بدلة تسلا ترتقي بالواقع الافتراضي إلى مستوى جديد
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
هل سمعتَ من قبل عن بدلة تسلا؟
حسناً؛ هذه البدلة هي البدلة اللمسية الذكية الأولى عالميًّا التي تُغطِّي الجسم كاملًا؛ فتُطوِّر كلًّا من الواقع الافتراضي Virtual Reality (VR) والواقع المُعزَّز Augmented Reality (AR).
بدلة تسلا؛ أول بدلة لمسية ذكية في العالم مع متعقِّب حركةٍ وضبطٍ حراري:
يَستخدِمُ نظامُ تعقب الحركة في بدلة تسلا حسَّاساتٍ من أجل تحديد الموقع الدقيق في جسم المرتدي داخل بيئة افتراضية، ثم يدمجه دمجًا عميقًا مع العالم الافتراضي، وذلك في وجود التغذية الرَّاجعة الَّلمسية للجسم كاملًا ولاقط الحركة على البدلة المضبوطة حراريًّا.
هناك مجموعة من المميِّزات لبدلة تسلا في البيئة الافتراضية:
ومن الجدير بالذكر أنَّه لا تكتمل تجرِبة الواقع الافتراضي والمُعزَّز إلا بمشاركة جميع الحواس، وذلك عن طريق التحفيز العصبي عبر الجلد Transcutaneous Electrical Nerve Stimulation (TENS) وتتبُّعٍ دقيقٍ للحركة.
حقَّقت البدلة ذلك في أثناء الاندماج الكامل بالواقع المُوسَّع* Extended Reality XR عن طريق التحفيز العصبي عبر الجلد (TENS) Transcutaneous electrical" nerve stimulation"، وهو استخدام التيار الكهربائي الذي يُنتَج عن طريق جهازٍ من أجل تحفيز الأعصاب، والذي يُستخدم في المقام الأول من أجل أغراضٍ علاجية، وتحسين تجرِبة الواقع الافتراضي المحيطي وتعزيزها، وتمويه الخط الفاصل بين العالَمَين الافتراضي والحقيقي.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنَّ عملية التحفيز الكهربائي للعضلات Electric Muscle Stimulation (EMS) هي عمليةٌ تُسبِّب تقلُّص العضلات؛ باستخدام شُحنة كهربائية خارجية أو نبضة كهربائية عادةً ما تُنشَأ عن طريق جهاز EMS، وهو مختلف عن التحفيز العصبي عبر الجلد (TENS)، إذ يجعلُ العضلات تَتقلَّص.
Image: Teslasuit
تُوفِّر ميزة تعقب الحركة اتصالًا ثنائي الاتجاه في بيئة VR / AR وتحكمًا في الإيماءات والإشارات وتعقب الموقع وينقل العنصر الحراري تغيُّر درجة الحرارة في البيئة الرقمية، إذ إنَّه يُحاكي مجموعةً من الأحاسيس لدرجات الحرارة المختلفة.
حاليًا؛ تسعى تسلا إلى التعاون مع مطوِّرين من أجل إدخال بدلة تسلا اللمسية الذكية في عدد أكبر من ألعاب الواقع الافتراضي.
أولئك الذين شاهدوا فيلم ستيفن سبيلبرغ Ready Player One، قد فُتِنوا بكيفية ظهور الواقع الافتراضي قريبًا من الحقيقة في الواحة (منطقة بالفيلم)، عندما كانت الشخصيات ترتدي البدلات اللمسية الذكية، وهذا هو بالضبط كيفية عمل بدلة تسلا إذ تُدمجكَ دمجًا عميقًا في الواقع الافتراضي، تماماً كما في الفيلم الذي هو في الأصل روايةُ خيالٍ علميٍّ مكتوبةٌ عام 2011، وهي الرواية الأولى للمؤلف الأمريكي إرنست كلاين، إذ يَشرح أنَّه في عام 2043؛ يُعاني العالمُ من أزمة الطَّاقة الناتجة عن استنزاف الوقود الأحفوري ونتائجَ الاحتباس الحراري والاكتظاظِ السكاني، وللهروب من العالم الحقيقي؛ يلجأ النَّاس إلى الواحة، وهي محاكاة للواقع الافتراضي يُمكن الوصول إليها من قِبَل اللاعبين الذين يستخدمون الأقنعة والتِقنِيات اللمسية الذكية، إذ تعمل الواحة مجتمعًا افتراضيًّا، مع كون عملة التشفير الخاصَّة بها هي الأكثر استقرارًا في العالم الحقيقي.
كان جيمس هاليداي -الذي أنشأ الواحة- قد أعلن عن وجود كَنزٍ داخلها وخَلق تحديًّا، وهو أنَّ أول شخص يَجِده سيَرِث ثروته بالكامل والشركة التي تملك مؤسسة الواحة Oasis، وبعد خمس سنوات من الإعلان؛ يَكتشف وايد واتس واحدة من المفاتيح الثلاثة التي تشير إلى الكنز فاشترى بدلةً لمسية ذكية تُشبه إلى حدٍ كبير بدلة تسلا، ومن هناك تصاعدت خبراته في الواحة.
كان هذا النوع من أفلام الخيال العلمي قبل سنوات مجرد خيالٌ علمي، ومع التقدُّم السريع في التكنولوجيا اللمسية؛ أصبح من الممكن توافر تجرِبة واقع افتراضي محيطي توافرًا كُليًّا من أجل مستخدِمي التكنولوجيا ذات التأثير اللمسي القابلة للارتداء، تمامًا كما هو الحال في فيلم Ready Player One.
لا بدَّ لنا عَرْض بعض المفاهيم المهمَّة عند الحديث عن بدلة تسلا..
ما هي التغذية الرَّاجِعة اللمسية haptic feedback؟
Image: Teslasuit
التغذية الراجعة اللمسية؛ هي تقنية تَسمح لمُستخدِمي التكنولوجيا ذات التأثير اللمسي القابلة للارتداء بتلقِّي إشارات حسية لمسية، إذ يقول ديمتري ميخالتشوك -الرئيس التنفيذي لبدلة تسلا- : "بما أنَّ هذه ملابس ذكية، فإنَّها ستعمل جيدًا من أجل الحياة اليومية والرفاهية، فعلى سبيل المثال؛ في التدريب الرياضي واللياقة البدنية".
التكنولوجيا ذات التأثير اللمسي القابلة للارتداء:
الملابس الذكية المتعدِّدة الحساسات؛ تمتلك القدرة على تحليل المعطيات المختلفة وربطها ببعضِها البعض، فحَسَب عدد البارامترات المقروءة تكون سرعة الذكاء الصُّنعي، إذ يُوفِّر الانضغاط تحت حساس الصدر تقنية تخطيط القلب electrocardiogram (ECG) من أجل مراقبة نشاط معدل ضربات القلب، وهذا يُتيح تسريع أو إبطاء اللعب، وتقديم سيناريو أكثر إثارة للاعب أو إعطاء فرصة للتعافي، وتَرصُد المزدوجات الحرارية درجة الحرارة طَوَال عملية اللعب وتُرسِل إشاراتٍ عندما يجب تشغيل نظام التحكم الحراري الذي يُحسِّن واقعية التجربة الثُّلاثية الأبعاد في نظر اللاعب بتقديم أحاسيسٍ حقيقية محيطة.
أمَّا مُستقبَل الواقع الافتراضي VR، فهو غير محدودٍ بمجال الألعاب فقط!
Image: Susan Fourtané for Interesting Engineering
بَرهن تمرين الاستجابة اللمسي بمرافقة الفيديو ومقاطع الصوت مدى فعاليته كأداةٍ قيِّمةٍ في التدريب على المهارات المهنية والتطوير في العديد من الصناعات، يمكن تنفيذ بيئة افتراضية من أجل التدريب الاحترافي مع التأثير اللمسي haptic feedback في العديد من الشركات، إذ يكون تعلُّم المهارات الحركية للعُمَّال مهمًّا للغاية وبانتظام، وميزة هذا التدريب؛ هو تسريع عملية التعلُّم واكتساب الثقة والخبرة، إذ يمكنه معالجة مشكلة نقص المُدرِّبين ومساحة التدريب.
الهامش:
هي مفهوم الوجود المادِّي في العالم، غير المادي الذي أُنشِئ بواسطة أنظمة الواقع الافتراضي عن طريق إحاطة المستخدم بمقاطع الفيديو والصور والصوت والمحفزات الأخرى التي تُوفِّر تجربة واقعية كاملة من أجل البيئة الاصطناعية.
هو مصطلح يشير إلى جميع البيئات المُدمَجَة (حقيقة-افتراضية) والتفاعلات (إنسان-آلة) التي أُنشِئت بواسطة الكمبيوتر
المصدر: هنا