الحشيش والجلطات الدماغية
الكيمياء والصيدلة >>>> الإنسان والإدمان
الدراسة الأولى:
قيَّمت الدراسةُ دورَ الحشيش (Cannabies) ومشتقاته الصنعيّة في حدوث مضاعفات في الحزم العصبيّة الوعائيّة بين الشباب، فقد تراوحت أعمار المرضى المشاركين ما بين 15-63 عام -معظمهم من الذكور- شُخِّصَ في هذه الدراسة ثمانيةٌ وتسعون مريضًا بالسكتة الدماغية المرتبطة بتعاطي الحشيش ومركَّباته؛ 85 منهم بعد تعاطي الحشيش الطبيعيّ، و13 بعد تعاطي مشتقَّات الحشيش الصنعية، ثمّ صُنِّف هؤلاء المرضى بحسب نوع السكتة الدماغيّة التي أصيبوا بها: 4 منهم أُصيبوا بنوع غير محدّد من السكتة الدماغيّة، و85 بالسكتة الدماغيّة الإقفاريّة أو العابرة، و9 بسكتة دماغيّة نزفيّة مع ملاحظة أنَّ 66% من المرضى المشاركين في الدراسة كانوا يدخنون الحشيش مع التبغ.
و81% من المرضى ممّن يعانون السكتة الدماغية المرتبطة بالحشيش كانوا من المتعاطين المزمنين له، و18% من هؤلاء كانوا قد زادوا كمية استهلاكهم للحشيش في الأيام التي سبقت حدوث السكتة الدماغية.
ومنه فإنّ أبرز العوامل في هذه الدراسة هو العلاقة الزمنيّة بين تعاطي الحشيش -الطبيعي والمشتقات الصنعية- وحدوث السكتة الدماغيّة، ومع ذلك فإنَّ الارتباط الزمني لا يعني العلاقة السببيّة، فقد تكون هناك عوامل أخرى متورّطة في الإصابة.
لذا يُعدُّ الحشيش أحد عوامل الخطر في الإصابة بالسكتة الدماغية، وليس سببًا حتميًّا لها.
ويمكن أنْ يكون تضيُّق الأوعية الدمويّة الدماغيّة العكوس الناتج عن تعاطي الحشيش آليةً مقنعةً نوعًا ما؛ لحدوث السكتة الدماغية في 27% من الحالات.
وإلى جانب تأثير الحشيش الوعائي في إحداث السكتة الدماغية، اقترح العلماء -اعتمادًا على دراسة تجريبية- تأثيرًا خلويًّا له، وتحديدًا على المُتقدِرات (mitochondria) في خلايا الدماغ، فقد تكون إحدى الآليات المقترحة تعتمد على توليد أنواع الأوكسجين التفاعليّة Reactive oxygen species (ROS)؛ مما يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي (oxidative stress)، وهي آلية معروفة لحدوث السكتة الدماغية. (مصدر2)الدراسة الثانية:
في دراسة أخرى عن العلاقة بين استخدام الماريغوانا وتزايد نسبة الإصابة بالجلطة الدماغيّة لدى المُستخدم؛ تبيَّن أنََّ خطر الإصابة بأية سكتة دماغية قد يزداد بنسبة 15% ويمكن أن يقفز إلى 29% عند الحديث عن السكتة الإقفارية.
ومع أنَّ هذه الدراسة لمْ تثبتْ أنَّ استخدام الماريغوانا هو المسبب الرئيسي أو المباشر للجلطات الدماغية؛ إلّا أنَّها تُبيِّن ارتباطَ الأمرين معًا، فهي لا تتيح بناء علاقة سببية بين استخدام الماريغوانا والجلطات الدماغية، ولكنّها تُمكِّننا من القول بأنَّ مستخدمي الماريغوانا لديهم نسبة أعلى من خطر الإصابة بالجلطات الدماغيّة.
أضف إلى ذلك فإنَّ الباحثين لا يعلمون بالضبط ما إذا كان الخطر مرتبط بتدخين الماريغوانا أو بتعاطيها بالطرائق الأُخرى، أو ما إذا كان الأمر مرتبط بكمية الماريغوانا أو المكونات الأُخرى ذات التأثير النفسي والمضافة إليها.
قد يتفاقم الخطر لدى مستخدمي الماريغوانا الذين يُعانون بعضَ الأمراض المزمنة: كداء السُكري والسمنة، أو ممّن تعرضوا لجلطات دماغية سابقًا.
وجدت هذه الدراسة ارتفاعَ نسبة خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بين أكثر من 2.3 مليون مستخدم أمريكي للماريغوانا؛ لغرض الترفيه ممن زاروا المستشفى، مقارنة بغير المستخدمين للماريغوانا.
ارتفع عدد حالات الإصابة بالجلطات الدّماغيّة لدى مستخدمي الماريغوانا ما بين عام 2010 وعام 2014 على نحو ثابت مع أنَّ معدّل حدوث الجلطات بقي ثابتًا.
ومن بين مستخدمي الماريغوانا المشاركين في هذه الدراسة؛ هُناك قرالة 32.000 شخص أُصيب بسكتة دماغية منهم 19.500 شخص أُصيبوا بسكتة دماغية إقفارية.
وفي خمس سنوات ازدادت نسبة كافة أشكال السكتة الدماغيّة من 1.3% إلى 1.5% لدى مُستخدمي الماريغوانا، أمّا نسبة السكتة الدماغية الإقفارية فقد ارتفعت من 0.7% إلى 0.9%. مع العلم أنَّ هذه الزيادة شملت كافّة المجموعات العمريّة المدروسة، ابتداءً بالمراهقين وانتهاءً بالمسنين في ثمانينات العمر.
ومن جهة أخرى شكَّك نائب مدير مجموعة الدفاع عن الماريغوانا NORML بتوافق هذه النتائج مع نتائج الدراسات السُّكانية السابقة التي فشلت بربط الماريغوانا أو الحشيش بوصفهما مُسبِّبان أو عاملان مؤثران وحدهما في حدوث الجلطات الدماغيّة، موضحًا أيضًا أنَّ البيانات عن هذا الموضوع آخذة في التطور، وأنَّ استخدام الحشيش يمكن أنْ يؤثر في استجابة الشخص القلبية، فالأشخاص المصابون سابقًا بأمراض قلبيّة أو جلطات، رُبما يصبحون تحت خطر أكبر للتعرّض للآثار الجانبية المختلفة لاستخدام الماريغوانا وخصوصًا من تدخين الحشيش.
ويُضيف قائلًا: "كأي دواء آخر؛ يجب استشارة الطبيب قبل الجزم بأن استخدام الماريغوانا آمن ومناسب". (مصدر 1)
المصادر:
1- هنا
2- هنا