مقدمة في صفات الدراسات العلمية.
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> البحث العلمي
ويجب الانتباه إلى أنه في حال اختير نوعُ الدراسة الخطأ؛ فلا يمكن تصحيحه بمجرد البَدء بالدراسة.
بداية لا بُدَّ لك عزيزي الباحث المستقبلي من أن تعلم أنه يوجد لدينا نوعَين من الدراسات:
1- دراسات أولية؛ وتشمل:
- الدراسات الأساسية Basic research.
- الدراسات السريرية Clinical studies.
- الدراسات الوبائية Epidemiological studies.
2- دراسات ثانوية؛ وتشمل:
- المراجعات الأدبية للمقالات السابقة Reviews article.
- التحليل التَّلَوَي أو الشمولي meta-analysis.
وسنتكلم عن كلِّ نوع من أنواعها بلمحة بسيطة، لنتوسَّع بها أكثر في المستقبل:
أولًا: الأبحاث الأساسية (الأبحاث التجريبية):
تشمل هذه الأبحاث التجارب على كلٍّ من الحيوانات والدراسات الخلوية والنسيجية والتحاليل البيوكيميائية والفيزيولوجية. والأمر الذي يدفع لإجراء هذه الأبحاث هو فضولُ أحد الباحثين أو العلماء للإجابة عن سؤال مُحدَّد وتوسيع دائرة المعارف العلمية؛ فعلى سبيل المثال: ما هو التسلسل الجيني المرمز لذبابة الفاكهة؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بُدَّ من إجراء بحث أساسي؛ إذ يُؤمن معظمُ العلماء والباحثين بأنَّ الأبحاث الأساسية هي الحجر الذي ترتكز عليه معظم الأبحاث التطبيقية والسريرية الأخرى؛ وهذا ما يُؤكِّد أهمية هذا النوع من الأبحاث.
في جميع هذه التجارب تقريبًا؛ يتنوَّع مُتغيّر مُستقلّ (X) ويُدرَس تأثيرُ هذه التغيرات في المُتغيّر التابع (Y)؛ إذ يُستفاد من هذه الدراسات في إثبات صحة فرضيات مُحدَّدة أو إجراء علاقات سببية.
وبالطبع؛ فإنه لا يمكن نقل الظروف المُختبرية مباشرة إلى الممارسة السريرية العادية، إضافةً إلى أنَّ العمليات في الخلايا المعزولة لا تُعادل تلك الموجودة في الإنسان.
يُدرَج تحت الدراسات الأساسية تطويرُ الطرائق التحليلية المختلفة أيضًا؛ مثل تحاليل الأنزيمات أو الواسمات أو الجينات أو إجراءات التصوير الطبية؛ كالتصوير المقطعي المُحوسب أو الرنين المغناطيسي.
ثانيًا: الدراسات السريرية:
تُقسم الدراسات السريرية إلى دراسات تدخلية (تجريبية)، ودراسات لاتدخلية (الرصدية)؛ أي تعتمد على الملاحظة فقط.
وتُعرَّف الدراسات السريرية التدخلية بأنها أيَّة دراسة تُجرى على الإنسان بهدف دراسة أو إظهار الآثار السريرية أو الدوائية للأدوية المختلفة؛ وذلك من أجل التحري عن الامتصاص الخاص بالدواء وتوزعه والتأثيرات الجانبية وغيرها.
تخضع الدراسات التدخلية في الحقيقة لمجموعة متنوعة وشديدة من المُتطلَّبات والمُقيِّدات القانونية والأخلاقية، وموافقةٍ من المُتطوِّع أيضًا والذي يكون جزءًا من التجربة فيما يُسمَّى بالموافقة المُستنيرة.
تُقسم عناصر التجربة في الدراسات التدخلية إلى قسمين؛ المجموعة الأولى تتلقَّى العلاج الذي يُختبر، والمجموعة الثانية التي تُسمَّى control تتلقَّى علاجًا وهميًّا أو Placebo أو قد يكون العلاج الرئيس للمريض أو ربما خطَّ علاج مختلف، وتُجرى المقارنة بين المجموعتين. وبالطبع تُقسم المجموعتان على نحوٍ عشوائيٍّ يُشبع العشوائية المقصودة أو المبرمجة غالبًا؛ وذلك من أجل ضمان عدم حدوث تحيُّز.
بينما يمكن تعريف الدراسات اللاتدخلية بطريقة مُبسَّطة بأنها دراساتُ مراقبة العلاجات أو تأثيرات الأدوية دون التداخل المباشر على المرضى؛ وإنما عن طريق مراقبة المعلومات والسجلَّات العلاجية للمرضى وتحليلها وتقييمها باستخدام الأساليب الوبائية؛ فقد أثبتت الدراسات غير التدخلية أنها أدوات مفيدة لفحص سلامة المُنتَج الطبي المسوّق وفعاليَّته؛ إذ إنها تُقدِّم نتائج علاجية مُهمَّة وتساعد الأطباء في اتخاذ قرارات مُستنيرة بشأن علاج المرضى.
(سنتكلم بالتفصيل عن هذا الموضوع في مقالات قادمة).
ثالثًا: الدراسات الوبائية:
وتُقسم إلى تدخلية ورصدية أيضًا؛ ولكنَّ الفرق هنا هو أنَّ الدراسات الوبائية تُجرى على عيِّنات كبيرة من السكان تقسم إما بناء على المناطق؛ أي تُدرَس مدينة أو بلدة أو بلد بكامله، أو إلى مجموعات كبيرة.
ومن الأمثلة على الدراسات الوبائية التدخلية؛ إضافة اليود إلى ملح الطعام في بلدة مُعيَّنة مثلًا ومراقبة التأثير الناتج الذي قد يكمن في نقص التخلُّف العقلي الناتج عن قصور الغدَّة الدرقية لدى حديثي الولادة، ولكن بالطبع فإنَّ هناك كثيرًا من الدراسات الوبائية التدخلية التي لا تُجرى لأنها تخضع لمجموعة من الضوابط القانونية والأخلاقية أيضًا.
أما الدراسات الوبائية الرصدية فإنها تضمُّ العديد من الأنواع؛ مثل دراسات الحشود Cohort studies، والـ Case-control Studies، ودراسات مقطعية عرضية Cross-Sectional studies، ودراسات بيئية تُستخدم خصوصًا من أجل قياس انتشار مرض نادر الحدوث.
ويوجد أيضًا دراسات وبائية وصفية لا تُجرى إلا بمعرفة مدى انتشار المرض في مدينة مُعيَّنة ومعرفة الإحصائيات المُتعلِّقة به.
المصدر:
هنا
هنا
هنا