جهازٌ قادرٌ على توقع النَّوبات القلبيَّة ومنعها قبل سنين من حدوثها
الطب >>>> مقالات طبية
نرى في كلِّ عام في المملكة البريطانيّة موتَ 100,000 شخص تقريبًا، بسببِ نوبات أو أمراض قلبيّة، مما يجعلها ثاني مسببٍ للوفاة في أنحاء العالم، ومن المعروف أنَّ الأزمات القلبية تحدث نتيجةً لتكتل لويحات مُلتهبة في الشّريان التّاجي، مما يعيق وصول الدَّم مباشرةً نحو القلب، وعلى الرغم من معرفتنا بآليَّة حدوثها؛ لا يوجد -إلى الآن- طريقةٌ تسمح بالكشف المبكر عن تكون تلك الصفائح، التي تطلقُ العنان لحدوث الأزمة القلبيّة.
إذًا؛ كيف تعمل هذه التقنية؟
تقنيةُ شركة Caristo نشأت بسبب بحث لجامعة أكسفورد، بُنِيَ على مبدأ اكتشاف العلماء أنَّ الأنسجة الدَّهنية المحيطة بالأوعية التّاجية تستشعرُ الالتهاب في تلك الأوعية، فيمكن إدراك هذا التغير عن طريق التصوير المقطعي للأوعية التّاجية، وباستعمال مزايا تكنولوجيا Caristo؛ أُنتج مقياس جديد عُرِف بمؤشر توهن الدّهون (Fat Attenuation Index)، ورُمِزَ له بـ FAI، والذي بإمكانه تحديد كمية الالتهاب في الأوعية التّاجية بدقة عالية.
ومع وجودِ مقياس FAI الذي ربطه العُلماء بعوامل تهدد القلب وأنواع مختلفة من التَّصوير لتلك العضلة النابضة، منتجين نظام فحص جديد يدعى CaRi، وهذا الفحص قادرٌ على تقديم مستوى أعلى من إمكانية التنبؤ مقارنةً بأيِّ جهازٍ حيوي حاليّ.
إنَّ تقنية Caristo سمحتْ للمخبرين بإجراء فحوصات للكشف المبكر عن الأزمات القلبيّة، واتخاذ الخطوات الوقائية وفق ذلك، وإذا ما نالَ المخبريون الفرصة لإعادة تقييم المخاطر المستقبليَّة للمريض من نوبة قلبيّة وجعلِ التكنولوجيا تعمل تطبيقًا متاحًا للعملاء عبر الإنترنت وفق نظام SaaS؛ فإنَّنا سنستطيع نشر هذه التقنية في المستشفيات دون الحاجة إلى تغيير بناها التحتيَّة، إضافةً إلى إمكانية ضمِّ هذه التّقنية إلى نظام الرّعاية الصحيّة للفرد والصّناعات الدوائية.
Image: http://asterclinic.ae/blog/wp-content/uploads/2017/04/heart-2-750x410.jpg
أُطلقت هذه التَّكنولوجيا بعد أن أَنهى نظام FAI الفترة الاختباريَّة، إذ أُجريت التّحاليل على 3،900 مريض في كلِّ من أوروبا والولايات المتّحدة الأمريكية، ونَشرَت النَّتائج في شهر آب (أغسطس) مجلةُ The Lancet، وتضمنت متابعين للبيانات وصلت إلى عشرات السنين تحت إشراف البروفسيور "شارالمبوس أنطونيادس Charalambos Antoniades" أيضًا، الذي قدّم اكتشافَه لجمعية أمراض القلب الأوروبية لاحقًا.
يقولُ البروفيسور أنطونيادس مكتشفُ آليّة التّشخيص Caristo، وأحد أستاذة طبّ القلب في جامعة أكسفورد: "قد تكون هذه التَّكنولوجيا قادرةً على إثباتِ إمكانيّة الوقاية الأوَّليَّة والثَّانويَّة، إذ أصبح لدينا -أوَّل مرَّة- مجموعة من المؤشرات الحيويَّة المستمدّة من اختبار روتينيّ، يستطيع قياس المخاطر القلبيّة المحتملة، إذ إنَّها لم تُدرَج تحت لائحة الخطر أو ضمن الاختبارات، فإذا ما استطعنا معرفةَ الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبيّة في وقت مبكر؛ فقد نستطيع التَّدخل ومنع حدوثها، وبرؤيتي؛ فإنني أتوقع أن تصبح هذه المؤشرات جزءًا أساسيًّا من تقارير تصوير الأوعية التَّاجية في السّنوات القادمة".
وقالت الدكتورة "فيكتوريا سانشيز Victoria Sanchez" أكبر مديري التّراخيص والمشروعات في جامعة أكسفورد:
"لا تزالُ الأمراضُ القلبيّة أكبرَ قاتلٍ في العالم، متسببةً بوفاة أكثرَ من مئة ألف شخص كلَّ عام في بريطانيا وحدها، وغالبًا ما يُمكنُ تجنُّب هذه الوفيات بدلًا من علاجها علاجًا تفاعليًّا بعد حدوث الضرر إذا استطاعت هذه التَّكنولوجيا إعطاءَ الأطباء إمكانية النّظر إلى المستقبل المَرَضي لمرضاهم وإعطاءهم إمكانية إقرار علاج بدرجة عالية من الثقة، واستطاعت تقنية Caristo قلب معركة الأزمة القلبيَّة بعد الحدوث من تفاعلي إلى وقائي، وزادت من إمكانيِّة تجنب حدثٍ قاتلٍ، فضلًا عن أنّها ستساعد على توفير المليارات المستثمرة في الرّعاية القلبيّة، إذ إنَّها غير مكلفة نسبيًّا لتطبيقها ضمن نظام المستشفيات".
Image: https://d2ebzu6go672f3.cloudfront.net/media/content/images/bigstock-Flat-line-alert-on-a-heart-mon-20436989.jpg
قال البروفيسور ميليند ديساي Milind Desai؛ طبيب القلب في مركز كليفلاند الطبيّ: "إنَّها لتقنية مثيرة للاهتمام، وغير جائرة وقادرةٌ على توفير إجابة بسيطة للكشف عن المرضى المعرضين مستقبلًا لخطر النوبات القلبية، والأهم من ذلك؛ أنّه يُسلط الضوء على القيمة المذهلة للتّعاون بين القارَّات من أجل التحقق من صحة النتائج ضمن مجموعات سكانيّة مختلفة".
أمَّا البروفسور "ميتين أفكيران Metin Avkiran"؛ نائب المدير الطبي في مؤسسة القلب البريطانية يضيفُ قائلًا عن هذه التقنية: "إنَّ معظم الفحوصات القلبيّة قادرةٌ على اكتشاف الانسداد النّاتج عن الصفيحات الكبيرة، ولكنّها غير قادرة على كشف الصفيحات الصغيرة التي تستطيع التَّسبب بالأزمة القلبيّة، وقد تكون هذه التقنيّة الجديدة أداة تسمح بتغيير قواعد اللعبة وتسمح للأطباء بالتعرفِ على المرضى حاملي "القنابل الموقوتة" الذي ترتفع إمكانية إصابتهم بالنّوبة، والمساعدة على إيصاله إلى العلاج المكثف.
وهذا من شأنه أنْ ينقذ الأرواح مما لا شكَّ فيه، وباستخدام هذا الفحص غير الجراحيّ سنتمكن من منع نوبة قلبيّة قد تحدث مستقبلًا، ولكنَّه يمنحنا في الوقت نفسه إمكانية مراقبة تاثيرات الأدوية على الشّريان المريضة أيضًا، مما يساعدنا على ابتكار طرائق علاج جديدة قادرة على إنقاذ الأرواح"
قد نستطيع التَّكهن بالمستقبل عن طريق هذه التقنيَّة ومنع حدوث الكوارث، لكنَّ الرّياضة والاهتمام بالنظام الغذائي والاستمتاع بالحياة هي أفضل طريقةٍ لتجنبِ الإصابة بالنَّوبات المفاجئة.
ما رأيكم بهذه التَّقنيَّة؟ وهل سترغبون بإضافتها الى حياتكم؟
المصادر:
هنا
هنا
هنا