تجربة وسيم دمشقي في الحصول على المنحة الهنغارية Stipendium Hungaricum.
صناعة الباحثين >>>> تجارب سوريّة أكاديميّة
حصل د. وسيم على المنحة للعام الدراسي 2018/2019، وقد بدأ مؤخّرًا الدراسةَ لنيلِ درجة الماجستير.
يقول د. وسيم عن اختيارِه لهذه المنحة: سبب اختياري هذه المنحة هو سهولة التقدُّم إليها وعدم وجود تعقيدات كبيرة خاصةً فيما يتعلّق بشهادةِ إثبات اللغة (لم يكن امتحان IELTS أو TOFEL شرطًا حصريًا لإثباتِ مستوى اللغة).
وعلى صعيدٍ آخر، بسببِ إمكانية اختيار اللغة الإنجليزية بوصِفها لغة الدراسة ضمن البرامج المقدَّمة في المنحة، وبالطبع بسببِ ترتيب الجامعات المجريَّة الجيّد على مستوى أوروبا والعالم.
يُذكر أنَّ د. وسيم تقدَّم في أثناءِ السنة الماضية 2017 - 2018 إلى منحة بلديّة باريس؛ لذا تعدُّ هذه ثاني محاولة له في التقدُّم إلى المنح.
وعن متطلّبات التقدُّم إلى المنح فإنَّ أهم المتطلبات هي:
- مستوى جيّد فما فوق في اللغة الإنجليزية.
- رسالة دوافع مقنعة ومترابطة ومتينة السبك، مرتبطة مع الخبرات الدراسية وخبرات العمل السابقة والبرنامج المُختار للدراسة ضمن المنحة.
- رسائل توصية (من المرحلة الدراسية السابقة أو العمل).
- هناك بعض الطلبات الخاصة بكلِّ منحة؛ مثل تقارير طبّية أو كشف علامات (يُطلب في المنحة الهنغارية تقريرٌ صحّي بخصوصِ أمراض مثل العوز المناعي المكتسب (الإيدز) والتهاب الكبد).
ينصح وسيم زملاءَه فيما يتعلّق باللغة مشيرًا إلى أنَّ متطلّبات شهادة اللغة تختلف من منحة إلى أخرى، ومن جامعة إلى أخرى ضمن المنحة نفسها، ومن برنامج إلى آخر ضمن الجامعة والمنحة نفسيهما.
وأمّا المنحة الهنغارية فإنَّ إثبات مستوى اللغة الذي كان قد قدَّمه وقُبِل من إدارة المنحة هو وثيقة النجاح في اختبارِ اللغة الإنجليزية للقيد في درجةِ الماجستير من المعهد العالي للغات التابع لجامعةِ دمشق، بعلامة قدرها 95/100 وهو فحص سهل نسبيًّا - علمًا أنَّ مستوى اللغة الإنجليزية المطلوب في البرنامج الذي اختاره كان B2.
وقد قدَّم بعض الطلاب الآخرين وثيقةَ تحديد مستوى من الـ British Council أو معاهد أخرى، وطبعًا شهادة اللغة عامل أساسي في التقدُّم إلى المنح.
وعن النقاط المهمّة في رسالةِ الدافع؛ فيجب أن تكون رسالةُ الدافع صادقةً وحقيقيةً ومقنعة، وأن يُربَط جيّدًا بين الخبرات السابقة وبين مجال الدراسة الذي سيُتقدَّم إليه.
يقول وسيم: لا أنصح أبدًا باستخدامِ رسائل دافع جاهزة أو سؤال شخص ما بكتابتِها عنك؛ نصيحتي هي محاولة جمع الخبرات السابقة كافة، ومن ثمَّ إيجاد رابط حقيقي بينها وبين مجالِ الدراسة القادمة، وإظهار الشغف والرغبة الحقيقيَين في دراسةِ هذا المجال.
*ملاحظة بالنسبة إلى رسالةِ الدافع في المنحة الهنغارية:
عند التقدُّم إلى المنحة يحقُّ للمتقدِّم اختيارَ 3 رغبات مختلفة وترتيبها حسب الأولوية الخاصّة به، ولكن المشكلة أنَّ رسالة الدافع التي يجب تقديمها هي رسالة دافع عامة وليست خاصة بأيِّ من هذه الرغبات الثلاث؛ لذلك يجب على المتقدِّم أن يحاول الربطَ جيّدًا بين مجالات الرغبات الثلاث وبين خبراته السابقة بطريقة سلسلة؛ خاصةً إذا كانت الرغبات المختارة متباينةً من حيث المجال أو التخصّص.
من ناحيةٍ أخرى، يقول وسيم عن عمليةِ اختيارِ الجامعات: كانت الأولوية بالنسبة إليّ هي الجامعات الموجودة في العاصمة ومن ثمّّ ترتيبها العام على مستوى هنغاريا؛ إذ كانت الرغبة الأولى هي جامعتي الحالية في مدينةِ بودابست، وكانت الرغبتين الثانية والثالثة في جامعةِ ديبرتسن؛ في مدينة ديبرتسن.
ومن أجلِ رفع احتمالية قبول الطالب في المنحة؛ يقول وسيم: برأيي الشخصي فإنَّ المعيار الأساسي لرفعِ احتمالية الحصول على أيّةِ منحة هو رسالة الدافع وطريقة كتابتها، إضافةً طبعًا إلى التحضير الجيّد للمقابلات (إن وجدت).
أمّا عند الوصول إلى مرحلةِ المقابلات؛ يقول وسيم: عند الوصول إلى هذه المرحلة في التقدُّم إلى المنحة؛ تكون قد اجتزْتَ 50% من المراحل.
في منحةِ الحكومة الهنغارية كان الهدف الأساسي للمقابلة هو التأكُّد من مستوى اللغة لدى المتقدِّم وخبراته السابقة، ومدى اطِّلاعه ومعلوماته عن البرنامج الذي تقدَّم إليه.
تتواصل كلُّ جامعة على حدة مع المتقدِّم لتحديدِ موعد المقابلة على الـ Skype، والأسئلة العامة التي ستدور عنها المقابلة.
يكون التحضير الجيّد للمقابلة عن طريقِ التحضير الجيّد للأسئلة المطلوب النقاش فيها، وأن يكون محتوى رسالة الدافع -المقدّمة مسبقًا- حاضرًا في الذهن.
تتراوح مدّة المقابلة بين 10-20 دقيقة غالبًا، وتكون سلسلةً ومريحة فما من داعٍ للتوتّر أو القلق.
يقترح وسيم الأمورَ الآتية التي تساعد على التخلُّص من التوتر:
- قبل المقابلة: تنظيم الأفكار وترتيبها ووضع نقاط أساسية أو رؤوس أقلام.
- في أثناءِ المقابلة: التحدُّث بثقة وهدوء دون اللجوء إلى السرعة في الكلام، ليس المهم الظهور بمظهرِ المتحدِّث الطلق باللغة الإنجليزية بقدرِ ما يهمّ التمكُّن من الأفكار، والقدرة على التواصل الجيّد مع لجنةِ المقابلة. (ففي النهاية هذه ليست مقابلة اختبار شفهي للغة الإنجليزية).
ينصح د. وسيم زملاءَه بالتحلّي بالصبر عند التقدُّم إلى المنح، وعدم فقدان الأمل من الحصول على المنحة، فهناك طلاب حالفهم الحظّ في الحصول على عدِّة منح في عدِّة دول من المرة الأولى.
يقول وسيم لزملائِه المقبلين على التقُّدم إلى المنح الجامعية: نصيحتي للمتخرّجين الجدد هي البدء بتجهيزِ الأوراق المطلوبة للمنح بالتزامن مع تجهيزهم أوراق التخرُّج؛ لأنَّ مواعيدَ المنح غالبًا ما تكون في نهايةِ السنة وبداية السنة الجديدة، وأن يحاولوا التركيز في الاختيار على البرامج التي لها ارتباط وثيق إمَّا بإحدى نشاطاتهم السابقة، وإمّا بخبرات عمليّة أو تلك التي أحرزوا فيها درجات مرتفعة في أثناءِ دراستهم.
ونصيحتي للطلاب عمومًا عند التقدُّم إلى المنح هي قراءة شروط كلِّ منحة ومعلوماتها من الموقع الخاص بها قبل التقدُّم إليها، لسببَين:
- معرفة ما الذي يهمّ أكثر لدى إدارة المنحة؛ المعدّل الدراسي.. الخبرات التطوعية.. المستوى المرتفع في اللغة؟ إلخ.. ومقارنة هذه الشروط بنقاطِ القوّة والضعف الموجودة لدى المتقدِّم، والتركيز على الاستفادة القصوى من نقاطِ القوة هذه في رسالةِ الدافع وتحسين نقاط الضعف قدر الإمكان.
- معرفة الوضع الذي ستكون عليه الحياة الدراسية والجامعية في حالِ الحصول على المنحة؛ سواءً من ناحيةِ الراتب الشهري أو السكن أو التفاصيل الأخرى.
يختتم د. وسيم بملاحظاتٍ عامة عن الدراسة والمعيشة في هنغاريا:
- التحقُّق دائمًا من الـ Spam أو الـ Junk في بريدِك الإلكتروني؛ يقول: "وصلني إيميلُ تحديد موعد مقابلة الجامعة لرغبتي الأولى على الـ Junk mail ولم أكتشف ذلك إلّا بعد انقضاء موعد المقابلة، ولحسنِ الحظ تواصلت معهم وقاموا بإعادتِها".
- الدراسة في جامعاتِ العاصمة بودابست لها إيجابيات؛ مثل الترتيب المرتفع للجامعة على مستوى البلاد، وفرصة الإقامة في مدينة جميلة مثل بودابست التي يتوفّر فيها كلُّ ما يُحتاج إليه.
ولها سلبيات أيضًا؛ مثل السكن الجامعي والأسعار المرتفعة مقارنةً بالمدن الأخرى التي يغلب عليها انخفاضُ الأسعار والسكن الجامعي الأفضل، ولكن مع عدم توفُّر كلِّ الخدمات المتاحة في العاصمة.
- تحتاج الدراسة باللغة الإنجليزية -لمَن درس سابقًا باللغة العربية- إلى بذلِ جهد مضاعف للتمكُّن الجيّد من المعلومة، والتواصل سيكون باللغة الإنجليزية على نحو كامل، إضافةً إلى الحاجة إلى المتابعة اليومية للدراسة؛ لذلك إذا لم تكن متأكّدًا من قدرتِك على تحمُّل ضغوط الدراسة وتغيير اللغة والعوامل الأخرى فلا تحجز فرصةَ غيرك في الحصول على المنحة، سواءً بوصولِك إلى هنا أو باجتيازِ مراحل القبول في المنحة ثمَّ رفضها.
- المنحة غير شاملة لتكاليفِ السفر، والراتب الشهري لأوّل شهرين يتأخّر تسليمه؛ بسببِ إجراءات فتح حساب بنكي وغيره، والراتب الشهري قد لا يكون كافيًا أيضًا؛ وبالتالي على المتقدِّم وضعُ جميع هذه التفاصيل في الحسبان عند البدء بإجراءاتِ الفيزا والوصول إلى هنغاريا.
يقول د. وسيم: لحظةُ الحصول على المنحة كانت من أجملِ اللحظات التي عشتها؛ لأنَّني كنت أشهد ظروفًا صعبةً على صعيدِ التخطيط للمستقبل الدراسي والحياتي، وكان يشوبها بعضٌ من التوتّر كونها خطوة جديدة ستؤثِّر في مستقبلي كلّه.
منظّمة "الباحثون السوريون" وفريق صناعة الباحثين يرجون للصديق وسيم دمشقي دوامَ التميّز والنجاح، والتوفيق لجميعِ الأصدقاء المقبلِين على التقدُّم إلى منحٍ دراسية.
للتعرُّف إلى المنحة الهنغارية:
هنا