لماذا لا نكون سعداء كما نتوقع في العطل؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
غالباً ما نكون متحمّسين لقضاء وقت ممتع في عطلنا وإجازاتنا، ونبدأ نرسم في مخيّلتنا أجمل الأحلام بقضاء وقت مليء بالراحة والفرح ولكن ما يجري لاحقاً يكون على خلاف ما رسمناه وخططنا له. تُرى مالسبب؟!
لماذا لا نكون سعداء عند قضاء وقت العطل؟!
العديد منّا ينتظر السعادة، فنعتقد بشدّة أنّنا إن لم نكن سعداء الآن سنشعر بالسعادة لاحقاً عندما نوشك على الانتهاء من مهمةٍ ما، أو عندما نرزق بطفل، أو عندما نكتشف الحقائق،أو نحصل على ثروةٍ ما مثلاً!. "أسطورة السّعادة"، هذه الأسطورة تمتد على نطاق واسع ومن الممكن أن يسبب ضرراً لنا وذلك بسبب ما نرسمه من توقّعات عالية، قد تسبب لنا أزمة كبيرة عندما ندرك أن تحقيق تلك الأحلام لن يؤمّن لنا تلك السعادة التي توقعناها، أو أنها لم تدم لوقت طويل كما ظننا.
العطل والإجازات تعجّ بالتوقعات التفاؤليّة، نتطلع إليها طوال العام أو طوال الأسبوع، فنقوم بإعداد خطط معينة لقضاء وقت ممتع كالتّخطيط للسّفر والدّهشة والإثارة عند اجتماع الأقارب والأصدقاء القدامى بعد عطلة طال انتظارها.
ولكنّ العلم يخبرنا أنّ تلك التوقعات العالية تكون غير صحيحة وضارة بنا على حدّ سواء. ضارّة لأنها قد تؤدّي بنا إلى خيبات الأمل أو حتى الاكتئاب! تكون خاطئة لأنّنا نركّز بها على التوقّعات الإيجابية "العالية" فقط - كالإجازة أو الرحلة أو الدعوة إلى وليمة على سبيل المثال - وقليلاً ما نركّز على الأعمال اليومية المعتادة وغيرها من الأمور التي غالباً ما تؤثّر على سعادتنا.
وجد الباحثون أنّ المضايقات التي تحصل في أوقات السعادة أسوأ من المصائب الكاملة، وأن المسرّات والمباهج اليوميّة قد تؤثّر على رفاهيتنا أكثر من الأحداث الرّئيسيّة. لسوء الحظ أيام العطل تلك قد تزخر بالكثير من الأعمال اليوميّة والمشاكل التي قد تؤدي لتفاقم الأوضاع كعطل ما في السيّارة أو ضياع الأمتعة أو قتال الأطفال أو إحتراق الكعك. فننسى حماسنا واندفاعنا مما يجعلنا نعود لسلوك المراهقين عندما يقوم أحدٌ من والدينا بإنتقادنا أو إستحواذ أحد إخوتنا على الاهتمام.
وفقاً لذلك عندما تواجه مخيلتنا التي رسمناها لقضاء العطلة واقع الحياة اليوميّة فإنها تصاب بالإحباط.
المصدر:
هنا
مصدر الصورة: