الدّراسات المقطعيّة المستعرضة Cross-Sectional Studies
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> البحث العلمي
كيف تُصمّم هذه الدراسة وعلامَ تُبنى؟
كما ذكرنا آنفًا؛ يقيس الباحث الحصيلة أو النّتيجة والتعرّض لعوامل الخطر عند المشاركين في الدراسة في الوقت نفسه، ويمكن أن يدرس ارتباط العوامل مع بعضها، وبعد الدخول في الدراسة، ومن الممكن أيضًا أن يوظف الباحث المشاركين في الدراسة ودراسة النتائج في المجتمع، ويمكن له أن يقدّر مدى انتشار النتيجة في الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أيضًا.
ولهذه الدراسة نوعان: إمّا أن تكون وصفيّة و تستخدم لتقييم عبء مرض معين في مجموعة محددة من السكان، على سبيل المثال؛ يمكن استخدام عينة عشوائية من المدارس في جميع أنحاء لندن لتقييم مدى انتشار الربو بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عامًا.
وإما أن تكون تحليليّة تُستخدم للتحقيق في العلاقة بين عامل الخطر المفترض والنتيجة الصحية، ولكنَّ هذا النوع من الدراسة محدود في قدرته على استخلاص نتائج صحيحة فيما يتعلق بالارتباط بين عامل الخطر والنتيجة، ومن المهم أن نقول أنّه في أيّ مسح مقطعي مستعرض؛ تُقاس عوامل الخطر والنتائج في وقت واحد؛ ما قد يؤدي إلى صعوبة تحديد ما إذا كان التعرض قد سبق المرض أو العكس.
في الممارسة العملية؛ ستشمل الدراسات المستعرضة عنصرًا لكلا النوعين من التصميم.
القياسات في الدراسة المستعرضة:
- قد تُستخدم تصميمات الدراسة المستعرضة للمسوحات السكانية.
- ويمكن استخدامها لتقدير مدى انتشار مرض أو عادة في الدراسات السريريّة.
- ويمكن استخدامها لحساب نسب الأرجحية OR.
أمّا عن نقاط قوة الدراسات المستعرضة نقول:
1- يمكن إجراء دراسات مستعرضة على نحوٍ سريع نسبيًّا.
2- غير مكلفة، وخاصة عند مقارنتها بدراسات الحشد (الدراسات المستقبلية أو الاستهلالية prospective)
3- تُجرى هذه الدراسات إما قبل التخطيط لدراسات الحشد وإما لتكون قاعدة للبدء بدراسات الحشد.
4- تزودنا بمعلومات عن مدى انتشار النتائج أو التعرض؛ هذه المعلومات تكون مفيدة لتصميم دراسات أخرى.
5- قد تكون تصميمات الدراسة هذه مفيدة في تخطيط الصحة العامة ومراقبتها وتقييمها.
فعلى سبيل المثال؛ أجرى برنامج مكافحة الإيدز الوطني مسوحات مستعرضة بين مجموعات معرضة لخطر الإصابة وأمهات في فترة ما قبل الولادة كل عام؛ ذلك من أجل مراقبة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في هذه المجموعات.
- تُجمع البيانات على جميع المتغيرات مرة واحدة فقط.
- قادرة على قياس انتشار جميع العوامل قيد البحث، ويمكن دراسة العديد من النتائج وعوامل التعرض.
- جيدة للتحليل الوصفي وتوليد الفرضيات.
محدوديّات الدراسة المستعرضة:
1- لمّا كانت هذه الدراسة تقيس التعرض والنّتيجة مرّة واحدة؛ فمن الصعب استنباط علاقات سببية من نتائجها.
2- هذه الدراسات معرّضة لبعض الانحيازات، فعلى سبيل المثال: إذا كنّا نرغب في دراسة العلاقة بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة وزيادة الوزن/السمنة؛ نجري دراسة مستعرضة ونجهّز 250 فردًا ونقيّم عاداتهم الغذائية، وأنشطتهم الرّياضيّة ومؤشر كتلة الجسم في نقطة زمنية واحدة، والانحياز هنا هو أن الأفراد الخاضعين للدراسة يبدؤون بتغيير عاداتهم وأنشطتهم لتصبح أفضل من أجل الدراسة، وذلك قد يخالف مايفعلونه عندما لا يكونون تحت الدراسة.
3- يعتمد انتشار النتيجة على حدوث المرض بالإضافة إلى طول فترة البقاء بعد النتيجة.
على سبيل المثال: حتى إذا انخفض معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (عدد الحالات الجديدة) في مجتمع بعينه؛ فقد يزداد الانتشار (إجمالي عدد الحالات القديمة والجديدة)، وقد يكون هذا بسبب الحالات الإيجابية المتراكمة لفيروس نقص المناعة البشرية على مدى فترة. وبذلك؛ قد لا يكون إجراء هذا النوع من الدراسة كافيًا لفهم اتجاهات المرض في هذه الحالة.
4- غير مناسبة لدراسة الأمراض النادرة أو الأمراض مدة قصيرة، ولأنها تقيس الحالات السائدة وليس الحوادث؛ فإن البيانات ستعكس دائمًا محددات البقاء بالإضافة إلى المسببات المرضية.
5- غير قادر على قياس الحدوث، وقد يكون من الصعب تفسير الارتباطات التي استُنتجت.
ما سبق بلمحة:
في الدراسة المستعرضة؛ يقيس الباحث النتيجة ومدى تعرض المشاركين في الدراسة في الوقت نفسه، بخلاف دراسات الحالات والشواهد (اختيرَ المشاركون بناءً على حالة النتيجة) أو دراسات الحشد (اختير المشاركون بناءً على حالة التعرض)؛ بل نختار المشاركين في دراسة مستعرضة بناءً على معايير الاشتمال والاستبعاد المحددة للدارس فقط، ويمكننا قياس مدى انتشار المرض أو حساب نسب الأرجحيّة OR مقياسًا للترابط، وتُجرى هذه الدراسات على نحوٍ أسرع نسبيًّا وتكون غير مكلفة. ومع ذلك، وبسبب طبيعة تصميم الدراسة عمومًا؛ من الصعب استنباط علاقات سببية من التحليل المقطعي.
المصادر:
هنا
هنا
هنا