تأكيد اكتشاف أول كوكب بحجم الأرض قابل لنشوء حياة عليه
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
أكدت الأرصاد التي قام بها كل من مرصد كيك ومرصد جيميني وجود كوكب بحجم الأرض تقريباً يدور على مسافة آمنة من نجمه الأم تسمح بنشوء حياة على سطح الكوكب. تم الاكتشاف الأولي بواسطة تلسكوب كبلر التابع لـ NASA ضمن مجموعة محدودة من الكواكب الأصغر حجما والتي تم تأكيدها باستخدام المراصد الضخمة الموجودة على الأرض. كما يؤكد هذا الاكتشاف أنه يمكن العثور على كواكب مشابهة للأرض (من ناحية الحجم) تدور ضمن المناطق الآمنة القابلة للعيش حول نجومها الأم. تشرح الكاتبة الرئيسية للبحث المنشور والباحثة في مركز Ames التابع لناسا إيليزا كوينتانا أن ما يجعل هذا الاكتشاف قوياً بشكل مميز أن هذا الكوكب الذي يدور حول نجمه الأم الأبرد من الشمس مع اربعة كواكب أخرى يقع على مسافة مناسبة من النجم الأم تسمح بوجود الماء في الحالة السائلة على سطحه. وهي المسافة التي تدعى عادة المنطقة الأمنة أو المنطقة الصالحة لنشوء حياة. يبين العالم ستيف هويل من مشروع تلسكوب كبلر أن قدرة تلسكوب كبلر أو أيّ تلسكوب حالي لا تستطيع بشكل مباشر تحديد وجود كوكب بهذا الحجم على هذه المسافة الصغيرة من نجم صغير كالنجم الأم فكل ما يستطيع كبلر رؤيته في تلك الحالة كان تغيراً في اضاءة النجم قد تكون بسبب عبور كوكب يدور حول النجم بيننا وبين النجم وقد يكون ناتجا عن عدة أسباب اخرى. ولكن ماقام به العلماء باستخدام أرصاد تلسكوبي كيك وجيميني هو حذف بقية الاحتمالات التي قد تسبب ما رصده تلسكوب كبلر من تغيرات طفيفة في اضاءة النجم مما يجعل الخيار المنطقي الوحيد هو افتراض وجود كوكب بحجم معين يدور حوله ويعبر خط النظر بيننا وبين النجم الأم وبالتالي يجعل اضاءة النجم تتغير بشكل طفيف جدا. وقد استخدم الفلكيون التقنيات البصرية المتطورة خاصة الموجودة في تلسكوب كيك لحذف بقية الاحتمالات كوجود نجم مرافق يعبر أمام النجم الأصلي مسببا هذه التغيرات في الاضاءة. ويضيف هويل أنه من الصعب اكتشاف وتأكيد حالات الكواكب الشبيهة بالأرض ولكن العلماء يرغبون بالبحث عن المزيد بعد أن وجدوا واحداً الآن ولا شك أن مرصدي جيميني وكيك سيلعبان دوراً أساسيا في ذلك. النجم الأم المسمى Kepler -186 هو نجم قزم يبعد عنا مسافة 500 سنة ضوئية في كوكبة الدجاجة. النجم أخف بنصف مليون مرة من أضعف نجم يمكن رؤيته بالعين المجردة. وفي حين أن الكواكب الأربعة الباقية تدور على مسافة قريبة بسرعة حول هذا النجم فالكوكب الخامس المسمى Kepler- 186f يدور ضمن المنطقة الصالحة لوجود حياة حول النجم. اكتشف كبلر وجود هذا النظام الكوكبي كما شرحنا بطريقة العبور أي عندما يتغير ضوء النجم نتيجة لمرور الكواكب أمامه. وقد اكتشف تلسكوب كبلر أكثر من 3800 كوكب بهذه الطريقة. تمكن فريق البحث من فحص المنطقة المجاورة للنجم والممتدة على مسافة تعادل المسافة بين الشمس وكوكب المشتري بحثا عن أي نجم مرافق يمكن أن يسبب هذه التغيرات في الاضاءة وقد فعلو ذلك بواسطة أداة خاصة تدعى DSSI وضعها فريق هويل ضمن تلسكوب جيميني. توماس باركلي أحد المشاركين في تأليف البحث والعضو في فريق تلسكوب كبلر وضح أن الأرصاد من تلسكوبي كيك وجيميني مجتمعة بالإضافة إلى بعض الحسابات العددية والبيانات تسمح لنا بأن نكون متأكدين من اكتشافنا لهذا الكوكب بنسبة 99.98% فما بدأه كبلر أكمله مرصديّ جيميني وكيك بصورة جيدة. كم يبلغ عمر هذا النظام الكوكبي وهل مرت مدة كافية لتسمح بوجود حياة بسيطة أو معقدة على هذا الكوكب؟ سيمر وقت طويل بلا شك قبل أن تسمح الأرصاد الفلكية بالحصول على معلومات جديدة تكشف أكثر عن داخل هذا الكوكب. المصدر: هنا الصورة تمثل انطباعا فنيا لما قد يبدو عليه سطح كوكب Kepler-186f حقوق الصورة: Danielle Futselaar