الإحصاء الرياضي
صناعة الباحثين >>>> تعرف الفروع الجامعية
ليست الرياضيات محض معادلة تقتضي حلًا، أو تخصصاً نمطيًا يُعنى به دارسوه، فقد غدت ركيزة للعديد من المجالات، وفاقت أهميةً العديد من العلوم لكونها تدخل في كل مجال وتخصص حتى وإن عدُمَت أي صلة. تتفرع من الرياضيات تخصصات عديدة: منها الرياضيات النظرية، والرياضيات التطبيقية أيضا، كالإحصاء الرياضي، والرياضيات الاكتوارية والمعادلات التفاضلية، وسنخصص مقالنا هذا للحديث عن فرع الإحصاء الرياضي.
يعدّ الإحصاء الرياضي من التخصصات الدراسية التي زاد الإقبال عليها على نحوٍ ملحوظ في السنوات الأخيرة، لكونه أصبح أحد أهم العناصر الرئيسية المطلوبة في أيّ عملٍ إداري أو مؤسساتي مهما كانت طبيعة العمل.
والإحصاء الرياضي فرع مهم من فروع علم الرياضيات، إذ يتضمن تطبيقَ الرياضيات لدراسة الإحصاءات، باستخدام نظرية الاحتمالات، والجبر الخطي، ونظرية القياس، والتحليل العشوائي. يختلف فرع الإحصاء الرياضي عن فرع الرياضيات في السنتين الأخيرتين من الدراسة، إذ ينفرد متبحرا في علم الاحتمالات والطوريات العشوائية، وكذلك دراسة اللغات البرمجية على الحاسوب.
وتستغرق الدراسة الجامعية لقسم الإحصاء الرياضي أربع سنوات بمجمل 96 ساعة دراسية، وقد تختلف بعض المواد تسميةً وفقاً للجامعة، وفيما يأتي نذكرُ أهمّ المقررات الدراسية في هذا الفرع:
في السنة الأولى: يدرس الطالب التحليل الرياضي والهندسة التحليلية، والجبر الخطي، ويدرس مبادئ عمل الحواسيب والخوارزميات والبرمجة، إضافةً إلى مدخلٍ إلى الاحتمالات والإحصاء.
السنة الثانية مخصصة في دراسة البنى الجبرية، والإحصاء، والمعادلات التفاضلية، والتحليل التابعي، ونظرية الاحتمالات والتحليل العددي.
أما في السنة الثالثة فيبدأ التعمق أكثر في الاختصاص عن طريق دراسة نظريتَي القياس والعينات، والطوريات العشوائية، ويدرس التحليل العقدي ويتبعه التحليل العددي، والسلاسل الزمنية و البرامج الإحصائية.
في السنة الرابعة يدرس تحليل الانحدار، وبحوث العمليات وتحليل المعطيات، هذا ويدرس تاريخ الرياضيات والإحصاء، ولا ينتهي بدراسة الإحصاء الرياضي الحديث.
الإحصاء الرياضي ليس آلة حاسبة وعمليات حسابية تتفاوت بين جمع وطرح وضرب وقسمة، بل هو علم قائم بحدّ ذاته، فهو يعلّم الطلاب كيفية دراسة البيانات بطريقة صحيحة، وتحليلها على نحوٍ منهجي أكاديمي، ليكون الهدف الأساسي من كلّ هذا القدرة على اتخاذ القرارات السليمة عن موضوع ما.
يرتبط الإحصاء الرياضي بالبحث العلمي، إذ يدرس الخبراء الإحصائيون نتائج الأبحاث والتجارب بطريقة إحصائية، لتعطي نتائج ثابتة وواضحة قدر الإمكان، ففي كل التجارب يساعد الإحصائيون الباحثين العلميين في دراسة مدى نجاح البحث أو التجربة على عينات مختلفة، لينتهوا إلى نسبة جدوى التجربة العلمية أو البحث العلمي.
لذلك نستطيع القول إن الإحصاء الرياضي هو العلم الذي يساعد الناس على إجراء حسابات دقيقة عن مختلف الظواهر ليتوصّلوا في نهاية الأمر إلى اتخاذ القرارات السليمة.
يُعد دارس الإحصاء مؤهلًا لتدريس مقررات الرياضيات والمعلوماتية في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، إضافةً إلى العمل في مؤسسات القطاع العام (على سبيل المثال لا الحصر: في البنوك، والشركات والمؤسسات الاقتصادية والمؤسسات البحثية العلمية، وفي مراكز استطلاع الرأي، وفي المراكز الإدارية) لإجراء الدراسات والتحاليل الإحصائية، ويمكنه العمل في مراكز البحوث والمعلومات والدراسات.
نصيحة أخيرة؛ على دارس الإحصاء الرياضي أن يهتم بتطوير خبراته في لغات البرمجة وبرامح التحليل الإحصائي.
ولكل من يرغب في أن يتخصص بالإحصاء الرياضي نذكّرك بأن من أهم الصفات التي على مُتخصص الإحصاء التمتع بها امتلاك شخصية عمليّة وذهن نشيط متقد يجعله قادراً على التعامل مع الأرقام بطريقة سلسة، إضافة إلى قدرته على تحليل المعلومات ومتابعة المتغيرات، وهذا سيُدخله تخصص الإحصاء الرياضي من أوسع أبوابه.
مصادر المقال:
هنا
هنا