حينما تفكر الآلة كالطفل!
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
قد يكون العلم الإدراكي (Cognitive science) وعلم الأعصاب (neuroscience science) مصدري إلهام للابتكارات الكبيرة المقبلة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ إذ يقول جوش تنينبوم (Josh Tenenbaum) المسؤول عن مختبر العلوم الإدراكية الحاسوبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ورئيس مشروع MIT Quest for Intelligenc: إن الأبحاث الكبيرة الآتية في الذكاء الاصطناعي قد تعتمد على استكشاف عقولنا. 1- هنا 2- هنا
فقد تعتمد الإنجازات الكبيرة المقبلة في الذكاء الاصطناعي على دراسة عقولنا نحن!
يعمل المشروع على جمع علماء الحاسوب والمهندسين إلى جانب علماء الأعصاب واختصاصي علم النفس الإدراكي؛ لاستكشاف أبحاث جديدة يمكن أن تساهم في إحداث تقدم في الذكاء الاصطناعي. أوجز جوش تنينبوم (Josh Tenenbaum) المشروع ورؤيته للتطوير في مؤتمر EmTech، الذي عُقد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في شهر أيلول من العام الماضي.
إذا استطعنا أن نصمِّم آلة ونتعامل معها منذ البداية بوصفها مولودًا جديدًا يتعلم مع الأيام مثل أيِّ طفلٍ؛ فإن ذلك سيكون أساسيات الذكاء الصنعي الذي هو ذكيٌّ في الواقع، وحقيقة قابلية الآلة للتعلم يمكن أن تُطبق في الواقع.
أحرز الذكاء الصنعي تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وقد بُنيت الدراسات الأخيرة إلى حدٍّ كبير على حفنة من الاختراقات الرئيسية في التعلم الآلي، وخاصة الشبكات العصبونية الكبيرة أو العميقة؛ فعلى سبيل المثال؛ أعطى التعلم العميق للحواسيب إمكانية التعرف على الكلمات في الصوت وتمييز الوجوه في الصور، مثلما يفعل الشخص العادي تمامًا. وقد يدعم التعلم العميق التقدم المذهل في برامج الألعاب، بما في ذلك برنامج Alpha Go المصنَّع من قِبَل DeepMind، وقد ساهم في تحسين السيارات الذاتية القيادة والروبوتات أيضًا، لكن في جميع ما سبق توجد ثغرة ما مفقودة! لا شيء من هذه الأنظمة يتمتع بالذكاء حقًّا أو المرونة أو الحس العام مدة سنتين ولا حتى سنة واحدة، إذًا ما الشيء المفقود؟ وأين الفجوة؟
يركِّز بحث جوش تنينبوم على استكشاف العلوم الإدراكية لفهم الذكاء البشري، على سبيل المثال؛ تناول في أبحاثه كيف يمكن للأطفال الصغار تصوّر جوانب من العالم باستخدام أنموذج فطري ثلاثي الأبعاد، وهذا يعطي البشر حسًّا أكبر للعالم المادي أكثر من جهاز الحاسوب أو الروبوت. إن اللعب هو أمرٌ جديٌّ حقًّا لدى الأطفال، ومن ثَم جميعها تجارب وهذا ما يجعل البشر أذكى المتعلمين في الكون.
كما عمل جوش تنينبوم في تطوير برامج الحاسوب القادرة على محاكاة بعض الجوانب الأكثر تعرفًا للعقل البشري، وغالبًا ما تستخدم تقنيات احتمالية، مثلًا؛ في عام 2015، صمم باحثان برامج لديها قابلية التعلم للتعرف على الأحرف المكتوبة بخط اليد، إضافةً إلى بعض الأشكال في الصور، وأُنجز ذلك بعد التدريب المسبق؛ لأن أفضل برامج تعلم الآلة تتطلب كميات هائلة من بيانات التدريب عادةً.
يسعى مشروع مغامرة البحث عن الذكاء أيضًا- والذي أُعلن عنه في شهر شباط- إلى دراسة الأثر الاجتماعي للذكاء الاصطناعي؛ وهذا يعني أنه يجب أن تؤخذ محدوديات هذه التقنية ونواقضها في الحسبان، إضافةً إلى مفاهيم أخرى مثل تحيز الخوارزميات والقدرة على تفسير نتائجها، ويلاحظ تيننبوم أن الرؤية الأصلية للذكاء الاصطناعي- التي يبلغ عمرها الآن 50 عامًا- قد استلهمت من الذكاء البشري، ولكن دون أساس علمي واضح، ويقول:
«لقد بلغ علما الإدراك والأعصاب مرحلة متقدمة من النضج؛ ممَّا سيجعل هذا المشروع متميزًا».
المصادر :