هل مِن علاقة -كما هو شائع- بين الإصابة بالسرطان والمُحلِّيات الصناعيّة كالسكارين والأسبارتام؟!
الطب >>>> سؤال طبي
شاركونا النقاش؛ وانتظروا إجابتنا غدًا في الموعد نفسه.
أُلقيت أصابع الاتّهام على المحليات الصناعيّة بوصفها واحدة من العوامل المحرّضة على الإصابة بالسرطان منذ سبعينات القرن الماضي؛ ذلك عندما أظهرت مجموعة من الدراسات المجراة على القوارض ارتفاعًا ملحوظًا في عامل خطورة الإصابة بسرطان المثانة عند إدخال جرعات عالية من السكارين saccharin (محلي صناعي) ضمن نظامهم الغذائي. وهنا بدأ النقاش، وانّكبت الجمعيات والمؤسسات المعنيّة بالرعاية الصحيّة على إجراء الدراسات والتجارب متبوعةً بالعديد والعديد من الإحصائيات والنتائج المتباينة.
بدايةً؛ لنلقي نظرة سريعة إلى المحليات الصناعيّة، واستخدامها:
تدعى "بدائل السكر" أيضًا، وهي عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية منخفضة/معدومة السعرات الحرارية، وتُستخدم بديلًا عن السكروز sucrose (سكر المائدة) لتحلية الأطعمة والمشروبات، ولها مذاق أكثر حلاوة من سكر المائدة عدّة مرّات، ولذلك؛ هي غالبًا ما تستقطب متّبعي الحميات الغذائيّة منخفضة السكر.
وتضاف المحليات الصناعيّة إلى العديد من الأطعمة المعالجة مثل :
- المشروبات الغازية
- السلع المخبوزة
- الحلويات
- الأغذية المعلّبة
- المربيات
- منتجات الألبان
قد جرى تقفّي آثار المحليات الصناعيّة عدّة عقود من الزمن، وِضِعَ فيها السكارين saccharin ضمن القائمة السوداء لكونه مادّة خطيرة لها آثار ضارة في الجسم البشري، إلى أن أعلن المعهد الوطني للسرطان NCI وغيره من وكالات الصحة العامة عدمَ وجود دليل علمي سليم يشير إلى تسبب أيّ من المحليات الصناعيّة المُصدّق عليها في الولايات المتحدة الإصابة بالسرطان أو أيّ من المشكلات الصحيّة الخطيرة. وأُدرِج السكارين وغيره من المحليات الصناعية ضمن المواد "الآمنة" عند استهلاكها بكمياتٍ محدودة؛ إذ وافقت وكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بتصريحٍ لها على عدة محليات صناعيّة شائعة في الأسواق منها: السكارين saccharin – الأسبارتام aspartame – نيوتام neotame – السكرلوز sucralose، ووضعت "كمية يومية مقبولة" ADI لكل مادة على حدة لترشيد استهلاكها.
ما الّذي أظهرته الدراسات عن احتماليّة كون أشهر المحليات الصناعيّة سببًا من أسباب الإصابة بالسرطان؟
- السكارين Saccharin :
صنّف سنة 1981 في البرنامج الوطني الأمريكي لعلم السموم NTP ضمن قائمة المسرطنات البشريّ، وظلّ فيها إلى أن أنصفته الدراسات والإحصائيات وأُخرج من هذه القائمة عام 2000 إلى قائمة المواد الآمنة.
- الأسبارتام Aspartame :
أتت الموافقة عليه من قبل وكالة الغذاء والدواء الأمريكية FDA سنة 1981 بعد عدّة تجارب واختبارات أكّدت عدم تسببه بالسرطان أو أيّ آثار أخرى ضارّة على حيوانات التجربة، وأظهرت إحدى الدراسات التابعة للمعهد الوطني للسرطان NCI سنة 2006 أنّ الاستهلاك الزائد للمشروبات الحاوية على الأسبارتام غير مرتبط بسرطان الدماغ أو اللوكيميا (ابيضاض الدم) أو اللمفوما.
- السكرلوز Sucralose :
صدرت الموافقة عليه بوصفه عاملًا محلِّيًّا لبعض الأطعمة بعد عدّة دراسات كشفت عنها منظمة FDA أكّدت مأمونية استخدامه محلّيّ أطعمة عام.
تصنيف المحلّيات الصناعيّة ضمن قائمة المواد "الآمنة" للاستهلاك؛ هل يجعل منها صحيّة !؟
يدّعي مُصنعو المواد الغذائيّة أنّ المحلّيات الصناعيّة تقي من تسوس الأسنان وتنظم مستوى السكر في الدم وتحافظ عليه وتقلل من كمية السعرات الحرارية المتناولة، والمفاجئ أن هيئة سلامة الغذاء الأوروبيّة EFSA أكّدت صحة بعض هذه الادعاءات فيما يخص بعض المواد مثل : الكزيليتول، السوربيتول والسكلرلوز وغيرها.
ولكن هذا لا يشجع استهلاكها أو استهلاك الأطعمة التي تحويها، فعمومًا؛ لا توجد فوائد صحيّة دائمة للمحلّيات الصناعيّة، ومن الضروري مراقبة المدخول اليومي والحفاظ على مستوى ثابت لهذه المواد داخل أجسادنا.
المصادر :
1- هنا#
2- هنا
3- هنا
4- هنا
5- هنا
6- هنا