استمرَّ قطاع الجراحة التجميلية في النمو والتوسع؛ ففي عام 2011 شكلت نسبة النساء 90% تقريبًا من المرضى الخاضعين لعمليات التجميل، وكانت عمليات تكبير الثديين هي الأكثر شيوعًا في تلك الفترة.

وتُستعمَل في هذه العمليات طعومٌ أو حشواتٌ طبية خاصة تُوضَع بهدف تكبير الثديين أو إعادة بناء الشَّكل الفيزيائي الطبيعي لهما أو إعادة تكوينه.

وتتألف هذه الطعوم من محفظة مُصنعة  من السليكون الطبي المطاط والمعالج خصيصًا لها، وتُملأ بمحلول السالين أو بجيل من السيليكون.

وتبيع كثيرٌ من الشركات هذه الطعوم، ومنها شركة Poly Implant Prothèse التي تأسست عام 1991 والتي باعت الطعوم المُصنعة  لعمليات الثدي لقرابة 400000 امرأة في العالم على مدى عشرين عامًا.

وفي مطلع عام 2002؛ بدأت التقارير تتحدث عن مشكلاتٍ مُحتملَة تتعلق بطعوم PIP، وقد بلَّغ الجراحون الفرنسيون عن كثيرٍ من الحشوات التي تمزَّقت.

وعام 2010؛ مُنِعت  شركة PIP الطعوم المُصنعة، وذلك بعد تفتيش السلطات المعنية بالصحة العالمية مقرَّ الشركة الفرنسية؛ إذ تبين أن الشركة استبدلت في عام 2001 بالسليكون الطبي المستعمل في التصنيع سلكون صناعيًّا نوعيته غير ملائمة؛ ممَّا خفَّض تكلفة  التصنيع 90% تقريبًا؛ لكنَّ هذا أدَّى إلى احتمال تمزُّق هذه الحشوات الذي يؤدي إلى التخريش والالتهاب، وبالطبع قد يسبب هذا التمزُّق دخول مواد سامة إلى الجسم.

وفضلًا عن ذلك؛ فقد شُخِّصت الإصابة بالسرطان لدى 20 امرأة زرعْنَ الطعوم التي تبيَّن أنَّها معيبة؛ ولكن لم تثبت العلاقة بين السرطان وهذه الحشوات المعيبة إلى الآن.

وأوصت السلطات الفرنسية بإزالة حشوات PIP لجميع النساء اللواتي سبق وزرعْنَها،  وذلك بعد تشخيص حالة واحدة باللمفوما الكبيرة الخلايا غير المتمايزة*.

وسُجِلت 672 عملية إزالة وقائية للحشوات، وقد تبيَّن تمزُّق 43 حشوة منها، وتركت هذه الأزمة آلاف النساء المذعورات  في كثيرٍ من الدول الأخرى، وتوالت الدعوات القضائية ضدَّ شركة PIP بعد هذه الفضيحة؛ فأدَّى ذلك إلى إفلاس الشركة ثُمَّ إغلاقها.

*اللمفوما الكبيرة الخلايا غير المتمايزة Anaplastic Large-Cell Lymphoma: نوعٌ نادرٌ  وخطيرٌ من سرطان الدم ينتشر لدى الذكور اليافعين انتشارًا كبيرًا ويتطور بسرعة وغالبًا ما ينكس.

المصادر:

هنا
هنا
هنا
هنا