الكلام والفهم.. أجزاء مشتركة في الدماغ
التعليم واللغات >>>> اللغويات
تركز معظم الدراسات على آلية عمل الدماغ في فهم الكلام، وذلك بسبب سهولة تصوير عمل دماغ الأشخاص الذين ينصتون بهدوء على عكس من يتحدثون ويحركون رؤوسهم في أثناء الكلام؛ إذ يصعب تصوير عمل الدماغ في أثناء الكلام، لذلك طور معهد Donders في جامعة(رادباود) في (نيميخين) في هولندا Radboud Nijmegen تقنية حديثة تسمح بتسجيل عمل الدماغ في أثناء الكلام.
أجرى البحث الدكتورة (لورا مينينتي) Laura Menenti من جامعة غلاسكو بالتعاون مع (بيتر هاخورت) Peter Hagoort من جامعة (رادباود) ومعهد (ماكس بلانك) للعلوم اللغوية النفسية و(سارة غيرهان) و(كاترين سيغيرت)، وتناول البحث بدايةً الكيفية التي يركِّب بها الدماغ الجُمل، وأراد الباحثون أن يتتبعوا تلك العملية من ناحية النحو والمعنى، وتقول الدكتورة (مينينتي) إن ما جعل الأمر مثيرًا على الأخص هو أنه لم يتمكن أحد من إجراء مثل هذه الدراسة من قبل، مما يعني بأن الباحثين يعملون على اكتشافٍ جديدٍ كليًّا.
استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين كانوا يستمعون لجُمل أو يقولونها، وواجه الباحثون مشكلة في قياس نشاط دماغ الأشخاص الذين يتحدثون، ألا وهي دفعهم إلى قول الجمل المناسبة، ولحل هذه المشكلة وضع الباحثون صورةً لفعلٍ معين -مثلًا رجلٌ يخنق امرأة- تحوي شخصًا أخضر وآخر أحمر للدلالة على ترتيبهما في الجملة، وهذا ما دفع المشاركين إلى قول إما "يخنق الرجل امرأة" وإما "خُنِقت المرأة على يد الرجل"، وقد أجريت التجارب كلها باللغة الهولندية.
ومن هذا المنطلق تمكن الباحثون من معرفة مكان تنفيذ المهام الثلاث المسؤولة عن الكلام في الدماغ (تفسير المعنى وتركيب الكلمات وبناء الجمل)، ووجدوا أن مناطق الدماغ نفسها تفعَّلت في أثناء تنفيذ كل مهمة من هذه المهام لدى الأشخاص الذين كانوا يقولون الجمل والأشخاص الذين كانوا يستمعون لها، وعلى الرغم من أن دراسات أخرى أشارت إلى أنه عندما يستمع الأشخاص للكلام فإنهم يلفظون الكلمات بصمت من أجل فهمها، لم يلاحظ الباحثون في هذه الدراسة أية مشاركة للمناطق الحركية في الدماغ لدى الأشخاص المنصتين.
ووفقًا لـ(مينينتي) فإن الدراسة كانت مخصصة للإجابة عن سؤال نظري معين لكنها أشارت إلى طرائق مفيدة لعلاج من يعانون مشكلات في اللغة، وتضيف إن البيانات تشير إلى توقع وجود ترابط دائماً في مشكلات الاستيعاب والكلام جزئيًّا على الأقل، وتؤكد البيانات أيضًا على فكرة أن العديد من العمليات المختلفة المرتبطة بنظام اللغة -مثل فهم المعنى أو القواعد النحوية- يمكن أن تتضرر -جزئيًّا على الأقل- على نحو مستقل عن بعضها بعضًا.
المصدر:
هنا
هنا