هل للتوقعات المسبقة وممارسة الرياضة أثرٌ في تسكين الألم؟!
الطب >>>> معلومة سريعة
لتجربة مؤلمة و قبل إدراكه مدى شدّة هذا الألم، فقد أثبتت الأبحاث أن عمليّة الألم واللذة مرتبطان بقوّة! إذ من الممكن أن يؤثر التوقّع المسبق الإيجابيّ في تجربة الألم وفي الطعم غير المحبّب وفي الاستجابة العاطفيّة للمؤثرات البصريّة غير السارّة؛ ذلك عن طريق تخفيض المعالجة الحسيّة لتلك المحفّزات المزعجة.
وتخفف قوّة الدماغ البشريّ من الشعور بالألم إذا وُضع توقّع مسبق بعدم أهميّته؛ إذ تتحفّز مناطق في القشرة الدماغيّة مسؤولة عن الشعور بالمكافأة، وهي مناطق مشابهة لتلك التي تُحفَّز عند الشعور بالمتعة، ويزداد تفعيل النواقل التي يُعتقد بأنّها تثبّط الإشارات المسؤولة عن الشعور بالألم. وعلى العكس من ذلك؛ تسبب التوقّعات السلبيّة كالشعور بالقلق أو اليقظة تضخيمَ الإشارات الحسيّة الواردة إلى القشرة عند التعرّض لتجربة مؤلمة، و تحفيزَ مناطق في قشرة الدماغ مسؤولة عن الشعور بالألم.
وفي دراسة حديثة أُجريت على مجموعة من المتطوّعين في الولايات المتحدة، لوحظ تأثير كلّ من التوقّعات المسبقة الإيجابيّة والسلبيّة بالإضافة إلى التمرينات الرياضيّة في الشعور بالألم؛ إذ أُعلم المتطوعون بأنهم سيتعرّضون لمنبه حراريّ مؤلم يتنوّع بالشدّة بين عال و متوسّط ومنخفض، ثمّ طلب منهم توقّع شدّة الألم ضمن المجال من 0 ( أي لا ألم يذكر) إلى 100 ( أعلى قيمةِ ألم يستطعيون تحمّلها)، ومن ثمّ عُرّضوا جميعًا -على اختلاف توقّعاتهم- لألم متوسّط الشدّة فقط، ثم أجري تقييم لشدّة الألم الذي تعرّضوا له، وطلب من نصف المشاركين إجراء تمرينات، وتبيّن أنّ المشاركين الذين توقّعوا شدّة ألم أقل؛ قيَّموا الألم الذي تعرّضوا له تقييمًا مشابهًا لتوقّعاتهم، على العكس من المشاركين الذين توقعوا شدّة ألم عالية؛ إذ شعروا بألم أكبر على الرغم من أنّهم تعرّضوا للمنبّه ذاته، وجديرٌ بالذكر أنّ التمرينات عزّزت من تسكين الألم مقارنةً بوضع الراحة.
ولهذه الدراسات أهميّة كبيرة في تغيير الحالة الإدراكيّة والوجدانيّة للمرضى الذين يعانون آلامًا مزمنة، وفي توجيههم نحو التركيز على الآثار الإيجابيّة، وعلى ممارسة الرياضة من أجل السيطرة على الألم، فضلًا عن أنّها تفسح المجال أمام مزيد من الدراسات عن السيطرة غير الدوائيّة على الألم، فربّما قد تكون لمسة (مؤلمة) لكنّها (ممتعة)!
المصادر:
1- هنا
2-هنا
3-هنا