحريّة والشاطئية سينعكس مباشرةً على حماية هذا المخزون الكربونيّ والحدّ من التغيّر المُناخيّ؛ إذ تضمّ هذه الأنظمة كمّيّاتٍ هائلةٍ من الكربون، وسوف يؤدّي دمارها أو تضرّرها إلى انطلاق هذه الكمّيّات إلى الجوّ ومساهمتها في عمليّة التغيّر المُناخيّ، فضلاً عن توفير الأنظمةِ الشاطئيّة فرصاً استثماريّة كالمناطق السياحيّة والعلاجيّة ومناطق صيد الأسماكِ.
لذا نجد أن الحفاظ على هذه البيئات لا يقلّ أهمّية عن الحفاظ على الغابات وسواها من المناطق الطبيعية ونأمل أن تتحقّق الحماية الكاملة لها قريباً.
المصادر:
هنا
هنا