Controlling bias ضبط التحيُّز
البحث العلمي والمنهجية العلمية >>>> أسس البحث العلمي في علم النفس
ويتيحُ هذا النوع من البحث القدرة على استخدام عديد من الطرائق لجمع الأفراد وتحليل البيانات، ويتيح القدرة على استخدام استراتيجيات البحث الكمّي أيضًا (كوضع استبيان بأجوبة ذات قيمٍ عدديّة) أو استخدام استراتيجيات البحث النوعيّ (استبيان بأسئلة غير محددة الإجابة) أو باستخدام الاستراتيجيتين. ولذلك يُستخدَم البحث الاستبيانيّ -غالبًا- في الأبحاث النفسيّة.
وبعد اختيار الأفراد المشاركين بالبحث والحصول على استجاباتهم للاستبيان، لا بُدَّ من تحليل هذه الاستجابات للحصول على معلوماتٍ وأجوبةٍ للبحث المُجرى. وتُحلَّل هذه البيانات -غالبًا- عن طريق الحاسوب وذلك لتفادي أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأخطاء.
لكن مهما توخَّى الباحث حَذَرَه لا بُدّ من وجودِ بعض الشوائب التي قد تُسبِّب تغييرًا في نتيجة البحث وقد يكون هذا التغيير طفيفًا أو تغييرًا جذريًّا ويعلم الباحثون أنه لا وجود لمجموعة بيانات خالية من الأخطاء.
ولهذه الأخطاء أنواع:
1. الأخطاء العشوائيّة: ولا يمكن توقُّع هذه الأخطاء أو أماكن وقوعها ونسبة وقوعها أو عدم وقوعها متساويتان.
2. الأخطاء المنهجيّة: وتقع هذه الأخطاء بسبب طريقة إجراء البحث أو الدراسة أو بسبب اختيار تصميمٍ بحثيّ لا يتناسَب مع البحث، وتُغيِّر هذه الأخطاء -غالبًا- نتيجةَ البحث باتجاهٍ واحد ومن ثَمَّ يُمْكِن إصلاحُ الخطأ.
وإحدى أكثر النتائج شيوعًا التي تحصل بسببِ الأخطاء المنهجيّة: الانحياز 4 ويُعرَّف الانحياز أنه أيّ ميلٍ أو توجُّهٍ في الرأي قد يَحُول دون إجابةٍ موضوعيّةٍ عن السؤال أو نظرةٍ موضوعيّة حول موضوعٍ ما.
ويطرأ الانحياز نتيجةَ توجيه البحث للحصول على نتيجةٍ دون سواها، كـوضعِ بعض الأسئلة المضلِّلة للمشاركين بالبحث التي قد تُوجِّه الفرد للإجابة أو قد تحوي على مزاعمَ لا تكون بالضرورة صحيحة. وقد يطرأ أيضًا بسبب وضعِ سؤالٍ ضمن الاستبيان بطريقةٍ تدفع المشاركين للإجابة ضمن نسقٍ معيّنٍ ومُوجّهٍ فمنَ الممكن وضع سؤالٍ في أوّل الاستبيان وفي نهايته وبذلك تكون الأجوبة عليه متغايرة بينهما غالبًا.
وقد يحدث الانحياز نتيجة تعميمِ مشكلةٍ عن طريق الأسئلة لا يمكنُ تعميمُها على عدد كبيرٍ من الأفراد. وقد يكون لترتيبِ الأسئلة دورٌ بالانحياز، فعندَ وضعِ سؤالٍ لا يتناسَبُ مع الأسئلة الموجودة قبلَه وبعدَه قد يرتبِك المشاركون وتتباينُ إجاباتُهم.
ولأنّ الانحياز قد يقع في أيَّة مرحلةٍ من مراحلِ البحث من اختيارِ التصميم ووصولًا إلى نشرِ البحث؛ فقد قُسِّمَت أماكنُ وقوعِ الأخطاء المؤدِّية للانحياز إلى ثلاث مجموعاتٍ رئيسة:
· في المراحل الأوليّة: فتقع الأخطاء في هذه المرحلة نتيجةَ اختيارِ تصميمٍ بحثيٍّ لا يتناسَب معَ خطواتِ البحث أو السؤال البحثيّ، أو بسببِ طريقة اختيارِ الأفرادِ المشاركين في البحثَ، فمنَ الممكنِ أن يُختاروا بطريقة غير عشوائية فستتغيّر نتيجةُ البحث النهائيّة، أو بسببِ توجيه البحث عن طريق الاستبيان وذلك للحصول على إجابات معيّنة ومن ثَمَّ الحصول على إجابةٍ غير صحيحةٍ للسؤال البحثيّ.
· في تحليل البيانات: وقد تحصل هذه الأخطاء نتيجة انحياز المقابل، فقد يكون على علم بالحالة التي أُخِذَ الاستبيان عنها وقد يُحاول التدخّل في أسئلة الاستبيان، الأمرُ الذي قد يسبِّبُ إرباكًا للمشاركين، أو بسبب الاعتماد على أحداث قديمة ومقارنتِها مع الإجابات الحاليّة.
· المرحلة النهائيّة: ويقع الانحياز هُنا بسببِ طريقة تحديدِ مصادر نتائج البحث، فقد لا يرغبُ الباحث بنشرِ نتائج غير إيجابيّةٍ بنظرِه؛ الأمرُ المُخلُّ بمصداقيّة البحث، أو بسببِ مدى مصداقيّة نتائجِ هذا البحث والقدرة على تعميم هذه النتائج على شريحة كبيرةٍ من أفراد المجتمع أم لا.
إنَّ للأبحاث الاستبيانيّة فوائد كبيرة، فهي تُسهِّل القدرة على الحصول على كمٍّ كبيرٍ من المعلومات وتُمكِّن الباحث من اتباع ما يراه مناسبًا لتحليل البيانات واستخلاصها، لذا فإنّ الاعترافَ بوجود الشوائبِ التي قد تؤدّي لحدوث انحيازٍ في البحث، وتحديد مواضع هذه الأخطاء ومواضع وقوع الانحياز تُسهِّل من عمل الباحث وتساعده على تفادي الخطأ وترميمِه إنْ أمكن.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا