غاباتنا الخضراء.. لِعمر أطول وحياة أفضل
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> ورقو الأخضر شهر أيلول
ربطت الدراسة التي نشرت هذه الإحصائية الدورَ الذي تؤدّيه الأشجار في تنقية الهواء من التلوث مع تأثيراتها التي تحسّن صحة الإنسان، وقد قدَّرَ العلماء بأنَّ هذه الفوائد الصحية للغابات تعادل (7) مليار دولار سنويًّا.
وتحسِّن الغابات من الصحة الجسدية والنفسية للإنسان بعدة طرائق، فعلى سبيل المثال؛ تبينَ أنَّ البيئة الطبيعية تُخفِّض من مستويات الضغط الشرياني، ونظم القلب، والتشنج العضلي بالمقارنة بالبيئة الحضرية. وليس هذا فحسب! بل يمكن لزيارة الغاباتِ أن تقوّي الجهاز المناعي، إذ يزيد قضاء الوقت في الغابة من فعالية الخلايا القاتلة الطبيعية NK مدةً قد تصل حتى ثلاثين يومًا، إضافةً إلى أنَّ مستويات الكورتيزول اللعابي تنخفض على نحو ملحوظ بعد زيارة الغابات مقارنةً بزيارة المدن.
ووجدت الأبحاث أنَّ وجود مساحات خضراء قرب مكان السكن يحسن من الصحة العامة ويطيل العمر، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية تبيَّنَ أنَّ المقاطعات التي تتمتع بمساحات طبيعية أكثر -كالغابات أو المراعي أو الأراضي الزراعية- أظهرت مأمول حياة أطول عند الولادة، وذلك بعد استبعاد تأثير العوامل الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية، وتأثير وجود المؤسسات الطبية وعوامل الخطر. إضافةً إلى ذلك؛ كان مأمول الحياة أطول في الأقاليم التي وُجدت فيها الحدائق العامة والمتنزهات البرية والمنشآت الترفيهية المُقامة في الهواء الطلق.
وفي يومنا هذا، وبعد أن اندلعت الحرائق في غابات الأمازون المطرية في البرازيل، وبعد أن سُجِّل أكثر من 26000 حريق في غابات الأمازون في شهر آب (أغسطس) 2019م، التي لاتزال -مع الأسف- خارجة عن نطاق السيطرة؛ حذَّر الخبراء من التداعيات الصحية القصيرة والطويلة الأمد لهذه الحرائق التي أصابت الغابات الملقبة برئَتي الكوكب. فلا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يؤدّيه الحفاظ على الموارد الطبيعية والمرافق البيئية في المحافظة على الصحة العامة وعلى نوعية الحياة. وضمن الحملة التي تقودها منظمة "الباحثون السوريون" سنتعرف في المقالات القادمة عن التأثيرات المباشرة لهذه الحرائق على الصحة، وسنتعرف أكثر على الإسهام الكبير التي يقدّمه الغطاء النباتي وتأثيراته الإيجابية على صحتنا.
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا