أهمية النصف الأيمن من الدماغ في تعلّم لغة جديدة
التعليم واللغات >>>> اللغويات
فُحصت أدمغة 24 طالبًا قبل وبعد برنامجٍ مُكثف لتعلّم لغة الماندرين الصينية، وفوجئت عالمة الأعصاب المعرفية بجامعة ديلاوير في أمريكا (تشهنغان تشي) بالنتائج، إذ تقول بأنَّه من المعروف أنّ النصف الأيسر للدماغ هو الجزء المسؤول عن تعلّم اللغة، لكنَّهم وجدوا أنّ النجاح النهائي في تعلّم الماندرين قد حدّده النصف الأيمن. وتُضيف (تشي) بأن هذه النتائج جديدة، إذ طوالَ عقود ركَّز الجميع على النصف الأيسر للدماغ وتغاضَوا عن النصف الأيمن بدرجة كبيرة. وتُوضّح بأنه مما لا شك فيه أنّ للنصف الأيسر دورًا مهمًّا في تعلّم اللغة، وأشارت إلى أنّ الأبحاث السريرية التي أُجريت على الأفراد ممن يعانون اضطراباتِ النطق قد أظهرت أن النصف الأيسر من الدماغ هو محور معالجة اللغة من نواحٍ كثيرة.
ومع ذلك؛ وفقًا لـ (تشهنغان تشي) فإنه في خلال المراحل المُبكرة من اكتساب اللغة؛ يجب على الناس أولًا تحديد الأصوات الأساسية أو العناصر الصوتية قبل البدء في معالجة المفردات والقواعد. وتُوضح أن النصف الأيمن من الدماغ هو مفتاح التمييز بين "التفاصيل الصوتية" للأصوات.
وفي أثناء الدراسة عُلِّمَ المُشاركون في بيئة مُصمَّمة تُحاكي فصل لغة جامعيّ على الرغم من أن الفصل الدراسي المُعتاد قد كُثّف إلى أربعة أسابيع من التدريس. وحضر الطلاب المحاضرات مدة ثلاث ساعات ونصف في اليوم وعلى مدى خمسة أيام في الأسبوع، وأكملوا واجباتهم المدرسية وأجروا الاختبارات. وتقول (تشي) بأنَّ هذا البحث هو الأول الذي ينظر إلى التحصيل العلمي والاحتفاظ -على المدى الطويل- بلغة حقيقية تعلّمها المشاركون في بيئة فصل دراسي؛ وهي الطريقة التي يتعلم بها معظم الناس لغة جديدة.
وعن طريق إجراء مسحٍ لأدمغة كل المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في بداية ونهاية المشروع؛ تمكّن العلماء من معرفة أي جزء من الدماغ كان أكثر انخراطًا في معالجة العناصر الصوتية الأساسية في لغة الماندرين الصينية. ودُهش العلماء عندما وجدوا أنّ النصف الأيمن من دماغ المُتعلمين الأكثر نجاحًا قد كان أكثر نشاطًا في المرحلة المُبكرة من التعرف إلى الأصوات، وكما كان متوقعًّا أظهر النصف الأيسر للدماغ -لاحقًا- نشاطًا مُتزايدًا في عملية التعلّم. وبحسب قول (تشي) فقد اتضح أن النصف الأيمن من الدماغ مُهم للغاية في معالجة أصوات اللغة الأجنبية؛ وأضافت أنّ دور النصف الأيمن يبدأ في التضاؤل عند المُتعلمين الناجحين في أثناء مواصلتهم تعلّم اللغة.
وسيُنجَز بحثٌ إضافي لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على أولئك الذين يتعلمون لغات أخرى، لا لغة الماندرين الصينية فحسب. فالهدف النهائي هو اختبار فرضية ما إذا كان بإمكان شخص ما ممارسة التعرف إلى الأصوات مُبكرًا في عملية تعلّم لغة جديدة للإسهام في تحسين تعلمه إياها.
المصدر:
هنا;
هنا