يعد الليدوكائين أكثر المخدرات الموضعية استخدامًا في المجالات الطبية جميعها، إذ يسبب فقدانًا مؤقتًا للوظائف الحسية والحركية والتلقائية، ويستخدم أيضًا على نحو شائع مضادًّا لاضطرابات النظم القلبية؛ وذلك من أجل تثبيط اضطراب النظم البطيني. يصنف ضمن فئة المخدرات الأميدية التي يتحملها الجسم على نحو أفضل مقارنةً بالمخدرات الإسترية (Ester-type)، مع وجود احتمالٍ نادر لحدوث رد فعل تحسسي ناتج عنها.

يعطى الليدوكائين حقنًا، أو بالاستنشاق، أو يطبق موضعيًّا، ويملك هامش أمان جيد حتى الوصول إلى الحد السمي في الدم ولكن بسبب إمكانية إعطائه للمريض بأشكال مختلفة يجب الانتباه لمجموع الجرع المعطاة حتى لا تصل إلى الحد السمي الجهازي، كذلك يجب الانتباه للمخدرات الموضعية الأخرى التي قد تكون أعطيت للمريض نفسه. وتجدر الإشارة إلى أن الحد السمي لليدوكائين لا يحدد بناءً على مقدار الجرعة المعطاة فقط، إنما يراعى أيضًا الجريان الدموي ومعدل الامتصاص في موضع الإعطاء. قد يضاف الإبينفرين (الأدرينالين) إلى حقن الليدوكائين بنسبة منخفضة جدًّا وذلك لتقليل الجريان الدموي للمنطقة؛ وبذلك تقليل معدل الامتصاص وزيادة هامش الأمان. 

تُحدث النواتج الاستقلابية للمخدرات الموضعية الأإتيرية (بارا-أمينو بنزوئيك أسيد) رد الفعل التحسسي غالبًا؛ ولكن قد تسبب بعض المكونات في محاليل حقن الليدوكائين كمضادات الأكسدة أو المواد الحافظة (ميتابيسلفيت أو الباربينات) ردَّ فعل تحسسي عند بعض المرضى. ويعد هذا النوع من الحساسية نادرًا جدًّا؛ إذ إن رد الفعل المناعي الحقيقي الناتج يشكل نسبة 1% فقط من الآثار الجانبية لهذه الادوية. 

وتشمل التأثيرات الجانبية غير الشائعة لحقن الليدوكائين انخفاضًا غير طبيعي في ضغط الدم، وقشعريرة إضافة إلى آلام في الرأس. في حين تشمل الأعراض نادرة الحدوث إضافةً إلى التحسس كلًّا من النبض القلبي غير الطبيعي، أذية المفاصل، انخفاض في قدرة الرئتين على تأدية وظيفتهما، تسارع في نبض القلب، ارتفاع ضغط الدم، الشعور بالحاجة إلى التقيؤ، الرؤية المشوشة، الدوخة، تقلص حجم البؤبؤ، التوتر، وغيرها. وتستقلب هذه المخدرات بواسطة أنزيمات p-450 في الكبد؛ لذلك يجب الانتباه لتعديل الجرعة المعطاة في حال كان لدى المريض أمراض كبدية أو كلوية أو قلبية أو وعائية بما يتناسب مع وضعه الصحي.

أجريت دراسة في جامعة بولندية للكشف عن الحساسية تجاه حقن الليدوكائين شملت 5 أشخاص أُشير إليهم من أطباء الأسنان الخاصين بهم (اعتُقٍد أنهم مصابون بحساسية) واستخدمت عدة أنواع لاختبار الحساسية أهمها هو Skin prick test (SPT)  أو ما يسمى باختبار الخدش واختبار الحقن داخل الأدمة (intradermal). وأهم ما خرجت به الدراسة مع نتائج دراسات أخرى، هو أن فرط الحساسية الناتج عن رد فعل مناعي حقيقي نادر جدًّا وأحيانًا يُخلط مع أعراض ناتجة من خوف المريض تجاه استخدام الحقنة، أو قد تكون الأعراض ناتجة عن فعل الأدرينالين الموجود ضمن محلول الليدوكائين.

ما يزال هناك حاجة ماسّة إلى إيجاد اختبارات دقيقة لتشخيص الحساسية لليدوكائين على نحو دقيق للمرضى قبل إعطائهم الدواء؛ لذلك في حال الاشتباه بوجود حساسية تجاه المخدرات الموضعية لدى المريض يمكن إجراء اختبار اللصاقة patch test أو اختبار الحقن داخل الأدمة intradermal test أو اختبار الخدش skin prick متبوعًا باختبار الحقن داخل الأدمة لزيادة حساسية الاختبار وثقته. 

المصادر:
هنا
هنا
هنا