أيدي مستخدمي لغة الإشارة وأفواهُهم تعمل على نحو منفصل
التعليم واللغات >>>> اللغويات
وقد خطط (ديفيد ب. فينسن) من كلية لندن الجامعية UCL وزملاؤه (روبن ل. تومبسن) و(روبرت سكينر) و(نيل فوكس) و(غابرييللا فيغليوكو) لإجراء بحث أساسي لمعرفة كيف يعالِج مستخدمو لغة الإشارة اللغةَ، ومن أجل هذا الغرض فقد استعانوا بمستخدمي لغة إشارة صمٍّ وسليمي السمع ممن نشؤوا وهم يستخدمون لغة الإشارة مع أهاليهم الصُّم، فجلس كل مشترك أمام شاشة وكان هناك كاميرا موجهة نحو المشتركين لتصويرهم بالفيديو، وعُرضت عليهم مجموعات من الصور (كمجموعة تحوي فواكه متنوعة ومجموعة تحوي وسائل نقل)، وطُلب منهم ترجمة اسم كل عنصر بلغة الإشارة، وفي جلسة أخرى عُرضت عليهم تلك الكلمات باللغة الإنكليزية وطُلب منهم ترجمتها إلى لغة الإشارة البريطانية، وقد عُرضت الصور والكلمات بسرعة تدفع المشتركين إلى ارتكاب الأخطاء، وهذه الأخطاء تساعد على الكشف عن كيفية معالجة اللغة.
كان الباحثون في الأساس يريدون دراسة الإشارات فقط، ولكن الفيديوهات سجلت أيضًا حركات أفواه المشتركين؛ إذ يقول (فينسن): "لاحظنا وجود العديد من الحالات التي بدا فيها أن الأيدي والأفواه تتحرك على نحو مختلف بعضها عن بعض"، فعندما كان المشتركون ينظرون إلى الصور؛ كانت أيديهم وأفواههم ترتكب عادة الأخطاء ذاتها (مثلًا: الإيماء بإشارة "موزة" بالأيدي والفم عند عرض صورة تفاحة)، ولكن عندما كان المشتركون يترجمون الكلمات الإنكليزية المعروضة؛ فقد ارتكبت أيديهم الأخطاء ذاتها في حين أن شفاههم لم ترتكبها، وهذا يشير إلى أن حركة الشفاه ليست جزءًا من الإشارة، ويضيف (فينسن): كان الأمر بصورة أساسية شبيهًا بقراءة كلمة إنكليزية بصوتٍ عالٍ دون لفظها؛ إذ بدا أن المشتركين يعالجون لغتين في الوقت عينه.
إن لغة الإشارة البريطانية لغةٌ مستقلة عن الإنكليزية وعن لغة الإشارة الأمريكية، فقد تطورت على نحو طبيعي وهي مذكورة في سجلات تاريخية تعود في القدم إلى عام 1576، ويتوقع (فينسن) أن الإيماء بالكلمات الإنكليزية بواسطة الفم قد يساعد الصم على تعلُّم القراء والكتابة بالإنكليزية.
المصدر:
هنا
هنا