مقدمة في علم النفس التجريبي
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> أسس البحث العلمي في علم النفس
تُعدُّ التجربة إحدى الخطوات الأساسية للإجابة عن بعض الأسئلة البحثية. ومن العناصر الأساسية لأية تجربة: المتغيرات والضوابط والقياسات الدقيقة وإنشاء علاقة بين السبب والنتيجة.
تقوم الطريقة التجريبية في علم النفس على التلاعب بأحد المتغيرات المستقلة (السبب) لدراسة إمكانية حدوث تبدُّل ما في متغير غير مستقل (النتيجة) كرد فعل للتبدل الحاصل في المتغير الأول.
وعمومًا هناك عدة أنواع ووسائل تجريبية يعتمد عليها الباحثون في دراساتهم، ويعتمد اختيار نوع الطريقة التجريبية على الفرضية الموضوعة والمصادر المتوفرة إضافة إلى المشاركين في التجربة.
١- التجارب المخبرية:
إن التجارب المخبرية شائعة جدًّا في علم النفس؛ فهي تسمح بضبط المتغيرات المدروسة أكثر، وسهولة أكبر لتكرارها من قبل باحثين آخرين.
إذ يستطيع الباحث هنا التحكم بمكان إجراء التجربة وتوقيتها والظروف المحيطة بالتجربة والشخص الذي ستُجرى عليه التجربة.
تسمح التجربة المخبرية بالتحكم على نحو قوي بالمتغيرات الخارجية، وبذلك فهم أكبر للعلاقة بين السبب والنتيجة.
ولكن تكمن المشكلة أن ما يُدرس في المخبر قد لا ينطبق على ما يحدث حقيقة على أرض الواقع خارج المخبر.
وتعد تجربة ستانلي ميلغرام إحدى أشهر الدراسات التجريبية المخبرية التي تدرس الطاعة من وجهة نظر نفسية؛ فقد أُخذت مجموعة من المشاركين وقُسِّموا إلى مجموعتين: (المدرِّس والمتلقِّي)، إضافة إلى وجود شخص إضافي هو الباحث (ليس ميلغرام)، وفي سياق التجربة يطلب من المتلقي دراسة مجموعة أزواج من الكلمات ثم يُوصل إلى مجموعة أسلاك كهربائية تعطي درجات متفاوتة من الصعقات الكهربائية من قبل المدرس عن ذِكر المتلقي أية كلمة خاطئة في أثناء إعادة الكلمات.
وقد لُوحظ أن المدرس يتوقف عن إعطاء صعقات كهربائية عند الوصول إلى شدات كهربائية خطيرة (٤٥٠ فولط)، وحينها يتدخل الباحث بإعطاء سلسلة من الأوامر من أجل دفع المدرس إلى الاستمرار.
وكانت النتيجة وصول قرابة ثلثي العينة إلى أعلى شدة كهربائية، في حين وصل جميع المدرسين بالعينة إلى شدة ٣٠٠ فولط. وقد توصل ميلغرام إلى الخلاصة التي تقول إن الناس العاديين يميلون لطاعة الرموز ذات السلطة.
٢- التجارب الميدانية:
يُجرى هذا النوع من التجارب في بيئة الحياة اليومية للمشاركين بالتجربة، ويمكن للباحث في هذه الحالة التعديل على المتغيرات المستقلة، إلا أنه غير قادر على التحكم بالمتغيرات الخارجية.
ومن أهم نقاط قوة هذا النوع من التجارب هي القدرة على عكس الواقع الحقيقي للسلوك وبهذا نتائج صحيحة أكثر من النتائج التي نحصل عليها من تجربة السلوك المخبرية.
ومثالًا على هذا النوع من التجارب ما فعله هوفلينغ لدراسة الطاعة؛ فقد أجرى دراسة أكثر قربًا للواقع عن طريق إجراء تجربة ميدانية على الكادر التمريضي في إحدى المستشفيات دون أن يعلموا أنهم موضوعون قيد الدراسة.
٣- التجربة الطبيعية:
لا يستطيع الباحثون -في هذا النوع من التجارب- التحكم بأية من المتغيرات المستقلة أو الخارجية، ويُستعمَل هذا النوع من التجارب عند رغبة الباحث في دراسة ظاهرةٍ ما في البيئة الحقيقية أو عندما يكون التلاعب بالمتغيرات المستقلة غير مقبول أخلاقيًّا.
إن هذا النوع من التجارب مكلف ماديًّا ويستغرق وقتًا أطول مقارنة بالتجربة المخبرية، وقد يحدث في أثنائه بعض الانحياز في النتائج نتيجة عدم القدرة على التحكم بالمتغيرات الخارجية، إلا أنه بالمقابل أكثر دقة لدراسة السلوك في البيئة الحقيقية وهناك احتمالية أقل أن تؤثر السمات المطلوبة في النتائج، فقد لا يعلم المشاركون بالتجربة أنهم قيد الدراسة.
ونذكر هنا مثالًا على ذلك تجربة جيل هودجس وباربارا تيزارد، وهي التي تابعت تطور ٦٥ طفلًا ممن كانوا مقيمين في حضانات منذ عمر عدة أشهر، مع عدم إقامة أي ترابط مع الأطفال (أي إنه حدث لديهم حرمان عاطفي)، وقد توصلا إلى خلاصة أن العناية الجيدة ضرورية من أجل عكس التأثيرات الاجتماعية للحرمان العاطفي للأطفال في فترة تطورهم.
توضيح:
- المتغير المستقل: هو المتغير الذي يُجرى التلاعب به ويضعه الباحث.
- المتغير غير المستقل: هو المتغير (أي السلوك) الناجم عن التلاعب بالمتغير المستقل، وهو المتغير الذي يُقاس.
- الفرضية: هي العلاقة المتوقع حدوثها بين المتغير المستقل والمتغير غير المستقل.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
4- هنا
( page 41 (Doing psychology experiment by David W.Martin
4- هنا
5- هنا
6- هنا