اللغة الأجنبية والعاطفة والعلاقة بينهما!
التعليم واللغات >>>> اللغويات
تعتمد طريقة فهمنا للواقع وشعورنا بالعواطف على تجاربنا الخاصة، تقول (لاكوتسا): "يُعبِّر الأشخاص الذين يتكلمون أكثر من لغةٍ عن شعورٍ مختلفٍ عاطفيًّا عند استخدامهم لغتهم الأم مقارنةً باستخدامهم لغة أجنبية؛ فعلى سبيل المثال فإن توبيخًا محددًا مثل (لا تقاطع الحديث!) له دلالةٌ قوية وعاطفية ذات معنى في مرحلة سن البلوغ، لأن الناس غالبًا ما تلقوا هذا الأمر حين كانوا أطفالًا، ولكن يتفاعل الناس بطريقة مختلفة عاطفيًّا عندما يسمعون التوبيخ بلغتهم الأم".
نجد تأثيرات اللغة العاطفية في أماكن أخرى مثل عندما تُطرَح على الناس معضلةٌ أخلاقية؛ فعلى سبيل المثال إذا طُلب من الناس أن يختاروا بين نتيجتين غير مقبولتين لمشكلة ما، مثل أن تقتل شخصًا واحدًا لكي تنقذ خمسة أشخاص أو أن تقتل الخمسة لتنقذ شخصًا واحدًا، فمن المرجح أن يختار الناس الخيار الأكثر منطقيةً وهو أن تقتل شخصًا واحدًا لكي تنقذ الخمسة إذا طُرِحَت عليهم هذه المعضلة بلغةٍ أجنبية، وتشرح (لاكوتسا) بأن هذا يُسَمى أثر اللغة الأجنبية، وهو القدرة على أن نضع العواطف جانبًا عندما نعالج معلومات بلغةٍ أجنبية.
يكشف بؤبؤ العين عن الارتباط العاطفي
ركزت دراسات سابقة عن الموضوع نتائجها على تقييمات المشاركين الخاصة بتجاربهم أو بسلوكهم الواضح، فقد سجل فريق البحث حجم بؤبؤ العين لدى المشاركين بوصفه مقياسًا لردَّات فعلهم العاطفية عند القراءة من أجل التحقق فيما إذا كانت المعلومات المشحونة بالعواطف بلغةٍ أجنبية تستطيع أن تثير استجابة جسدية تلقائية. وفي ورقة بحثٍ نُشِرَت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2017 بيَّن فريق العلماء بأنه عندما قرأ المشاركون هذه المعلومات العاطفية بلغةٍ أجنبية فإن حجم البؤبؤ عندهم أصبح أصغر بالمقارنة مع قراءتهم بلغتهم الأم، والذي يعني أنَّه كان لدى الناس ردَّاتُ فعلٍ أضعف تجاه الجمل العاطفية إذا قُدِّمت إليهم بلغة أجنبية.
وتقول (لاكوتسا) أن النتائج أعطت الباحثين فهمًا أعمق لتأثُّر العلاقة بين اللغة والعاطفة بالسياق الذي يحدث فيه تعلُّم اللغة نفسها، فاللغات الأجنبية تُعلَّم غالبًا في أماكن رسميّةً كالمدارس، ولذلك فسيكون من المثير للاهتمام أن نختبر الآن فيما إذا كان من الممكن أن نخفف من تأثير اللغة الأجنبية عن طريق تعليمها في سياقٍ عاطفيٍّ أكثر.
المصدر:
هنا
هنا