المراجعة الأدبيّة Literature review
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> البحث العلمي
تُعرّف المراجعة الأدبيّة بأنها مراجعة شاملة تناقش النصوص العلمية أو الأدبية بأسلوب يسمح للكاتب بشرح فكرته عن الموضوع المطروح مع المحافظة على صحة المصادر دون تحريف أو إبداء آراء متحيّزة لجهة ما دون غيرِها.
وتقوم المراجعات الأدبيّة على مخطط تنظيمي يشمل مصطلحين أساسيين هما: التلخيص والتأليف. التلخيص summary هو ذكر الأفكار والمعلومات عن الموضوع على ذمّة المصدر، في حين أنّ التأليف synthesis هو إعادة تنظيم المعلومات وتشكيلها أو ربطها مع مواد ونقاشات سابقة بالطريقة التي تتيح للقارئ فهم النصِّ والهدفِ منه.
وقد لا تُنصِف تسميتها بالمراجعة الأدبيّة أهميَّةَ كونها دليلًا مفيدًا وحجر أساس للأوراق البحثيّة؛ وتأتي تلك الأهمية من كونها تساعد على:
- تعقب التقدم الفكري في مجال معيّن بما فيها النقاشات الرائدة.
- إعطاء شروحات جديدة عن أبحاث قديمة، أو ربط هذه الشروحات الجديدة بالقديمة.
- تحديد نقاط الضعف التي خلَت بموضوع بحث محدّد.
وبالإضافة إلى مزايا الأبعاد التحليليّة السابقة؛ تساعد ممارسة المراجعة الأدبيّة الباحثَ على الوصول إلى المعايير الأكاديميّة في بحثه عن طريق:
- تحديد أهداف واضحة للبحث.
- اختيار أساليب بحثيّة ملائمة.
- ربط نتائج أبحاث ذات صلة.
- تخطيط مناسب لبنية الإعداد.
وقد أتاحت للباحثين الأكاديميّن فرصةَ بقائهم على صلة بآخر المستجدات في ميدانهم الخاص.
ويرتبط فشل إخراج مراجعة أدبيّة ذات جودة عالية بمشكلات متعددة تخلُّ بتعريف الأُطر المفاهيمية الخاصّة بالبحث؛ كتكرار بحث غير مدعوم نظريًّا أو ضعيف من الناحية المنهجية. إذ يتطلب البحث الجيّد محققين ذوي خبرة وقادرين على إيضاح هدفه عن طريق اختيار النهج الأفضل لأسئلة بحثيّة ذات صلة.
وعليه؛ يساعد إعداد مراجعة أدبية على نحوٍ صحيح الباحثينَ -مبتدئين كانوا أو متمرسين- على اختيار أساليب بحثية صارمة ودقيقة.
وهناك ثلاثة مصادر تساعد الباحث على الوصول إلى هدفه بسرعة وبدقّة عالية في أثناء كتابته المراجعة الأدبيّة :
- الموارد البشريّة Human Resources:
أمين المكتبة الطبيّة على سبيل المثال؛ فهو يساعد على نقل أهداف بحث معيّن إلى إستراتيجيّة بحث فعّال، وعلى تزويد الباحثين بمصادر معلومات متوافرة أو أبحاث أخرى بأهداف مشتركة.
- أدوات البحث والأدبيّات ذات الصلة Search Tools & Related Literature:
لحسن الحظ؛ تتوفر مصادر معلومات ممتازة تسهّل إتقان ميكانيكيّة البحث مثل التقارير والمؤتمرات والنقاشات والكتب ذات الصلة وغيرها من أدوات البحث التي تؤمن اقتباسات وشروحات للمقالات المختارة.
ولتحقيق النتيجة المثلى؛ يَتّبع معدّو المراجعة الأدبيّة منهجيةً في رسم أفكارهم وتلخيصها:
- بلورة موضوع البحث:
في حال كان الموضوع مبهم بعض الشيء؛ فمن الجيّد الاستعانة بالمرشد المختص لتوضيح بعض النقاط:
- ما هي أنواع مصادر المعلومات ( كتب أم مقالات أم مواقع)؟
- كم مصدر يحتاج موضوع البحث؟
- هل يجب عليك تقييم هذه المصادر؟
- هل يجب عليك تلخيص المعلومات فحسب، أو نقد المصادر عن طريق جلب قضايا وموضوعات أخرى شائعة؟
- إيجاد نماذج أخرى شبيهة بموضوع البحث الخاص بك:
الأمر الذي يساعد على سرعة بلورة الموضوعات التي قد تجتمع مع نقاط اهتمامك وتساعد على تنظيم المراجعة بأكملها.
ويعدُّ كلٌّ من الفهارس وقسم الموارد الذي استخدمته نقطةَ بداية جيّدة لإيجاد نماذج شبيهة بموضوع البحث.
- تضييّق نطاق البحث عن طريق الالتزام بالموضوع :
توجد المئات ولربّما الآلاف من الدراسات والمقالات عن معظم مجالات العلوم والفنون، وكلّما ضاق نطاق البحث؛ تسهل عملية إيجادُ المصادر التي قد تكون غنيّة ومفيدة، ورفضُ أخرى قد تكون مسهبة وخارج موضوع البحث.
- أخيرًا؛ الاطّلاع على موعد نشر هذه المصادر (قديمة أم جديدة):
تظهر أهمية هذا الأمر عند كتابة مراجعة أدبيّة عن موضوع طبي يناقش مرضًا محدّدًا؛ فالأبحاث والعلاجات الطبيّة في تغيّر دائم، وهنا تتضاعف المهمة بإيجاد آخر المستجدات، أمّا المراجعات الأدبيّة عن العلوم الإنسانيّة والاجتماعية كالتاريخ أو الفن فلا تهتم بهذه القاعدة كثيرًا.
تأتي أهميّة المراجعات الأدبيّة في الوقت الحالي من كونها الداعم الأساس في الأوراق البحثيّة الأكاديميّة، وتؤمن للباحثين رؤية أفضل عن الموضوع وتساعدهم على بناء دراسة بنتائج قويّة وفعّالة من جهة، وتضع المهتمين بالموضوع بصورة البحث في حال نشرها ضمن مجلّة أو جريدة من جهة أخرى، ومن المهم في هذه الحالة التركيز على المصطلحات المستخدمة والتكلّم بلغة القارئ والتخلّص من المصطلحات العاميّة غير الضروريّة.
المصادر:
1) هنا
2) هنا
3) هنا