أندرويد (Android) هو نظام تشغيل للهواتف الذكية، مصمَّم خصِّيصًا لأجهزة تعمل باللمس والأجهزة اللوحية، وطُوِّر من قبل شركة غوغل.

أمَّا لينوكس (Linux)؛ فهو نظام تشغيل مفتوح المصدر؛ بمعنى أنَّ الشيفرة البرمجية الخاصة به متوفِّرة للعامة، وهذا ما جعله من أكثر أنظمة التشغيل انتشارًا، لأنَّه يفتح المجال للمبرمجين أن يوظفوا نواته وفق احتياجاتهم بعد إجراء تعديلات؛ الأمر الذي أدى إلى ظهور عدد كبير جدًّا من أنظمة التشغيل التي تستخدم نواة لينوكس، سُمِّيت توزيعات (Distributions).

فهل يمكن تصنيف نظام أندرويد بوصفه إحدى توزيعات نظام لينوكس؟
إنَّ كلمة لينوكس (Linux) لها ثلاث دلالات مختلفة:
- نواة لينوكس (Linux Kernel): تُعَدُّ النواة هي أساس أيِّ نظام تشغيل، لأنَّها تشغل مكونات الجهاز الأساسية.
- توزيعة لينوكس (Linux Distribution): أيُّ نظام تشغيل خُصِّص من نواة لينوكس الأساسية، إضافة إلى مكتبات أخرى.
- (GNU/Linux): تشتمل غالبية توزيعات لينوكس على نواته، إضافة إلى برمجية (GNU).

ويوفِّر (Linux) لمطوِّري (Android) نواةَ نظام تشغيل مُنشأة مسبقًا ومُصانة بالفعل للبدء بها، حتى لا يضطروا إلى كتابة نواة خاصة بهم من البداية، كلُّ ما عليهم هو تخصيص الشيفرة البرمجية لتناسب تشغيل الهواتف الذكية.

وعلى الرغم من ذلك، لا يستخدم أندرويد نواة لينوكس المعيارية القياسية كاملة؛ لأنَّ لكلٍّ من النظامين سماتهمها واستخداماتهما المختلفة، ف"لينوكس" مخصَّص لأجهزة الحاسوب المكتبية، في حين أنَّ "أندرويد" للهواتف الذكية.

وقد يُلاحظ -في أثناء إقلاع أندرويد- أنَّ نواة لينوكس تُحمَّل على نحو مشابه للطريقة التي يجري بها على توزيعة لينوكس؛ ومع ذلك، فإنَّ الجزء الأكبر من النظام يختلف تمامًا عن الميزات الأخرى في أجهزة لينوكس.

على سبيل المثال، لا يتضمَّن أندرويد مكتبة (GNU C) المسمَّاة (glibc) التي تُستخدم في توزيعات لينوكس المختلفة، إضافة إلى أنَّه لا يشمل جميع مكتبات (GNU) التي يمكن للمرء أن يجدها في توزيعة لينوكس أنموذجية.

وتحاول الحجج الآتية استبعاد مقولة أنَّ أندرويد هو لينوكس، مستندةً إلى بعض الميزات والخصائص التي تختلف بين نظامَي التشغيل:

- لا يستخدم نواة لينوكس القياسية: أُجريت -في أثناء تطوير نظام التشغيل أندرويد- العديدُ من التغييرات على نواة لينوكس؛ بما في ذلك إضافة مكتبات مخصَّصة.
- لا يتضمَّن أندرويد برامج ومكتبات (GNU): يتضمَّن أندرويد عددًا قليلًا جدًّا من برمجيات (GNU)، وتمثِّل برمجيات (GNU) خاصية مميَّزة لنظام توزيعة لينوكس.
- توزيعات لينوكس المعيارية هي نسخة مخصَّصة من نواة نظام لينوكس الأساسية، ويمكن إعادة تخصيصها ثانيةً لتناسب استخدامات جديدة، في حين لا يمكن تخصيص نواة أندرويد ثانية لتناسب احتياجات أخرى.
- لا يملك مالك أجهزة أندرويد وصولًا جذريًّا إلى نظام التشغيل الأساسي ما لم يستخدم تطبيقات اختراق مخصَّصة، في حين يتمتَّع مستخدم لينوكس بالوصول الكامل إلى النواة الأساسية دون تطبيقات إضافية، ويمكنه تخصيصها وفق احتياجاته.
- يوجد في أندرويد قليلٌ من البرامج المشتركة مع توزيعات لينوكس الأخرى؛ ممَّا يجعل من المستحيل تشغيل تطبيقات لينوكس العادية على أندرويد.
والعكس صحيح أيضًا، لأنَّ تطبيقات أندرويد تتطلَّب مكتبات معيَّنة مرتبطة بنظام أندرويد، إضافة إلى مجموعة من البرامج الأخرى الموجودة في نظام التشغيل أندرويد فقط.

- أندرويد ليس مفتوح المصدر بعكس توزيعات لينوكس المعيارية:
على الرغم من أنَّ غوغل قد تجعل النص البرمجي للمصدر الخاص بأندرويد متاحةً للعامة بواسطة (AOSP  - مشروع أندرويد مفتوح المصدر)؛ فإنَّ إصدارات (AOSP) المطوَّرة تبقى خاصة.

ختامًا، هل أندرويد هو لينوكس؟
إنَّ قصر -عَدِّ أندرويد هو لينوكس- على أنَّه يستخدم نواة لينوكس فقط، دون النظر إلى جوانب أخرى؛ لا يكفي لعدِّه توزيعةً من لينوكس؛ إذ إنَّ هناك العديد من المكتبات الأساسية في لينوكس غير مستخدمة في أندرويد، إضافةً إلى ما أسلفنا من فوارق بين النظامين تجلعنا نقول أنَّ أندرويد ليس لينوكس.

المصادر:
هنا
هنا