البحث الانتقالي Translational research
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> البحث العلمي
استُخدِم مبدأ "البحث الانتقالي" وجرى تطبيقه في المجالات العلمية مدّة تجاوزت عقدًا من الزمن، ويُعرَّف على نحوٍ مبسّط بأنه "الخطوات البحثية التي تترجِم الاكتشافات وتنقلها من المخبر إلى سرير المريض وبالعكس؛ أي تطبيق ما ينتج عن البحوث العلمية الأساسية لعلاج الأمراض التي تصيب البشر أو الوقاية منها، إذ تؤدي ملاحظات الأطباء عن طبيعة مرض ما وتطوره إلى التوجيه نحو بدء بحث علمي أساسي؛ يزوّد الباحثون الأطباء بعد ذلك بأساليبَ علاجيةٍ بناءً على الموجودات المخبرية.
ما يعني أنَّ البحث الانتقالي هو عبارة عن طريق ذي اتجاهين؛ يقدم العلماء نتائج تساهم في تطوير أساليب وأدوات جديدة يمكن تطبيقها على المرضى، أو في إحداث تغييرات بالإجراءات التشخيصية، ويُقدّم الأطباءم الملاحظات التي تسلط الضوء على أسئلة بحثية معينة ضمن المختبر.
ونقلًا عن المعهد الوطني للصحة National Institute of Health؛ يتضمن تعريف البحث الانتقالي مجالين؛ الأول هو الاستفادة ممَّا اكتُشف عن طريق الأبحاث الجارية في المخابر وعن طريق الدراسات ما قبل السريرية لبناء تجارب ودراسات تطبق على البشر وتطويرها، والثاني يهدف إلى تحسين عملية انتقاء أفضل الإجراءات المعمَّمة على المجتمع، ويضاف إلى ذلك الاهتمام بالناحية الاقتصادية فيما يتعلق باستراتيجيات العلاج والوقاية.
مراحل البحث الانتقالي:
قسَّم معهد العلوم السريرية والترجمية البحثَ الانتقالي إلى 4 مراحل:
المرحلة البحثية الأولى T1: تهتم باختبار موجودات البحوث الأساسية لمعرفة تأثيرها السريري و/أو المقدرة في تطبيقها.
المرحلة البحثية الثانية T2: تهتم بالحصول على معلومات عن فعالية التداخل في بيئات مُثلى؛ إذ تُختَبرُ فيها التداخلاتُ ضمن أوساط مضبوطة بهدف تشكيل الخطوط العريضة للتطبيق السريري.
المرحلة البحثية الثالثة T3: تهتم بالحصول على معلومات عن إجراء التداخل في البيئات العادية، إذ تُتَحرّى فيها طرائق تطبيق الإرشادات في الممارسة العامة.
المرحلة البحثية الرابعة T4: تثمر تحسنًا في الصحة العالمية؛ إذ تُدرسُ فيها التداخلات التي تؤثر في صحة الشعوب.
دور البحث الانتقالي في الدراسات الموجهة نحو إيجاد علاج للسرطان:
يُعدُّ مرض السرطان مسببًا لـ 1/8 من الوفيات في أنحاء العالم؛ إذ تَلقى نسبة كبيرة من المرضى حتفها على الرغم من العلاجات التي تتلقاها؛ ممَّا يشير إلى الحاجة لتطوير طرائق تشخيصية وعلاجية جديدة، وقد كانت هذه الحاجة سببًا لازدهار البحث الانتقالي؛ فالتعاون ما بين الأطباء والباحثين والشركات الدوائية ضروريٌّ لإجراء تجارب سريرية وترجمة النتائج المخبرية لعلاجات تطبيقية.
وبهذا نختم مقالنا عن البحث الانتقالي، ونسلط الضوء على وجود العديد من الاختلافات في تعريف المصطلح؛ إذ تشارك المجتمعات العلمية في نقاشات عديدة لتحديد التعريف الأمثل له والنطاق الذي يتضمنه.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا