سلسلة مباني غريبة حول العالم (ج2) : Habitat 67
العمارة والتشييد >>>> سلسلة مباني غريبة حول العالم
هل من الممكن حل مشاكل الكثافة السكانية ضمن المدن دون تكديس السكان ضمن أكوام من البيتون؟
فينا نحصل على فسحة الضواحي ونبقى عايشين بالمراكز والمدن؟
Habitat 67 حل هالمشكلة بطريقة إبداعية وطليعية
مصممه هو المعماري Moshe Safdie، المكان الذي قُدم المشروع فيه هو المعرض العالمي لعام 1967. وكان المقصد من إنشائه هو خلق حل تجريبي لمشكلة الإسكان في البيئات الحضرية ذات الكثافة العالية.بدأ Moshe Safdie بتجريب احتمالات مختلفة من مطبقيات* مسبقة الصنع لتخفيض تكاليف الإسكان وإدخال نوعية إسكانية تسمح بوجود ميزات الضواحي في مدينة ذات نمو عماري شاقولي.
في "نظرة على المسكن 67"، يؤكد المعماري أهمية المشروع بقوله أن "المسكن 67 هو اثنان في واحد، فهو أولا يتضمن فكرة سبق الصنع [ومافيها من ميزات]، وهو ثانيا يتضمن إعادة بناء تصاميم الشقق في نماذج جديدة".
© (2001) Canadian Architecture Collection, McGill University
بدأ المشروع كأطروحة للمعماري في جامعة McGill في عام 1961 بعنوان "حالة حياة مدينة" ثم لاحقا وبعد سنتين، وعندما كان سافدي ما يزال في الثالثة والعشرين من عمره، ومتدربا في استديوهات لويس كان، دعاه ساندي فان جينكل، والذي أشرف أيضا على أطروحته، لأن يقدم فكرة المشروع للمعرض العالمي لعام 1967.بنى سافدي نظريته الأصلية في خطة عامة تتضمن مراكز للتسوق، ومدرسة، وألف وحدة سكنية. وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أن الحكومة االكندية اعتمدت نموذجه مع بعض التحفظ.
إذ أن حجم المشروع قد خُفض ليصبح 158 وحدة سكنية فقط.يتكون "المسكن 67" من 354 وحدة مسبقة الصنع ومتطابقة مع بعضها البعض، وتدعى الصناديق، مجمعة كلها في تشكيلات مختلفة وموصولة بكابلات فولاذية.تتنوع الشقق في الحجم والشكل حيث أن الواحدة منها مصنوعة من مجموعة تتكون من صندوق واحد وحتى الأربعة صناديق. مساحة الصندوق الواحد هي 60 مترا تقريبا، ويمكن الوصول إلى الشقق عبر سلسلة من المماشي والجسور بالإضافة لثلاث نوى هي مصاعد موجودة لتخديم الطوابق العليا.
via arkitectos.blogspot.com
بالنسبة للمرافق الخدمية ومواقف السيارات، فهي مفصولة عن طرقات وحدات السكن، وموجودة في الطوابق السفلى.عملية تصنيع الصناديق ذات التسعين طنا تتم في موقع العمل، ويتم تشكيل قوالبها الأساسية باستخدام أقفاص من الفولاذ المسلح بأبعاد 11.5 مترا طولا و5 أمتار عرضا تقريبا. وبعد أن يتصلب الصندوق البيتوني، يتم نقله إلى خط تجميع لتركيب الأنظمة الكهربائية والميكانيكية له بالإضافة لنظام العزل والنوافذ. ثم تتم الإنهاءات بتركيب وحدات المطابخ والحمامات ليتم في النهاية رفع كل واحدة لمكانها المعتمد باستخدام الروافع. الهدف من كون الوحدات مسبقة الصنع في الموقع هو تخفيض كلفة الإنتاج وهو ما كان يريده المعماري في رؤيته بغية خلق مجمعات سكنية بأسعار مناسبة، ولكن التخفيض الذي حصل على حجم المشروع زاد الكلفة الإجمالية عن تلك المتوقعة بكثير.
© (2001) Canadian Architecture Collection, McGill University
ولكن وبالرغم من فضل مشروع "المسكن" في خلق نزعة جديدة في عالم الإسكان مسبق الصنع إلا أنه قدم نوعية إسكانية فعالة ومتكيفة مع الموقع في نفس الوقت. فقد استطاع سافدي يتصفيته للصناديق البيتوينة في تشكيلات هندسية متنوعة أن يكسر التقليد المتبع في الطابقية المتعامدة، بوضعه لكل صندوق على بعد خطوة عن جاره. هذه الطريقة العبقرية زودت كل شقة بحديقة من السطح الذي يخلقه سقف جارتها، بالإضافة لمجرى هوائي دائم وإضاءة طبيعية قصوى. كلها ميزات لم يكن بالإمكان الحصول عليها في مجمعات شققية مكونة من 12 طابقا. وبهذا يكون "المسكن 67" الأول في دمجه بين نوعيين سكنيين مختلفين تماما، وهما المنازل ذات الحدائق والشقق الطابقية.
© Jade Doskow
في السنوات التي تلت المعرض العالمي لعام 1967، تم بناء العديد من "المساكن" حول العالم في نيويورك في عام 1967 وبورتوريكو في 1968 وإسرائيل في 1969 وروتشيتر في 1971 وطهران في 1976. وبالرغم من أن معظم أجنحة المعارض العالمية تفكك عند الانتهاء من المعرض، إلا أن "المسكن 67" قد حافظ على هدفه الأساسي وهو للآن تحت الخدمة كمجمع سكني. وكبقية أيقونات المعارض الكبرى، كالقصر الكريستالي وبرج إيفل، مازال "المسكن 67" مزدهرا بالرغم من تجاوزه لعمره الافتراضي، ليعد الآن رمزا لذاك العصر.
"المسكن 67" ليس فكرة ثورية في عصره وحسب، بل مازال نموذجه يستخدم على مر العقود. يشابه "المسكن 67" خطة أخرى في تصميم قلعة "كافكا" للمعماري ريكاردو بوفيل في عام 1968.
Photo by Gergely Vass via Wikimedia Commons
*مطبقية: يقابله مصطلح عند المعماريين (موديول: Module) وهو عبارة عن الوحدة المتكررة.
برأيكون كيف حول Moshe Safdie مشروعو لفكرة عالمية؟ شو الشي يللي كان متوفر عندو وما كان متوفر عند غيرو؟ هل الأسباب يللي خلت مشروعو على هل المستوى هية أسباب ذاتية ولا أسباب موضوعية؟
مزيد من الصور:
via studio3postindustrial.wordpress.com
© (2001) Canadian Architecture Collection, McGill University
© (2001) Canadian Architecture Collection, McGill University
المصدر: هنا
حقوق صورة الغلاف: © Wladyslaw via Wikimedia Commons