معاناةٌ لن يفهمها سوى عازفو الآلات الوترية!
هل تعلم والإنفوغرافيك >>>> كاريكاتير
ما رأيكم إذًا بالتعرُّف إلى لمحةٍ تطورية عن تلك القبضة التي يثير تذكُّرها الشجون؟؟!! 😀
تذخرُ الفترة الممتدة بين القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر بكثيرٍ من التغيُّرات التي شهدتها الأوساط الموسيقيةُ وما زلنا نلحظُها حتى الآن، ويشمل ذلك الإمساك بأقواس الآلات الوترية، فعلى الرَّغم من دقة هذا التفصيل وصِغره، لكنَّه يعدُّ أساسيًا في تقديم عدَّة تقنياتِ عزفٍ لم يكن معظمُها سيشهد النور لولا تطوّر صناعة الأقواس في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكان ذلك على يد الصانع الشهير فرانسوا زافييه تورت François Xavier Tourte الذي يعود إليه الفضل الأكبر في شكلِ القوس الذي نعرفه اليوم.
ويعلم العازفون أن طريقة إمساك القوس عاملٌ أساسي في إصدار ألوانٍ مختلفة من الأصوات والتأثيراتِ الصوتية وتحقيقِ أكبرِ استفادةٍ ممكنةٍ من قدرةِ الآلات الوترية التي تتميز بكونها تشمل مجالًا واسعًا من الطبقاتِ الصوتية.
ويذكر أن عدَّة اساليب للإمساك بأقواس الآلات الوترية قد ظهرت على نحوٍ متزامن في الفترة الواقعة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكثيرًا ما انقسمت آراءُ عباقرة العزف على الآلات الوترية، فمنهم من أيد إمساك القوس من منطقة الضفدع أو ما يُعرف بالجوزة Frog، بينما خالفهم آخرون مؤكدين على ضرورةِ إمساكه فوق منطقة الجوزة بقليل لتأمين تحكمٍ ومرونةٍ أفضل.
كذلك اختلفوا بخصوص تباعد الأصابع، فمنهم من أيَّد التصاق بعضِها ببعض، ومنهم من دعا إلى فصل إصبع السبابة لاستخدامِها عند الرغبةِ بإصدارِ صوتٍ أكثرَ قوةً.
وكما ترون أعزاءنا، فإنَّ تلك المعاناة الظاهرةَ في الصورة أمامكم قد جاءت حصيلةَ اختلافاتِ أكثرِ المؤلفين الموسيقيين شهرةً على مرِّ الزمن، وما بيدنا حيلة سوى أن نعمل جاهدين حتى نتمكن من إتقانِها.. ولا تنسوا الابتعاد عن إمساك القوس بقبضةٍ مستوية، فمن شأن ذلك أن يُحدث توتُّرًا شديدًا في الإبهام يعيقُ الحركة والعزف بمرور الوقت، فضلًا عن أنكم ستخاطرون بفقد التوازن والمرونة اللذان تؤمنهما الأصابع الباقية.. وحظًا موفقًا في تدريباتكم!
المصدر:
هنا