الحلقة السادسة: المنفعة
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> سلسلة أساسيات الاقتصاد
رأينا سابقاً أن علم الاقتصاد يركز على فهم مشكلة الندرة، و هي مشكلة تلبية رغبات الإنسان غير المحدودة بالموارد المحدودة أو النادرة، و بسبب الندرة تحتاج الاقتصادات لتوزيع مواردها بكفاءة. يكمن مفهوم المنفعة وراء قوانين العرض والطلب، و الذي يعبر عن الفائدة أو الرضا الذي يحققه الشخص من استهلاك سلعة أو خدمة ما. إذاً تشرح لنا المنفعة كيف تسعى الاقتصادات و الأفراد لكسب الرضا الأمثل أثناء تعاملهم مع مشكلة الندرة.
المنفعة هي مفهوم نسبي، يمكن ملاحظتها عبر كمية الوحدات التي نقوم عن طريقها بتحديد الفائدة التي حصلنا عليها من خلال استهلاكنا لهذه الوحدات، وبالتالي فهي تمثل القيمة النسبية. المنفعة الكلية هي المجموع الكلي للرضا أو المنفعة التي يكسبها الفرد من استهلاك كمية معينة من السلع والخدمات في اقتصاد معين. تتعلق كمية المنفعة الكلية بمستوى الشخص الاستهلاكي. عادةً، كلما قام الشخص بالاستهلاك أكثر كلما كانت منفعته الكلية أكبر. المنفعة الحدية هي الرضا الإضافي أو كمية المنفعة التي يكسبها المستهلك من كل وحدة إضافية يستهلكها من سلعة معينة.
على الرغم من أن مجموع الفائدة عادةً ما يزيد كلما تم استهلاك المنتج، فإن المنفعة الحدية عادةً ما تنخفض مع كل زيادة إضافية في استهلاك المنتج. و يوضح لنا هذا التناقص قانون تناقص المنفعة الحدية. و لأن هناك حداً معيناً من الرضا فإن المستهلك لن يحصل على نفس المقدار من المتعة من استهلاك سلعة معينة عندما يتجاوز العتبة. و بعبارة أخرى، تزداد المنفعة الكلية بمعدل أقل عندما يزيد الفرد من الكمية المستهلكة.
على سبيل المثال: قطع من الشوكولا. لنعتبر أنك بعد تناولك للقطعة الأولى من الشوكولا قد شعرت بالرضا، فتكون منفعتك الحدية( و منفعتك الكلية) بعد تناولك لهذه القطعة عالية جدا. و لكن إذا تناولت قطعاً أكثر من الشوكولا، ستكون المتعة من تناول كل قطعة إضافية أقل من المتعة التي حصلت عليها من تناولك للقطعة الأولى، ربما لأنك بدأت تشعر بالشبع، أو أنك قد تناولت الكثير من الحلويات في يوم واحد.
عدد قطع الشوكولا المستهلكة
منفعة الشوكولا الحدية
منفعة الشوكولا الكلية
0
0
0
1
70
70
2
10
80
3
5
85
4
3
88
يوضح لنا هذا الجدول أن المنفعة الكلية سوف تزداد بمعدل أقل مع تناقص المنفعة الحدية مع كل قطعة شوكولا إضافية. لاحظ بأن أول قطعة من الشوكولا قد أضافت منفعة كلية قدرها 70، و لكن قطع الشوكولا الثلاثة التالية زادت المنفعة الكلية بمقدار 18 وحدة إضافية فقط.
يساعد قانون تناقص المنفعة الحدية الاقتصاديين على فهم قانون الطلب و منحنى الطلب (المائل نحو الأسفل). كلما قلَّت كمية الشيء الذي تمتلكه كلما حصلت على رضا أكثر عن كل وحدة إضافية تستهلكها منه، و تكون المنفعة الحدية التي تكتسبها من هذا الشيء أعلى، مما يمنحك استعداداً أكبر لدفع النقود مقابل الحصول على المزيد منه. تكون الأسعار منخفضة عند كميات مطلوبة أعلى لأن الرضا(المنفعة) الإضافي الذي تحصل عليه يتقلص كلما ازداد طلبك.
لتحديد ما هي منفعة المستهلك والمنفعة الكلية، لجأ الاقتصاديون إلى نظرية الطلب على السلع الاستهلاكية، ويفترض الاقتصاديون أن المستهلك عقلاني و أنه سيزيد من منفعته الكلية بشراء مجموعة من المنتجات المختلفة بدلا من أن يشتري كميات كبيرة من منتج واحد. و بالتالي بدلاً من أن تنفق كل نقودك على ثلاث قطع من الشوكولا، و التي منفعتها الكلية هي 85، يجب عليك بدلاً من ذلك شراء قطعة واحدة من الشوكولا، و الذي يملك منفعة مقدارها 70، و ربما كأس من الحليب، و الذي يملك منفعة قدرها 50، سوف تمنحك هذه التشكيلة فائدة كلية مقدارها 120 و لكن بتكلفة قطع الشوكولا الثلاثة.
المصدر