ازدياد الطفرات في الخلايا السرطانية يزيد من استجابتها للعلاج المناعي.
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم المورثات والوراثة
وفي هذا المجال ظهرت عديد من العلاجات المتطورة، وقد لاقى العلاج المناعي من بينها أهمية خاصة؛ إذ يحاول العديد من الباحثين التوصل إلى طرائق لتحفيز الجهاز المناعي لمحاربة السرطان.
وفي هذا المقال نستعرض معكم آخر ما أكدته الدراسات فيما يخص هذه الطريقة في العلاج؛ فتابعوا معنا لنتعرَّف الجديد في هذه الطريقة.
مع تعقيد الجهاز المناعي وآلية عمله؛ فإنه من الصعب تحديد السبب الذي يجعل بعض أنواع الأورام ضعيفة أمام العلاج المناعي، في حين تتمكن أنواع أخرى من النجاة.
تقول إحدى الفرضيات إنَّ ارتفاع نسبة الطفرات في جينوم الخلايا السرطانية يجعلها أكثر اختلافًا عن الأنسجة الطبيعية؛ مما يسمح للجهاز المناعي بتعرفها والقضاء عليها.
وفي هذا السياق؛ تُؤكّد النتائج التي نُشرِت في كانون الثاني/ يناير عام 2019م في مجلة Nature Genetics أنَّ الأورام التي يضم الجينوم الخاص بها أعدادًا كبيرة من الطفرات تستجيب على نحو أكبر للمعالجة المناعية -مقارنة بالأورام ذات الطفرات الأقل- وينتج عنها ارتفاع العيوشية لدى المرضى الذين تلقّوا العلاج.
أما عن كيفية إجراء الدراسة؛ فقد تعاونَ "لوك موريس Luc Morris" الباحث والطبيب في مركز Memorial Sloan Kettering لأبحاث السرطان في مدينة نيويورك مع زملائه بتحليل تسلسلات الدنا لعينات أورام متقدّمة مأخوذة من أكثر من 1600 مريض عُولجوا بعلاج مناعي يُسمَّى مثبطات نقاط المراقبة في دورة الخلية checkpoint inhibitors (نوع من الأدوية تثبط أنواعًا محددة من البروتينات التي تنتجها خلايا الجهاز المناعي؛ إذ تُبقي هذه البروتينات الجهاز المناعي تحت المراقبة وتمنعه من قتل الخلايا السرطانية).
كذلك حلَّل الفريق تسلسلات الدنا لعينات أورام متقدمة مأخوذة من أكثر من 5300 مريض لم يُعالَجوا بالمعالجة المناعيَّة، وشملت الدراسة 10 أنواع مختلفة من السرطان متضمنةً سرطان الجلد وسرطان الثدي.
وجد الفريق أنّ هناك علاقة بين ارتفاع عدد الطفرات في الأورام وتحسُّن فرصة الاستجابة للعلاج المناعي، علمًا أنّ هذه النتيجة تتطابق في معظم أنواع هذه الأورام السرطانية مع النتائج التي نُشرِت في أبحاث سابقة أُجرِيت في السنوات الأخيرة. ولكن؛ تتميَّز هذه الدراسة عن سابقاتها بأنه أول مرة يرتفع معدَّل العيوشية لدى المرضى ضمن مجال واسع من الأنواع السرطانية، وذلك لدى مرضى تلقّوا أنواعًا مختلفة من العلاجات التي سبقت العلاج المناعي.
وأظهرت البيانات أيضًا أنَّ عدد الطفرات المرتبطة بالاستجابة الجيدة للعلاج قد اختلف باختلاف نوع الورم، ويشير هذا إلى ضرورة أن يضع الباحثون عتبة لعدد الطفرات الخاصة بكل نوع من أنواع الأورام حتى يتمكن الأطباء من استخدام هذه الطريقة سريريًّا.
أما من الناحية العملية؛ فيحتاج هذا الاختبار إلى كثير من الدراسات، وخصوصًا أن عدَّ الطفرات الموجودة في الجينوم يحتاج إلى سَلسَلة كامل الجينوم أو جزء منه، ومع اختلاف طرائق السلسلة المستخدمة حاليًّا؛ قد يظهر تضارب في النتائج.
ويتساءل الباحثون أيضًا: هل يجب أن تُؤخَذ الطفرات جميعها بعين النظر أم أنَّ لبعض الطفرات تأثيرًا أكبر من غيرها؟
وعلى الرغم من هذه الأسئلة الكثيرة؛ فقد بدأت بعض الشركات الدوائية بتضمين هذا الاختبار في التجارب السريرية التي تجرى على المعالجات المناعيَّة؛ فهل ستجد هذه الطريقة مستقبلًا؟ وهل سنراها ضمن الاختبارات التي تُجرَى في أثناء معالجة مرضى السرطان؟
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا