عالم البحار لغزٌ في نظر الإنسان لكونه كائنًا بريًّا؛ إذ تتحدد مجالاته بالتجول في رحلات تمكنه من مشاهدة الأحياء البرية فقط، ليبقى عالم البحار والمحيطات والكائنات التي تعيش فيه سرًّا مثيرًا للفضول والمعرفة.
ولإشباع شغفنا، سنتحدث اليوم عن واحد من أجمل الأحياء المائية في ذلك العالم؛ إنه "نجم البحر" الذي يُصنَّف من ضمن الحيوانات اللافقارية التي تنتمي إلى شعبة شوكيات الجلد Echinoderms، وصف النجميات Asteroidea. 

يتكون جسمه من قرص في المركز يلتصق به فم وتتفرع منه خمس أذرع متشابهة في الحجم والطول والشكل مع القدرة على النمو من جديد في حال قُطِعت أو تعرّضت للضرر، ويمتلك كثيرٌ منها أجزاءً متخصصة تساعدها على التقاط فرائسها وأكلها؛ كالقدم الأنبوبية المتخصصة التي تمتد عميقًا في الرمال أو الوحل لالتقاط الفريسة على سبيل المثال.

يُغطَّى الوجه السفلي لهذا الكائن بأنابيب دقيقة يستخدمها في الحركة والالتصاق بالأسطح. أما ظاهريًّا، فيميزه عددٌ من الصفائح الصلبة المصنوعة أساسًا من كربونات الكالسيوم، ويبرز منه أشواك يستخدمها لأغراض الحماية والدفاع عن النفس.
كذلك يحتوي جسمه على جهاز عصبي مستقل، لكنّه يفتقر إلى وجود الدماغ، إضافة إلى أنه يملك حواسَّ للتوجه، واللمس، والكشف عن الضوء، ودرجة الحرارة والمواد الكيميائية في الماء.

يمكن أن تعيش الأنواع الضخمة منه أكثرَ من 30 عامًا، معظمها من الحيوانات المفترسة التي تأكل الرخويات أو تتغذى على المواد الحيوانية والنباتية المتحللة، ويتكاثر جنسيًّا ولا جنسيًّا.
في التكاثر الجنسي؛ يحدث الإخصاب في الماء عندما تطلق الذكور والإناث الحيوانات المنوية والبيوض في البيئة، ولكن؛ لا تستطيع الأجنة الناتجة السباحة، وتشكّل عند معظم الأنواع جزءًا من العوالق الحيوانية. لكن في نهاية المطاف تخضع اليرقات للتحول لتستقر في القاع، وتنمو لتصبح أفرادًا بالغة.

أما التكاثر اللاجنسي، فيحدث عن طريق التجزؤ أو التقطع؛ إذ ينفصل جزء من الذراع  مع جزء من القرص المركزي عن "نجم البحر الأم"، ويتطور إلى نجم بحر مستقل. ولذلك؛ محاولة "قتل" نجوم البحر بتقطيعهم إلى أجزاء لن تنجح لأنهم سيتمكنون من التجدد والنمو ليشكَلوا المزيد والمزيد من نجوم البحر.

المصدر:
هنا